من دان وليامز
القدس (رويترز) - قال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل تسحب بعض قواتها من غزة في إطار التحول إلى عمليات تركز أكثر على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتعيد قدرا من جنود الاحتياط إلى الحياة المدنية لمساعدة الاقتصاد مع دخول البلاد العام الجديد الذي قد تستمر فيه الحرب لفترة طويلة.
وقال المسؤول إن الإطاحة بحماس ما زالت هدفا للهجوم في القطاع الفلسطيني وإن بعض الألوية الخمسة المنسحبة ستستعد لاحتمال احتدام القتال على جبهة ثانية ضد جماعة حزب الله في لبنان.
وردا على سؤال للصحفيين حول تقليص القوات، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنه سيجري تسريح كتيبتين من جنود الاحتياط هذا الأسبوع.
ومنذ شن الحملة على غزة بعد هجوم حماس عبر الحدود يوم السابع من أكتوبر تشرين الأول، قال مسؤولون إسرائيليون إنهم خططوا لشن الهجوم على ثلاث مراحل رئيسية. وتمثلت المرحلة الأولى في القصف المكثف لفتح طرق لدخول القوات البرية ودفع المدنيين إلى الإخلاء، وتمثلت الثانية في الغزو البري الذي بدأ في 27 أكتوبر تشرين الأول.
وقال المسؤول، الذي طلب عدم نشر هويته نظرا لحساسية الموضوع، إن الجيش الإسرائيلي يتجه صوب المرحلة الثالثة من الحرب بعد اجتياح الدبابات والقوات في الوقت الراهن لجزء كبير من قطاع غزة وتأكيد سيطرته إلى حد كبير على الرغم من استمرار المسلحين الفلسطينيين في نصب الكمائن من الأنفاق والمخابئ.
وقال المسؤول لرويترز "سيستغرق ذلك ستة أشهر على الأقل وسيتضمن عمليات تطهير مكثفة ضد الإرهابيين. لا أحد يتحدث عن إطلاق حمام السلام من الشجاعية"، في إشارة إلى منطقة في غزة دمرها القتال.
وتقول إسرائيل إن هجوم حماس أدى إلى مقتل 1200 واحتجاز نحو 240 رهينة. وتؤكد أنها عازمة على استعادة الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة وعددهم 129. وحفزت جهود الهدنة التي تتوسط فيها قطر ومصر احتمال إطلاق سراح بعضهم.
ويبدو أن هذا التحول يأتي استجابة للضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة، أكبر حليف لإسرائيل، لمراجعة التكتيكات وبذل المزيد من الجهد لحماية غير المقاتلين.
* تعزيز الاقتصاد
عبأت إسرائيل 300 ألف جندي احتياطي للحرب، أي ما يتراوح بين نحو عشرة بالمئة إلى 15 بالمئة من قوتها العاملة. وتم تسريح البعض بسرعة، لكن مصادر حكومية قالت إن ما بين 200 ألف و250 ألف شخص ما زالوا يؤدون الخدمة العسكرية ويتغيبون عن الوظائف أو الدراسة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري إن نشر جنود الاحتياط سيتم "بطريقة يمكن تجديدها، ويمكن للاقتصاد الإسرائيلي أن يعمل، ويمكن للعائلات التي تنتظر ذويها العودة إلى حياتها العادية".
وذكرت وسائل إعلام محلية أن عدة فرق عسكرية منتشرة في أنحاء قطاع غزة.
وأضاف المسؤول أن بعض القوات التي انسحبت من غزة في الجنوب ستكون مستعدة للخدمة على الحدود الشمالية مع لبنان حيث يتبادل مقاتلو جماعة حزب الله اللبنانية إطلاق النار مع إسرائيل تضامنا مع الفلسطينيين.
وحذرت إسرائيل من أن حربا شاملة تلوح في الأفق في لبنان إذا لم يتراجع حزب الله. وتحظى حماس وحزب الله بدعم إيران التي تنفذ جماعات مسلحة متحالفة معها في سوريا والعراق واليمن أيضا هجمات بعيدة المدى ضد إسرائيل.
وقال المسؤول "لن يُسمح للوضع على الجبهة اللبنانية بالاستمرار. إن فترة الستة أشهر القادمة هي لحظة حرجة"، مضيفا أن إسرائيل ستنقل رسالة مماثلة إلى مبعوث أمريكي يقوم برحلات مكوكية إلى بيروت.
وألحقت الحرب بين إسرائيل وحماس بغزة دمارا لا مثيل له، وقالت وزارة الصحة في القطاع إن نحو 22 ألف شخص فقدوا أرواحهم، كثيرون منهم من المدنيين. وتقول إسرائيل إنها قتلت أكثر من ثمانية آلاف مقاتل فلسطيني، وهو ما يشير إلى أن حماس، وفقا لروايتها الخاصة، تحتفظ بعناصرها الأساسية. وكان التقدير الإسرائيلي قبل الحرب هو أن الجماعة تضم نحو 30 ألف مقاتل.
وأعلن الجيش الإسرائيلي يوم السبت أنه سيسحب بعض جنود الاحتياط في إطار ما وصفه رئيس الأركان اللفتنانت جنرال هرتسي هاليفي بأنه "إعادة تشكيل" للقوات.
وقال هاليفي للجنود يوم الثلاثاء الماضي "منذ اللحظات الأولى لهذه الحرب قلنا إنها ستستغرق وقتا طويلا". وأضاف "هل سنتمكن في نهاية المطاف من القول إنه لم يعد هناك أعداء حول دولة إسرائيل؟ أعتقد أن هذا طموح مبالغ فيه. لكننا سنحقق وضعا أمنيا مختلفا، آمنا ومستقرا قدر الإمكان أيضا".
وقالت إسرائيل إن 174 جنديا، كثيرون منهم من جنود الاحتياط، قُتلوا في معارك غزة فيما سقط تسعة آخرون على الحدود اللبنانية.
(إعداد محمود رضا مراد ومحمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير رحاب علاء)