دكار (رويترز) - أرجأ الرئيس السنغالي ماكي سال يوم السبت الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها يوم 25 فبراير شباط الجاري، معلنا في خطاب أذاعه التلفزيون أنه ألغى قانون الانتخابات بسبب مشكلات انتخابية حذر من أنها ستؤجج نزاعات.
ومع بقاء ما يزيد قليلا على ثلاثة أسابيع على الانتخابات، تضع خطوة تأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى البلاد في موقف دستوري غير مسبوق وصفه بعض المعارضين وجماعات المجتمع المدني بأنه يرقى إلى حد "الانقلاب الدستوري".
وتعهد أحد ائتلافات المعارضة بالطعن على القرار أمام القضاء مما يزيد من احتمال نشوب معركة قضائية طويلة.
ويأتي قرار سال في أعقاب قرار المجلس الدستوري في يناير كانون الثاني باستبعاد بعض المرشحين البارزين، الأمر الذي أثار استياء من العملية الانتخابية.
وقال سال في كلمته "هذه الظروف المضطربة يمكن أن تقوض بشكل خطير مصداقية عملية الاقتراع من خلال زرع بذور الخلافات قبل الانتخابات وبعدها".
ولم يحدد الرئيس موعدا جديدا للانتخابات لكنه كشف عن إجراء حوار وطني قال إنه لضمان أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة وشفافة.
وأضاف أن تأجيل الانتخابات لن يؤثر على قراره بعدم الترشح لفترة رئاسية ثالثة.
وقال مكتب الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية الأمريكية في منشور على موقع إكس "نشعر بقلق عميق بشأن تعطيل الانتخابات الرئاسية" مشيرا إلى أنه لاحظ تأكيد سال على عدم خوضه الانتخابات.
وبدت العاصمة دكار هادئة بعد إعلان سال، ولا توجد مؤشرات حتى الآن على نزول الناس إلى الشوارع للاحتجاج.
ولم تؤجل السنغال الانتخابات الرئاسية من قبل، وتعززت سمعتها كبلد مستقر خلال أربع عمليات لانتقال السلطة كانت سلمية إلى حد كبير منذ الاستقلال عن فرنسا في عام 1960.
وقال مرشح المعارضة خليفة سال، إنه سيرفض الاعتراف بسال رئيسا بعد الثاني من أبريل نيسان وتعهد باتخاذ إجراء قانوني ضد ما وصفه بالانقلاب الدستوري.
وكان الحزب الديمقراطي السنغالي الذي كان مرشحه كريم واد بين المستبعدين من الترشح، قد طلب رسميا تأجيل الانتخابات أمس الجمعة.
ويقول المرشحون المستبعدون ومنهم مرشح المعارضة عثمان سونكو إن قواعد الترشح لا تطبق على نحو عادل. وتنفي السلطات الاتهام.
ومن المقرر أن يختار الناخبون السنغاليون خليفة للرئيس سال. ولأول مرة في تاريخ السنغال، لن يظهر اسم الرئيس الحالي على بطاقة الاقتراع في حين أن خليفته المختار، رئيس الوزراء أمادو با، سينافس على المنصب مع 20 مرشحا.
(إعداد محمد علي فرج معاذ عبدالعزيز للنشرة العربية - تحرير مروة سلام)