انقرة (رويترز) - قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه اتفق مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي خلال اجتماع يوم الأربعاء على ضرورة تجنب أي خطوات قد تهدد الاستقرار في الشرق الأوسط بشكل أكبر بعد مرور ثلاثة أشهر على حرب غزة.
وتنتقد تركيا، التي تدعم حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود، إسرائيل بشدة بسبب هجماتها على غزة، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار، ودعمت الخطوات القانونية لمحاكمة إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية.
وعلى عكس حلفائها الغربيين وبعض الدول العربية، لا تعتبر تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) جماعة إرهابية.
وتقود إيران ما تسميه محور المقاومة وهو تحالف فضفاض يضم حماس وفصائل شيعية مسلحة في أنحاء المنطقة تواجه إسرائيل وحلفاءها الغربيين عسكريا. وعبرت عن دعمها لحماس.
وفي تصريحات خلال مؤتمر صحفي في أعقاب لقائه مع رئيسي في أنقرة، قال أردوغان إن الزعيمين ناقشا إنهاء الهجمات الإسرائيلية "اللا إنسانية" على غزة والحاجة إلى اتخاذ خطوات نحو سلام عادل ودائم في المنطقة.
وقال "اتفقنا على أهمية الامتناع عن الخطوات التي من شأنها أن تزيد تهديد الأمن والاستقرار في منطقتنا"، مضيفا أن الدولتين الجارتين اتفقتا أيضا على مواصلة التعاون في مواجهة تهديدات المتشددين عبر الحدود.
وفي علامة على اتساع نطاق الصراع، شنت قوات أمريكية وبريطانية أهدافا للحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن هذا الشهر، ردا على استهداف سفن تجارية في البحر الأحمر. وانتقد أردوغان الهجمات ووصفها بأنها استخدام غير متناسب للقوة.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أيضا الأسبوع الماضي إنه تحدث مع نظيريه الإيراني والباكستاني بعد تبادل إطلاق النار عبر الحدود بين البلدين ودعا إلى الهدوء.
وعلى الرغم من انتقاداتها اللاذعة، حافظت أنقرة على علاقات تجارية مع إسرائيل، مما أثار انتقادات في الداخل وفي إيران.
واتهم رئيسي الولايات المتحدة بدعم ما وصفها بأنها جرائم إسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة وكرر دعوة طهران للدول الإسلامية إلى قطع علاقاتها الاقتصادية والسياسية مع "النظام الصهيوني".
وقال "ما يحدث في فلسطين وغزة هو جريمة ضد الإنسانية... والولايات المتحدة والغرب يدعمون هذه الجرائم". وأضاف أن "قطع العلاقات الاقتصادية والسياسية مع هذا النظام يمكن أن يكون له بالتأكيد تأثير على النظام الصهيوني لإنهاء جرائمه".
وتتسم العلاقات بين تركيا وإيران عادة بالتعقيد وتختلفان حول مجموعة من القضايا على رأسها الحرب الأهلية السورية.
ودعمت أنقرة مقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد ونفذت عدة توغلات عسكرية في شمال سوريا بينما تدعم طهران حكومة الأسد. واتخذت تركيا مؤخرا خطوات لتحسين العلاقات مع دمشق.
وأجل رئيسي مرتين زيارته لتركيا، التي كان مقررا لها أن تجري في نوفمبر تشرين الثاني، بسبب مشاكل في الجدول الزمني ووقوع هجمات في مدينة كرمان بجنوب شرق إيران.
وترأس الزعيمان يوم الأربعاء اجتماعا لمجلس الأعمال التركي الإيراني وجرى التوقيع على بعض الاتفاقات.
(إعداد محمود رضا مراد وأيمن سعد مسلم للنشرة العربية)