من أحمد حجاجي
الكويت (رويترز) - انتقد أمير الكويت الجديد الشيخ مشعل الأحمد الصباح بقوة الحكومة ومجلس الأمة (البرلمان) يوم الأربعاء لما قال إنه "إضرار بمصالح البلاد والعباد"، مؤكدا ضرورة مراجعة واقع الكويت الحالي أمنيا واقتصاديا ومعيشيا، وذلك في أول تصريحات له بعد أدائه اليمين الدستورية.
وبعدما أدى اليمين أمام مجلس الأمة، انتقد الشيخ مشعل (83 عاما) قرار السلطات تعيين أشخاص في مناصب "لا تتفق مع أبسط قواعد العدالة والإنصاف".
وقبل نحو أسبوعين أوقف الشيخ مشعل، وكان حينها وليا للعهد، قرارات التعيين والترقية والنقل والندب والإعارة في جميع أجهزة الدولة لثلاثة أشهر قابلة للتجديد، "لتحقيق المصلحة العامة".
كما انتقد يوم الأربعاء العفو الذي تم منحه في عهد سلفه الشيخ نواف الأحمد لعدد من المدانين، دون توضيح لنوع العفو محل الانتقاد.
وخلال عهد الشيخ نواف صدرت مراسيم أميرية بالعفو عن برلمانيين سابقين ومعارضين في الخارج وآخرين مدانين بجرائم تتعلق بانتقاد السلطات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وشمل العفو أيضا أعضاء فيما يسمى "بخلية العبدلي"، التي تم تفكيكها في عام 2015، والذين حكم عليهم بتهمة التجسس لصالح إيران وجماعة حزب الله اللبنانية.
وتوفي الشيخ نواف السبت الماضي عن عمر 86 عاما بعد معاناة طويلة مع المرض. وكان قد فوض في نوفمبر تشرين الثاني 2021 أخاه غير الشقيق الشيخ مشعل الذي كان حينها وليا للعهد القيام بمعظم صلاحياته.
* مراجعة الواقع
أعرب الشيخ مشعل يوم الأربعاء عن حزنه بسبب سكوت أعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية عما وصفه "بالعبث المبرمج" في هذه الملفات وإسباغ صفة الشرعية عليها "وكأن الأمر أصبح بهذا السكوت يمثل صفقة تبادل المصالح والمنافع بين السلطتين على حساب مصالح الوطن والمواطنين".
وقال "علينا اليوم ونحن نمر بمرحلة تاريخية دقيقة ضرورة مراجعة واقعنا الحالي من كافة جوانبه خصوصا الجوانب الأمنية والاقتصادية والمعيشية".
وشدد على "أهمية المتابعة والمراقبة المسؤولة والمساءلة الموضوعية والمحاسبة الجادة في إطار الدستور والقانون عن الإهمال والتقصير والعبث بمصالح الوطن والمواطنين".
وتوقع عبد العزيز محمد العنجري رئيس مركز ريكونسنس للبحوث أن تدخل الكويت عهدا جديدا بقيادة أميرها الجديد "الذي سيسعى جاهدا لتنفيذ مجموعة من الأفكار والرؤى التي لم يبدأ بتنفيذها خلال فترة ولايته كولي للعهد".
وقال العنجري لرويترز إن خطاب الأمير "أبرز توجهه نحو تشديد الحوكمة والمساءلة، ما يعكس تطلعا عميقا لأهمية مكافحة الفساد في بناء نظام حكم فعال".
وأضاف العنجري أن الأمير "لم يتردد في التعبير عن انتقاداته الصريحة للسلطتين التنفيذية والتشريعية، وهو ما يبين استعداده لاتخاذ إجراءات قد تكون جذرية ولكنها ضرورية من وجهة نظره للإصلاح".
وأكد الشيخ مشعل أن الكويت ستحافظ على التزاماتها الخليجية والإقليمية والدولية.
* قبول استقالة الحكومة
أفادت الوكالة الرسمية يوم الأربعاء بأن الحكومة قدمت استقالتها لأمير البلاد الشيخ مشعل بعد وقت قصير من أدائه اليمين، وقبِل الأمير الاستقالة في وقت لاحق.
وقالت وكالة الأنباء الكويتية إن الحكومة ستستمر كحكومة تصريف أعمال لحين تشكيل أخرى جديدة.
وجاء في تقرير الوكالة أنه صدر "أمر أميري بقبول استقالة رئيس مجلس الوزراء والوزراء ويستمر كل منهم بتصريف العاجل من شؤون منصبه لحين تشكيل الوزارة الجديدة".
وقال الأكاديمي الكويتي بدر السيف إن الخطاب أظهر أن الأمير سيحافظ على السياسات الخارجية الحالية والجهود المبذولة للقضاء على الفساد داخل القطاع الحكومي.
وأضاف أن الأمير أشار أيضا إلى أن الأولويات الوطنية المتعلقة باحتياجات الناس والأمن والاقتصاد لم يتم التعاطي معها بشكل صحيح من قبل الحكومة أو البرلمان.
وأوضح السيف أن هذا قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في الحكومة المقبلة، بعد أن قدمت الحكومة الحالية استقالتها كما جرت العادة عندما يتولى أمير جديد السلطة.
(شارك في التغطية أحمد الإمام وكلودا طانيوس ونيرة عبد الله وألكسندر كورنويل من دبي - تحرير دعاء محمد ومروة غريب)