من إدريس علي وفيل ستيوارت ومحمد الغباري
واشنطن/عدن (رويترز) - هددت حركة الحوثي "برد قوي وفعال" بعد أن نفذت الولايات المتحدة ضربة أخرى في اليمن ليل الجمعة مما أدى إلى تفاقم التوتر في الوقت الذي تعهدت فيه واشنطن بحماية حركة الملاحة من هجمات الجماعة المتحالفة مع إيران.
وزادت الضربات من المخاوف بشأن تفاقم الصراع الذي ينتشر في المنطقة منذ اندلاع الحرب في غزة ودخول حلفاء لإيران من لبنان وسوريا والعراق على الخط.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الولايات المتحدة بعثت برسالة خاصة إلى إيران بشأن هجمات الحوثيين. وأضاف للصحفيين دون الخوض في تفاصيل "سلمنا الرسالة بشكل خاص، ونحن واثقون من أننا مستعدون جيدا".
وجاء أحدث قصف، الذي قالت الولايات المتحدة إنه استهدف موقعا للرادار، بعد يوم شهد وقوع عشرات الضربات الأمريكية والبريطانية على منشآت للحوثيين في اليمن.
وقال نصر الدين عامر (EGX:AMER) المتحدث باسم الحوثيين لقناة الجزيرة "هذه الضربة الجديدة سيكون لها رد حازم وقوي وفعال"، مضيفا أنه لم تقع "خسائر مادية ولا بشرية".
وقال محمد عبد السلام، وهو متحدث آخر باسم الحوثيين، لرويترز إن الضربات الأمريكية التي استهدف أحدثها قاعدة عسكرية في صنعاء ليل الجمعة "لم يكن لها تأثير يذكر في سياق الحد من القدرات اليمنية للاستمرار في منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل من المرور عبر البحر الأحمر والبحر العربي".
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يوم الجمعة إن الضربات الأمريكية البريطانية كان لها "تأثيرات جيدة".
وحث مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن هانس جروندبرج يوم السبت جميع الأطراف المشاركة في التطورات في البلاد على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، محذرا من تزايد عدم استقرار الوضع في المنطقة.
ويقول الحوثيون إن حملتهم في البحر الأحمر تهدف إلى دعم الفلسطينيين الخاضعين للحصار ويتعرضون لهجوم من إسرائيل في غزة. ولم يكن للعديد من السفن التي استهدفوها أي صلة معروفة بإسرائيل.
كما أطلقت الجماعة، التي تسيطر على صنعاء وجزء كبير من غرب وشمال اليمن، طائرات مسيرة وصواريخ عبر البحر الأحمر على إسرائيل نفسها.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان عبر منصة إكس إن مدمرة الصواريخ الموجهة كارني استخدمت صواريخ توماهوك في الضربة اللاحقة التي نُفذت في ساعة مبكرة من يوم السبت بالتوقيت المحلي "لتقليص قدرة الحوثيين على مهاجمة السفن البحرية بما في ذلك السفن التجارية".
* ’عدوان غاشم’
في صنعاء قال الموظف الحكومي محمد سميع عن الهجمات "هذا عدوان غاشم" ويمثل "مرحلة جديدة من الصراع... بعد 10 سنوات من الحرب".
أما الموظف الحكومي المتقاعد حسين الكبسي فقال إن دعم الفلسطينيين "واجب ديني وأخلاقي".
وأضاف "موقفنا ما زال ثابتا ومبدئيا، وهو أننا سنقف مع إخواننا في فلسطين وفي غزة حتى يتم النصر وحتى يتم تحرير كل الأراضي الفلسطينية وليس غزة فقط".
وأظهرت لقطات بثتها قناة المسيرة التابعة للحوثيين يوم الجمعة مئات الآلاف يتظاهرون في صنعاء مرددين شعارات تندد بإسرائيل والولايات المتحدة.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي إن الضربات الأولى استهدفت قدرة الحوثيين على تخزين وإطلاق وتوجيه الصواريخ والطائرات المسيرة التي استخدمتها الجماعة لتهديد الملاحة في البحر الأحمر. وأضاف أن واشنطن لا تريد حربا مع اليمن.
وذكر الحوثيون أن خمسة مقاتلين لقوا حتفهم في الضربات الأولى.
وعندما سأل الصحفيون يوم الجمعة بايدن، الذي رفعت إدارته حركة الحوثي من قائمة وزارة الخارجية "للمنظمات الإرهابية الأجنبية" في عام 2021، عما إذا كان يشعر بأنه يمكن وصف الحركة بأنها جماعة "إرهابية" الآن، قال "أعتقد أنهم كذلك".
تزيد أزمة البحر الأحمر من اتساع نطاق الصراع الحالي الذي يشهده الشرق الأوسط منذ أن اجتاح مسلحو حماس جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول في هجوم تقول إسرائيل إنه أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة.
وردت إسرائيل بتدمير مناطق كبيرة من غزة في محاولة للقضاء على حماس. وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان يوم السبت إن الهجمات الإسرائيلية قتلت 23843 فلسطينيا وأصابت 60317 منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وأضافت الوزارة أن هذا العدد يشمل 135 فلسطينيا قتلوا و312 أصيبوا في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم السبت إن إسرائيل تخطط لزيادة "ضخمة" في ميزانيتها الدفاعية في إطار تعزيزات عسكرية تهدف إلى تغطية احتياجاتها لسنوات مقبلة.
وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن الولايات المتحدة وبريطانيا "تسببتا بمفردهما في امتداد الصراع (في غزة) إلى المنطقة بأكملها".
واتهم مسؤول أمريكي كبير طهران بتزويد الحوثيين بقدرات عسكرية ومخابراتية لتنفيذ هجماتهم.
ونددت إيران بالضربات الأمريكية والبريطانية لكن لا توجد دلالة حتى الآن على أن طهران تسعى إلى الدخول في صراع مباشر.
وأجبرت هجمات الحوثيين بعض السفن على سلوك الطريق الأطول حول جنوب القارة الأفريقية مما زاد من تكلفة ووقت نقل السلع وأجج مخاوف من موجة جديدة من ارتفاع التضخم عالميا وتعطيل التعافي الاقتصادي العالمي بعرقلة سلاسل الإمداد.
(شارك في التغطية ستيف هولاند ونانديتا بوز من واشنطن وريام مخشف من عدن وإيناس العشري من القاهرة وآندرو ميلز من الدوحة وماهر حاتم من دبي وإليزابيث بايبر من لندن - إعداد حسن عمار ورحاب علاء ومحمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)