من مايكل جورجي وجوناثان لانداي
دبي (رويترز) - دأب تنظيم الدولة الإسلامية، الذي أعلن مسؤوليته عن انفجارين داميين هزا إيران ذات الأغلبية الشيعية هذا الأسبوع، على العمل في الخفاء منذ القضاء على معظم مقاتليه على أيدي تحالف تقوده الولايات المتحدة.
وفيما يلي بعض الحقائق عن التنظيم الذي يقول خبراء إنه ضعف ولكن لم يُقض عليه نهائيا.
* تاريخ التنظيم
في ذروة قوته، فرض تنظيم الدولة الإسلامية حكما اتسم بالرعب على ملايين الأشخاص وأعلن سيطرته على مساحات واسعة من الأراضي في العراق وسوريا.
وأعلن مقاتلوه هزيمة جيشي البلدين في مناسبات عدة ونفذوا هجمات أو أوعزوا بها في عشرات المدن حول العالم. وكان التعذيب والموت مصير أي شخص يعارض الفكر المتشدد للتنظيم.
وأعلن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قيام دولة الخلافة من منبر مسجد النوري التاريخي في العراق عام 2014. وقُتل البغدادي بعد خمس سنوات في غارة شنتها قوات خاصة أمريكية في شمال غرب سوريا.
وانهارت دولة الخلافة في العراق، حيث كان للتنظيم قاعدة على بعد 30 دقيقة فقط بالسيارة من بغداد، كما انهارت في سوريا بعد حملة عسكرية متواصلة شنها تحالف تقوده الولايات المتحدة.
وقال أيمن جواد التميمي الزميل في منتدى الشرق الأوسط لرويترز إن الهجوم الذي وقع هذا الأسبوع في إيران يشير إلى أن التنظيم يسعى لإعادة بناء قوته وأهميته.
وأضاف "أهداف التنظيم تظل كما هي: الجهاد ضد جميع أعداء التنظيم من أجل إقامة الخلافة في المنطقة لكي تحكم العالم كله في نهاية المطاف".
* أساليب جديدة في الشرق الأوسط
يغيّر تنظيم الدولة الإسلامية من أساليبه منذ انهيار دولة الخلافة وتعرضه لسلسلة من الانتكاسات الأخرى في الشرق الأوسط.
ولجأ التنظيم إلى المناطق النائية في سوريا والعراق بعد أن كان يتخذ من مدينة الرقة السورية ومدينة الموصل العراقية مقرا له، حيث سعى إلى تشكيل حكومة مركزية.
وينتشر مقاتلو التنظيم في خلايا مستقلة فيما يحيط الغموض بموقف قياداته ومن الصعب تحديد العدد الإجمالي لمقاتليه، لكن الأمم المتحدة تقدر عددهم بنحو عشرة آلاف مقاتل في معاقل التنظيم.
وأشار تقرير للأمم المتحدة العام الماضي إلى احتمال وجود عدد يتراوح بين 800 إلى 1200 مقاتل لتنظيم الدولة الإسلامية في سيناء المصرية.
وفي ليبيا، حيث كان التنظيم يسيطر ذات يوم على شريط من الأراضي على ساحل البحر المتوسط، دب الضعف في صفوف التنظيم لكنه لا يزال بإمكانه استغلال الصراع المستمر في البلاد. وتراجع نفوذ التنظيم في اليمن أيضا.
* أفريقيا
ترك تنظيم الدولة الإسلامية بصماته في أجزاء من أفريقيا.
في أوغندا، شن مسلحون من القوات الديمقراطية المتحالفة، وهي جماعة متحالفة مع تنظيم الدولة الإسلامية، سلسلة من الهجمات في الأشهر الماضية، منها مذبحة في مدرسة داخلية، وقتلوا زوجين يقضيان شهر العسل، وفي الشهر الماضي شنوا هجوما على قرية، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل.
ونقلت القوات، التي بدأت في شكل انتفاضة في أوغندا، جزءا كبيرا من عملياتها إلى جمهورية الكونجو الديمقراطية المجاورة حيث شنت عدة هجمات.
وأعلنت عدة جماعات أخرى مبايعتها لتنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا وفي منطقة الساحل. وتسيطر هذه الجماعات على مناطق واسعة من ريف مالي والنيجر وشمال بوركينا فاسو إلى شمال أفريقيا.
وفي يناير كانون الثاني 2023، نفذ الجيش الأمريكي عملية أسفرت عن مقتل قائد كبير في تنظيم الدولة الإسلامية في شمال الصومال. وأثار تقرير للأمم المتحدة مخاوف من أن جماعات مثل تنظيم الدولة الإسلامية قد تستغل حالة عدم الاستقرار السياسي والعنف في السودان.
* القوة الإجمالية
قال المركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب في تقرير نشر في أغسطس آب إن التهديد الذي يشكله تنظيما الدولة الإسلامية والقاعدة "وصل إلى أدنى مستوياته مع قمع العناصر الأكثر خطورة".
لكن المركز حذر مجددا من أن نصف الجماعات التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية "تنشط الآن في عمليات تمرد في أنحاء أفريقيا" "وربما تستعد لمزيد من التوسع".
وقال إن التنظيم فقد ثلاثة من أكبر قياداته وما لا يقل عن 13 من مسؤولي العمليات البارزين في العراق وسوريا منذ أوائل عام 2022 "مما ساهم في فقد الخبرة وتراجع هجمات تنظيم الدولة الإسلامية في الشرق الأوسط".
وقال أندرياس كريج، الأستاذ المشارك في جامعة كينجز كوليدج في لندن، "بشكل عام، نفذ تنظيم الدولة الإسلامية هجمات أقل بكثير في العام الماضي مقارنة بالسنوات السابقة".
وأضاف "الهجمات التي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنها انخفضت بشكل كبير على مستوى العالم. أفريقيا هي المنطقة الوحيدة التي لا تزال الجماعات التابعة (لتنظيم الدولة الإسلامية) تنمو فيها".
(إعداد محمد عطية للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)