كينشاسا/جوما (الكونجو الديمقراطية) (رويترز) - أدلى الناخبون في جمهورية الكونجو الديمقراطية بأصواتهم يوم الأربعاء في انتخابات عامة تأتي بعد حملة شهدت بعض الفوضى واتهامات من المعارضة بحدوث تزوير وشيك وعنف انتخابي ومشكلات لوجستية قد تمنع الكثيرين من التصويت.
وكثيرا ما تثير الخلافات حول الانتخابات في البلاد اضطرابات عنيفة. والكونجو ثالث أكبر منتج للنحاس في العالم وأكبر منتج للكوبالت، وهو أحد مكونات البطاريات المطلوبة للتحول الأخضر.
ووردت أنباء عن تأخر بدء التصويت في عدة بلدات في شرق البلاد الذي يعاني من نشاط المتمردين وكذلك في العاصمة كينشاسا بسبب عدم وصول لوازم التصويت إلى بعض مراكز الاقتراع وعدم نشر قوائم الناخبين.
وقال شهود من رويترز إن بعض الناخبين في جوما وبيني بشرق البلاد واجهوا صعوبة في العثور على أسمائهم في قوائم الناخبين التي لم تكن متاحة إلا في مراكز الاقتراع صباح اليوم.
وقال مراسل لرويترز إن قوات الأمن أطلقت أعيرة نارية تحذيرية في بونيا بشرق الكونجو لتفريق محتجين بعد تخريب مركز اقتراع وتدمير معداته.
وأفاد مسؤول في لجنة الانتخابات بالمنطقة للصحفيين بأن النازحين في المنطقة بسبب أعمال العنف احتجوا لأنهم أرادوا التصويت في مدنهم الأصلية.
وتؤكد لجنة الانتخابات الوطنية المستقلة منذ شهور أنها ستجري انتخابات حرة ونزيهة في جميع أنحاء ثاني أكبر دولة في أفريقيا، حتى مع إشارة مراقبين مستقلين ومنتقدين إلى وجود مخالفات يقولون إنها ستهدد شرعية النتائج.
ويبلغ عدد الناخبين المسجلين للمشاركة في الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمحلية نحو 44 مليونا.
* شفافية انتخابية
ينافس الرئيس فيليكس تشيسيكيدي 18 مرشحا من المعارضة على أمل الفوز بفترة رئاسية ثانية.
وقال تشيسيكيدي يوم الاثنين في آخر تجمع انتخابي له "طلبت منكم أن تمنحوني القوة لمواصلة العمل الذي بدأناه"، ووعد بتوسيع سياسة التعليم المجاني إذا تم انتخابه.
ويجتذب مرشحو المعارضة الناخبين بتعهداتهم بتحقيق الاستقرار والسلام والتنمية الاقتصادية التي يقولون إنها كانت غائبة خلال الفترة الرئاسية الأولى لتشيسيكيدي.
ودق مرشحو المعارضة ومراقبو الانتخابات من المجتمع الديني والمدني ناقوس الخطر بشأن شفافية هذه الانتخابات مسلطين الضوء على قضايا منها ما تعلق بقوائم الناخبين وبطاقات الهوية غير المقروءة.
وقال المرشح المعارض الحائز على جائزة نوبل (OTC:NEBLQ) دينيس موكويجي يوم الاثنين "من الواضح أنه يجري تنفيذ أكبر عملية تزوير انتخابي خلال هذا القرن". ونفت لجنة الانتخابات مرارا اتهامات المعارضة.
وسيتم حسم نتيجة الانتخابات من جولة واحدة إذ يتطلب الفوز أغلبية بسيطة من الأصوات.
وكانت الفترة التي سبقت التصويت مشحونة.
فقد قتل مرشحان برلمانيان في واقعتين منفصلين يوم 15 ديسمبر كانون الأول في إطار موجة من أعمال العنف المرتبطة بالانتخابات نددت بها جماعات حقوق الإنسان والاتحاد الأوروبي.
وتغلق مراكز الاقتراع أبوابها الساعة 1600 بتوقيت جرينتش. ومن المتوقع ظهور النتائج الأولية الكاملة بحلول 31 ديسمبر كانون الأول.
(إعداد محمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)