من أندرو جراي وجون إيرش
بروكسل (رويترز) - تجنب وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الدخول في نقاش حول حل الدولتين لوضع حد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال اجتماع مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين، مفضلا أن يعرض عليهم مقطعين مصورين لمشاريع مستقبلية في مجال البنية التحتية.
ويزور كاتس بروكسل لإجراء مباحثات بخصوص الوضع في الشرق الأوسط، مع التركيز على تبعات الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر تشرين الأول، والحملة الانتقامية التي شنتها إسرائيل ردا على ذلك في غزة.
وحرص وزراء الاتحاد الأوروبي على التأكيد على دعواتهم لإقامة دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع إسرائيل ضمن تسوية سلمية شاملة طويلة الأمد. لكن الحكومة الإسرائيلية ترفض مثل هذه الدعوات.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ودبلوماسيون آخرون في التكتل إن كاتس عرض للوزراء خلال الاجتماع مقطعين مصورين لجزيرة صناعية مزمعة قبالة ساحل غزة وشبكة سكك حديدية تربط الشرق الأوسط بالهند.
وأوضح بوريل أن هذا التصرف لم يعجبه.
وقال بوريل للصحفيين "عرض لنا الوزير مقطعين مصورين لا علاقة لهما بالقضايا التي نناقشها"، مضيفا أنه يعتقد أن كاتس كان بإمكانه الاستفادة بشكل أفضل من الوقت الذي قضاه مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي.
وقال دبلوماسيون إن المقطعين المصورين كانا ضمن أفكار قدمها كاتس في فعالية سابقة وإن الأشخاص الآخرين المشاركين في الاجتماع فوجئوا بهما.
كما عقد وزراء الاتحاد الأوروبي اجتماعات منفصلة مع نظرائهم من السعودية ومصر والأردن، وكذلك مع وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي حيث ناقشوا الأزمة الحالية في غزة والشرق الأوسط.
* ورقة سلام
أرسل بوريل قبل الاجتماع ورقة مناقشة إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تقترح خريطة طريق للسلام في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأوسع.
وفي قلب الخطة دعوة لعقد "مؤتمر تحضيري للسلام" ينظمه الاتحاد الأوروبي ومصر والأردن والسعودية وجامعة الدول العربية، مع دعوة الولايات المتحدة والأمم المتحدة أيضا للمشاركة في عقد المؤتمر.
لكن اجتماع يوم الاثنين لم يغير على ما يبدو موقف إسرائيل، وذلك بعد يوم من تأكيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مجددا على موقفه الرافض لإقامة دولة فلسطينية على أساس أنها ستشكل "خطرا وجوديا" على إسرائيل.
وقال بوريل إنه يريد المضي قدما في الجهود الدولية لتنفيذ حل الدولتين، لكنه لم يوضح كيف يمكن تحقيق ذلك إذا استمرت إسرائيل في رفض هذا الحل. وكانت آخر محادثات لهذه الغاية قد انهارت قبل عقد وسط انعدام متبادل للثقة وتعنت.
وذكرت السلطات الصحية في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس أن الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي الضخم على القطاع المكتظ بالسكان أدى إلى مقتل أكثر من 25 ألف فلسطيني وتدمير مناطق سكنية وتشريد معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وقالت إسرائيل إن الحرب قد تستمر "لعدة أشهر" ولن تهدأ حتى يتم القضاء على حماس وإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين ويصبح قطاع غزة بلا أي تهديد أمني لإسرائيل.
وفي طريقه لحضور الاجتماع، قال كاتس للصحفيين إنه يريد من الاتحاد الأوروبي أن يركز على الجهود الرامية إلى تفكيك شبكة حماس والمساعدة في إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم الحركة المسلحة.
لكن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قال إنه آن الأوان لأن يعلن المجتمع الدولي أن حل الدولتين هو الخيار الوحيد وينفذه.
وأوضح "نحن أمام لحظة حقيقة. هل نسمح لأجندة عنصرية متطرفة بإملاء المستقبل أو نجتمع معا ونقول إن الطريق واضح، نريد السلام للجميع وحل الدولتين هو الطريق الوحيد، أمضوا قدما ونفذوه".
(إعداد مروة سلام وشيرين عبد العزيز ومحمد عطية للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)