اخترنا تنفيذ تجارب التعقيم فى الصحراء لبعدها عن «ذبابة الخوخ» فى زراعات الريف
قال محمود عدنان، رئيس مجلس إدارة شركة « برانس وايت إنترناشيونال» للتعقيم الحرارى بالبخار لمعالجة المنتجات النباتية، إن سبب تواجد الشركة بالسوق المصرى، يرجع إلى كونها دولة مصدرة للفاكهة والخضراوات، بكميات وفيرة، نتيجة مساحتها وموقعها الجغرافى الذى يجعلها تحظى بمنتجات زراعية على مدار العام.
وأضاف عدنان، أن الانطلاقة كانت من لبنان التى تراجعت بها السياحة نظراً للتطورات السياسية والحروب، وعدم وجود أراض زراعية، إذ تستورد لبنان غالبية منتجاتها الزراعية.
وأضاف أن الطاقة الإنتاجية لشركة « برانس وايت إنترناشيونال» تقدربـ 70 طناً يومياً من المانجو. وبدأ موسم الجوافة الصالحة للتصدير منذ منتصف الشهر الحالى.. وبالتالى ستزداد عمليات التصدير.
كما بدأ تصدير البرتقال والحمضيات بداية الأسبوع الماضى.. وبالتالى سيعمل المركز على ثلاثة أنواع بطاقة انتاجية تصل إلى 210 أطنان يومياً، مضيفاً أن الشركة لديها توجه نحو التصدير إلى الدول الأوروبية وروسيا، بعد علاج الصادرات بالتعقيم الحرارى بالبخار الذى يجعل لها الأولوية فى دخول تلك الدول، لضمان منتج خال من الإصابة بأى أوبئة.
وأوضح عدنان، أن موسم تصدير المانجو يبدأ من 10 يوليو وينتهى فى 10 ديسمبر، لافتاً إلى ان حجم صادرات الموسم الماضى بلغ 715.864 طن.
وأكد أن حجم عائد صادرات المانجو حالياً يصل إلى نصف مليون جنيه يومياً، متوقعاً أن يصل بنهاية الموسم إلى 25 مليون جنيه.
وسيزداد حجم الصادرات، ثلاثة أضعاف الحجم الحالى خلال موسم الحمضيات والبرتقال والجوافة بجانب المانجو، خلال الشهر المقبل، لافتاً إلى أن المحطة تحصل على انتاجها من مزارع تشرف عليها وزارة الزراعة.
وأوضح أن مزارع المانجو منتشرة فى الإسماعيلية ووادى النطرون، إذ يتم التعامل معهم من خلال تعاقد لمدة 4 سنوات، كما أن المانجو المصرى مرغوب فيها فى لبنان.
وأشار إلى أنه فى عام 2000، تم وقف تصديرالفواكه المصرية إلى لبنان، بعد العثور على حشرة «ذبابة الفاكهة» المصنفة ضمن درجة «خطر» لدى منظمة الأغذية العالمية.
والمانجو والجوافة هما فاكهتان محببتان لـ «ذبابة الخوخ». لذلك وحتى تضمن الدول عدم دخول تلك الحشرة اليها، أصدرت قراراً بمنع دخول الفاكهة من مصر وافريقيا والسودان.
وقامت الشركة بعمل مجموعة من الدراسات والأبحاث حول الموضوع، ودراسة كيفية إعادة إدخال هذه المنتجات دون وجود خطورة على الدول المستوردة ومنها لبنان. والفكرة كانت عن طريق انشاء مناطق خالية من الإصابات، وواجهتهم صعوبة فى بداية الأمر، حيث تم التواصل مع وزارة الزراعة المصرية، والتوصل إلى أفضل الأماكن ومنها الصحراء لبعدها عن المناطق الريفية. فلا يمكن إنشاء مناطق خالية بهذه الأماكن، نظراً لوجود منتجات أخرى ومواسم مختلفة.. ولذلك تم اختيار الصحراء نظراً لبعدها واعتمادها على صنف واحد خلال الموسم.
و تم استدعاء فريق متخصص لإجراء التجارب بالمزارع الموجودة بمصر، بعد تحديدها من قبل وزارة الزراعة. وبالفعل تم الحصول على موافقة من لبنان على دخول الفواكه المصرية اليها، والتأكد من دخول منتج خال من الحشرات، بعد إجراء التجارب عليها.
