من أحمد محمد حسن ونضال المغربي
القاهرة (رويترز) - قال مصدران أمنيان مصريان لرويترز يوم الاثنين إن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وحركة الجهاد الإسلامي المتحالفة معها رفضتا اقتراحا مصريا بترك السيطرة على قطاع غزة مقابل وقف دائم لإطلاق النار.
ونفى مسؤولان من حماس والجهاد الإسلامي بشكل منفصل، في وقت لاحق، ما قالته المصادر عن المحادثات.
وقال عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، "نجدّد التأكيد بأنه لا مفاوضات إلا بوقف شامل للعدوان".
وأضاف "تسعى قيادة الحركة بكل قوة لوقف العدوان والمجازر على شعبنا بشكل كامل وليس مؤقتا"، في إشارة الى مقتل أكثر من 20 ألف فلسطيني خلال الحرب مع إسرائيل المستمرة منذ 11 اسبوعا.
وكرر مسؤول كبير مطلع على المحادثات من حركة الجهاد الإسلامي النفي الذي عبر عنه الرشق. ورفض المصدر نشر اسمه.
وذكر المصدران المصريان أن حماس وحركة الجهاد الإسلامي اللتين تجريان محادثات منفصلة مع وسطاء مصريين في القاهرة رفضتا تقديم أي تنازلات بخلاف إطلاق سراح المزيد من الرهائن الذين اختطفوا يوم السابع من أكتوبر تشرين الأول عندما اقتحم مسلحون جنوب إسرائيل في هجوم أسفر عن مقتل 1200 شخص.
واقترحت مصر "رؤية" أيدها أيضا الوسطاء القطريون تتضمن وقفا لإطلاق النار مقابل إطلاق سراح المزيد من الرهائن، وتؤدي إلى اتفاق أوسع يتضمن وقفا دائما لإطلاق النار إلى جانب إصلاح شامل للقيادة في غزة التي تتولاها حاليا حماس.
وقال المصدران إن مصر اقترحت إجراء انتخابات بينما قدمت ضمانات لحماس بعدم مطاردة أعضائها أو ملاحقتهم قضائيا، لكن الحركة الإسلامية رفضت تقديم أي تنازلات سوى إطلاق سراح الرهائن. ويعتقد أن أكثر من 100 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة.
ورفض أحد مسؤولي حماس، والذي زار القاهرة في الآونة الأخيرة، التعليق بشكل مباشر على عروض محددة بشأن المزيد من فترات الهدنة الإنسانية المؤقتة وأشار إلى رفض الحركة مرددا موقفها المعلن رسميا.
وقال المسؤول "قلنا أيضا (للمسؤولين المصريين) إن المساعدات لا بد أن تزيد وأن تستمر وأن تصل إلى كل شعبنا في الشمال والجنوب".
وتابع "بعد أن ينتهي العدوان ويتم زيادة المساعدات يمكن الحديث عن صفقة تبادل".
* الجهاد الإسلامي
رددت حركة الجهاد الإسلامي التي تحتجز رهائن أيضا في غزة هذا الموقف.
ويزور وفد من حركة الجهاد الإسلامي بقيادة الأمين العام للحركة زياد النخالة حاليا القاهرة لتبادل الأفكار مع مسؤولين مصريين حول عروض تبادل الأسرى وقضايا أخرى، لكن مسؤولا قال إن الجماعة اشترطت
إنهاء الهجوم العسكري الإسرائيلي قبل إجراء المزيد من المفاوضات.
وأضاف المسؤول أن حركة الجهاد الإسلامي تصر على أن أي عملية تبادل يجب أن ترتكز على مبدأ "الكل مقابل الكل"، أي إطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس والجهاد الإسلامي في غزة مقابل إطلاق سراح جميع الفلسطينيين المسجونين في إسرائيل.
ومن جهة أخرى، قال علي أبو شاهين المسؤول في حركة الجهاد الإسلامي لرويترز عبر الهاتف من لبنان في وقت لاحق إن الحركة أكدت موقفها "بضرورة وقف العدوان على الشعب الفلسطيني وليس هدنا مؤقتة".
وأكد أبو شاهين أن المسؤولين المصريين طرحوا مجموعة من الأفكار، لكنه لم يقدم أي تفاصيل.
وقال "الإخوة في مصر قدموا ورقة. هذه الورقة المصرية المقدمة عبارة عن أفكار وعن مباديء عامة للنقاش، ونحن سنناقش هذه الأفكار في قيادة الحركة وأيضا سيتم نقاش هذه الأفكار وبلورة موقف فلسطيني موحد حولها".
وقبل الحرب، كان هناك 5250 فلسطينيا في السجون الإسرائيلية، لكن العدد ارتفع الآن إلى نحو عشرة آلاف مع اعتقال إسرائيل آلافا آخرين في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول، وفقا لجمعية نادي الأسير الفلسطيني.
وليلا وقبل صباح يوم الاثنين، شهدت غزة واحدة من أكثر الليالي دموية خلال الحرب الدائرة منذ 11 أسبوعا. وقال مسؤولون فلسطينيون من قطاع الصحة إن 70 شخصا على الأقل قتلتهم غارة جوية إسرائيلية في وسط قطاع غزة.
(إعداد أميرة زهران ومحمد حرفوش ومحمد عطية وأيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)