إسرائيل تدك وسط غزة وآلاف الفلسطينيين يحاولون الفرار

من نضال المغربي وبسام مسعود ودان وليامز

القاهرة/غزة/القدس (رويترز) - دكت القوات الإسرائيلية وسط قطاع غزة من البر والبحر والجو يوم الأربعاء وقالت السلطات الفلسطينية إن عشرات الأشخاص قُتلوا فيما قالت منظمة الصحة العالمية إن الآلاف يحاولون الفرار من القتال.

وفي تجل لإصرار إسرائيل على سحق حماس رغم دعوات دولية متزايدة لوقف إطلاق النار، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي يوم الثلاثاء إن الحرب ستتواصل شهورا كثيرة وإنه لا توجد "طرق مختصرة لتفكيك منظمة إرهابية".

ولمحت إسرائيل أيضا إلى أنها قد تكثف ردها على الهجمات عبر الحدود من لبنان جارتها الشمالية حيث يتمركز حزب الله حليف حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وقال بيان لوزارة الصحة في غزة إن غارة جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل 20 فلسطينيا يوم الأربعاء بالقرب من مستشفى الأمل في خان يونس جنوب قطاع غزة. ولم يصدر تعليق بعد من الجيش الإسرائيلي.

وقال مسعفون إن خمسة فلسطينيين قتلوا في ضربة جوية إسرائيلية على مخيم المغازي وسط قطاع غزة كما قال مسؤولون في قطاع الصحة إن مستشفى الشفاء استقبل سبع جثث لفلسطينيين قتلوا في مدينة غزة شمال القطاع ليلا.

وقال سكان وسط قطاع غزة إن قصف الدبابات الإسرائيلية اشتد مع حلول الليل شرقي مخيمي البريج والمغازي للاجئين حيث تحاول الدبابات اجتياح المنطقة.

وقال الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء إن ثلاثة جنود آخرين سقطوا في المعارك في قطاع غزة مما يرفع عدد القتلى في صفوفه منذ بدء الاجتياح البري للقطاع في 20 أكتوبر تشرين الأول إلى 166.

ومنذ هجوم حماس الذي أدى إلى مقتل 1200 واحتجاز 240 في السابع من أكتوبر تشرين الأول بحسب الإحصاءات الإسرائيلية، رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بهجوم شامل على القطاع الذي تديره حماس، مما أدى لتدمير معظمه.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن القوات الإسرائيلية قتلت 195 فلسطينيا وأصابت 325 آخرين في الساعات الأربع والعشرين الماضية، ليصل العدد المسجل إلى 21110 قتلى و55243 جريحا في الهجمات الإسرائيلية على القطاع الساحلي منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.

وأصبح كل سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريبا بلا مأوى، وكثيرون منهم نزحوا عدة مرات.

وفي الوقت نفسه، تحسب ساعة ضخمة في تل أبيب الوقت المنقضي منذ أن احتجزت حماس الرهائن بينما تواصل العائلات حملتها من أجل إطلاق سراح ذويها.

* الحدود اللبنانية

على الحدود الشمالية لإسرائيل، قالت مصادر أمنية إن حزب الله أطلق أكبر عدد من الصواريخ والطائرات المسيرة ضد إسرائيل يوم الأربعاء في يوم واحد منذ بدء موجة الاشتباكات اليومية.

وقال الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء إن طائراته استهدفت أيضا مواقع عسكرية لحزب الله ومواقع أخرى في لبنان. وقال بيني جانتس الوزير في الحكومة الإسرائيلية إن الوضع يتعين أن يتغير.

وقال في مؤتمر صحفي "إذا لم يتحرك العالم والحكومة اللبنانية من أجل منع إطلاق النار على سكان شمال إسرائيل وإبعاد حزب الله عن الحدود، سيفعل الجيش الإسرائيلي ذلك".

وقال الجيش الإسرائيلي إنه ينفذ عمليات في عدة مناطق في غزة وخاصة حول البريج وخان يونس. ووصف تلك المناطق بأنها قاعدة إرهابية لحماس.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري "وسعنا نشاطنا واليوم أضفنا لواء آخر ونواصل العمل هناك باستخدام حيل عسكرية جديدة فوق الأرض وتحتها".

* فرار الناس

قالت منظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء إن موظفيها شاهدوا عشرات الآلاف يفرون من الضربات في خان يونس والمنطقة الوسطى سيرا (TADAWUL:1810) على الأقدام أو على ظهور الحمير أو في السيارات. وأضافت أنه يجري بناء ملاجئ مؤقتة على طول الطريق.

وقال ريك بيبركورن، ممثل المنظمة في الضفة الغربية وقطاع غزة، في بيان للوكالة حول الموضوع على منصة إكس "منظمة الصحة العالمية قلقة بشدة من أن يزيد هذا النزوح الجديد للناس من الضغط على المرافق الصحية في الجنوب الذي يكافح بالفعل لتلبية الاحتياجات الهائلة للسكان".

وأضاف البيان "هذا التحرك الجماعي القسري للأشخاص سيؤدي أيضا إلى مزيد من الاكتظاظ وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المعدية ويجعل من الصعب تقديم المساعدات الإنسانية".

وتقول إسرائيل إنها تفعل ما في وسعها لحماية المدنيين وتحمل حماس مسؤولية تعريضهم للأذى بتنفيذ عملياتها في مناطق يوجد بها مدنيون، وهو ما تنفيه حماس. لكن حتى الولايات المتحدة، أقرب حلفاء إسرائيل، قالت إن عليها بذل المزيد من الجهود للحد من عدد القتلى المدنيين بسبب ما وصفه الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه "قصف عشوائي".

ودعا إيلون ليفي المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية الأمم المتحدة إلى المساعدة في إنهاء تراكم المساعدات التي تنتظر دخول غزة، ووصف آلية المساعدات التابعة للأمم المتحدة بأنها "غير ناجحة بشكل مؤسف".

وقال الجيش الإسرائيلي إنه يواصل ضرب ما وصفها بأنها "أهداف إرهابية" في قطاع غزة واستخدم في بعض الأحيان البحرية لضرب مشتبه بهم اعتبر أنهم يشكلون تهديدا لقواته البرية.

وفي حي الشجاعية بمدينة غزة، قال بيان للجيش الإسرائيلي إن هجوما إسرائيليا على مسلحين راجلين تسبب في انفجارات ثانوية بما يشير إلى أن المنطقة تم تلغيمها بالمتفجرات لمهاجمة الجنود.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن ستة قتلوا في مدينة طولكرم بالضفة الغربية المحتلة خلال مداهمة إسرائيلية. وقال بيان عسكري إسرائيلي عن الحادث إن قوات إسرائيلية كانت تنفذ عملية لمكافحة الإرهاب تعرضت لهجوم من مسلحين ألقوا عبوات ناسفة عليها. وأضاف البيان أن طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي قصفت المهاجمين.

وقال سكان إن الشبان ليسوا مقاتلين ولا متشددين.

وقالت سعيدة الفماوي، والدة أحد الشبان "كان مشهدا لم أتمكن من رؤيته، كان شيئا لا يمكنك النظر إليه".

(تغطية صحفية إميلي روز ومعيان لوبيل من القدس - إعداد محمود رضا مراد وسلمى نجم ومحمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد وأيمن سعد مسلم ورحاب علاء)