وأضاف عدنان: «بعد الحصول على موافقة لبنان على التصدير، واجهتنا مشكلة أخرى هى امكانية انتقال إصابة إلى الفواكه من المناطق الخالية أثناء اختلاطها بمنتجات أخرى من مناطق غير خالية على نفس الميناء أو المطار خلال رحلة تصديرها إلى دول أخرى».
وبعد الدراسة تم التوصل إلى حل علمى وهوالتعقيم بالبخار الحرارى، حيث تم إنشاء مركز للتعقيم فى لبنان، وتم إحضار فواكه مصابة بـ «ذبابة الخوخ»، وإجراء تعقيم بالبخارالحرارى عليها، وبالفعل استطاعت قتل الذبابة. وأصدرت وزارة الزراعة اللبنانية قراراً نهائياً بوقف الحظر على الفواكه المصرية، وتسجيل براءة الاختراع بعد إنشاء مركز «الفنار للتعقيم بالبخارالحرارى بلبنان»، والذى يعود تأسيسه إلى مؤسسة الأميرالأبيض الدولى بلبنان صاحبة الاختراع، والتى أعطت امتيازاً لشركة «برانس وايت إنترناشيونال بمصر» بعد انشاء مركز التعقيم الحرارى بالبخار.
nوأوضح عدنان، أن إنشاء مركز التعقيم الحرارى بالبخار فى مصر واجهته العديد من الصعوبات، لأن القانون المصرى يمنع إقامة شركات إلا بمشاركة عميل مصري، وعلى ضوء ذلك تم التعاقد مع أحد موردى الفواكه، وإنشاء محطة للتعقيم البخارى بالمزرعة.
nوأضاف أن الشركة استطاعت تصدير المانجو والجوافة إلى الأردن واليمن وسوريا ولبنان.
وأكد رئيس مجلس إدارة شركة «برانس وايت»، أن مركزالتعقيم الحرارى بالبخار، مسجل بأكاديمية البحث العلمى المصرية منذ عام 2009 وهناك صاحب شركة أخرى أنشأت مركزا للتعقيم الحرارى بالبخار، بعد تعاونه مع من قاموا بعمل التجربة مع «برانس وايت» من الفريق المكلف من وزارة الزراعة.
nواضاف: «فوجئنا بهذه الشركة تقوم بعمل مركز آخر بكفرالشيخ.. واستعانوا ببعض الأشخاص من وزارة الزراعة، وقاموا بإجراء تجربة.. واستدعوا وفدا من الأردن لمشاهدة التجرية لديهم، حتى يتم السماح بتصدير المانجو والجوافة إلى الأردن».
وأضاف عدنان: «تم إخطار وزارة الزراعة عبر محامى الشركة، بأن برانس وايت لديها حق امتياز براءة اختراع ويجب احترامها. ولم تأخذ الوزارة بهذا الكلام»، لافتاً إلى أن التجربة تمت فى حضورالحجر الزراعى ومعهد البحوث الزراعية.
وأوضح أن الفترة الحالية وما تشهده مصر من ازدهار فى الاستثمارات والمشاريع، دفعت الشركة لاستهداف تصدير الحمضيات إلى الأردن واليمن، خلال الشهرين المقبلين.
فعملية تصدير الحمضيات تستدعى تخزينها 14 يوماً فى درجة حرارة معينة، قبل التصدير حتى يتم التأكد من أن الحشرات تم القضاء عليها، ويتم السماح لها بالدخول إلى الدول التى تستوردها.
وأشار عدنان، إلى أنه بعد إجراء بحث علمى على الحمضيات والموالح، تمكنت الشركة من الحصول على موافقة بعض الدول لتصديرالحمضيات والبرتقال، دون تخزينها 14 يوماً. ويمكن الآن علاج الحمضيات بالبخار الحرارى بحد اقصى ثلاثة أيام فقط.. وبعدها تكون جاهزة للتصدير.
وأضاف: «رغم البطالة التى توجد فى مصر إلا أنه توجد فرص عمل كبيرة شاغرة فى المجال الزراعي». وأرجع سبب ذلك إلى التعليمين الجامعى والأساسى بشكل عام فى مصر، اللذين يحدان من الجانب الزراعى، مطالباً بإنشاء أكاديميات تعنى بالمجال الزراعى.
n
كتب: عماد حمدى
n