من سليمان الخالدي وأحمد محمد حسن
القاهرة/عمان (رويترز) - حذرت مصر والأردن من أي إعادة لاحتلال إسرائيل لقطاع غزة ودعا البلدان إلى السماح للسكان النازحين بالعودة إلى منازلهم في وقت اجتمع فيه زعيما الدولتين العربيتين مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يوم الأربعاء.
وفي الوقت الذي تمضي فيه إسرائيل قدما في حملتها العسكرية التي تقول إنها ستستمر لعدة أشهر، أكد عباس والعاهل الأردني الملك عبد الله والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رفضهم لأي خطط لتهجير للفلسطينيين من أراضيهم، وهو خطر تحذر مصر من تفاقمه مع دفع الحرب الإسرائيلية الشاملة ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) معظم سكان غزة للتوجه جنوبا نحو الحدود المصرية.
يشعر الأردن بالقلق من تزايد عدم الاستقرار والهجمات على الفلسطينيين من المستوطنين اليهود في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل والتي تشترك معها في الحدود.
وقال بيان صادر عن مكتب السيسي إن على المجتمع الدولي أن يقف "وقفة حاسمة" للضغط من أجل وقف لإطلاق النار على الفور في غزة.
وأضاف البيان أن الزعماء الثلاثة أكدوا "الرفض التام لأية محاولات لإعادة احتلال أجزاء من غزة، والتشديد على ضرورة تمكين أهالي القطاع من العودة إلى ديارهم".
وقبل قمة العقبة، اجتمع عباس بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي يزور المنطقة في جولة من المتوقع أن ينتهي مطافها في مصر، ويضغط على قادة إسرائيل لتقديم طريق لإقامة دولة فلسطينية.
وقال مسؤول أردني إن العرب يقولون للأمريكيين إن الأولوية الآن هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار والضغط على إسرائيل للسماح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال غزة وتخفيف التكدس قرب رفح وهو ما يثير قلق المصريين والأردنيين معا.
وتمارس السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب حكما ذاتيا محدودا في الضفة الغربية وأجرت محادثات مع إسرائيل لإقامة دولة فلسطينية لكن هذه المحادثات انهارت عام 2014. وتدير حماس قطاع غزة منذ 2007 وتتعهد بتدمير إسرائيل.
* المفاوضات للإفراج عن الرهائن
تحاول مصر، إلى جانب قطر، بشكل منفصل، الوساطة بين إسرائيل وحماس للتفاوض على وقف جديد لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين أخذتهم حماس في هجومها المباغت في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وتوقفت هذه الوساطة لكنها استؤنفت بعد مقتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري الأسبوع الماضي في بيروت. وقالت مصادر أمنية مصرية إن وفدا إسرائيليا زار مصر يوم الثلاثاء لبحث احتمال التوصل لوقف طويل الأمد لإطلاق النار مقابل إطلاق سراح الرهائن.
قتلت إسرائيل أكثر من 23 ألف فلسطيني في غزة منذ أن شنت حملتها لتدمير حماس بعد أن قتل مسلحو الحركة الفلسطينية 1200 إسرائيلي واقتيادهم 240 رهينة إلى غزة في هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت في وقت سابق من الشهر الجاري إن إسرائيل ستحافظ بعد الحرب في غزة على حرية تنفيذ جيشها عمليات في القطاع لكنه استبعد عودة المستوطنات الإسرائيلية التي انسحبت منها في عام 2005.
وكانت مصادر أمنية مصرية توقعت أن تتناول قمة العقبة الوضع في غزة أثناء الحرب وبعدها، بما في ذلك التمويل الأجنبي لإعادة إعمار (DFM:EMAA) المنطقة التي أصابها الدمار وآلية إجراء انتخابات هناك خلال ستة أشهر من اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقالت مصر والأردن إنه يجب ألا ينفصل مصير غزة عن الضفة الغربية لأنه يجب أن يكونا أساس الدولة الفلسطينية في المستقبل، وهو الموقف الذي تضمنته بيانات ما بعد القمة.
وتكثفت الضربات الإسرائيلية في جنوب ووسط قطاع غزة يوم الأربعاء على الرغم من تعهد إسرائيل بسحب بعض قواتها والتحول إلى حملة أدق استهدافا، ومناشدة الولايات المتحدة لإسرائيل بأن تقلص الخسائر في صفوف المدنيين.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من مليون من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يعيشون في ظروف تكدس شديد في منطقة رفح. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 1.9 مليون شخص نزحوا من أنحاء الجيب الساحلي.
(شارك في التغطية محمد والي في القاهرة- إعداد محمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير محمود سلامة)