الرياض (رويترز) - أعلنت شركة (آلات) السعودية الجديدة للصناعات المتقدمة يوم الثلاثاء عن شراكة بقيمة 200 مليون دولار مع شركة صينية مصنعة لتقنيات المراقبة كانت الولايات المتحدة قد فرضت عليها عقوبات في وقت سابق.
وقال أميت ميدا الرئيس التنفيذي الجديد لشركة (آلات) خلال فعالية عقدت في الرياض إن الشركة المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي وشركة (داهوا) تكنولوجي، وهي واحدة من كبرى الشركات الصينية المصنعة لمعدات المراقبة، ستصنعان أجهزة للمراقبة في المملكة.
وسوف تصنع الشركتان بموجب مشروعهما المشترك معدات مثل أجهزة الاستشعار المستخدمة في "المدن الذكية"، وسوف تقيمان أيضا مركزا للبحث والتطوير في المملكة.
ويُحظر على (داهوا) استيراد المنتجات المصنوعة خارج الولايات المتحدة بتكنولوجيا أمريكية منذ أن أدرجتها إدارة الرئيس جو بايدن على قائمة للكيانات المحظورة في عام 2022 بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي.
كما قررت الولايات المتحدة حظر استيراد تكنولوجيا (داهوا) وقالت إن تقنياتها تُستخدم في إساءة معاملة أقلية الويغور في الصين.
وردا على سؤال عن وجود مخاوف حيال الدخول في شراكة مع (داهوا)بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة عليها، قال ميدا لرويترز "إنها ثاني أكبر شركة في العالم في هذا المجال. اختبرنا التكنولوجيا وأمعنا النظر فيها ونحن سعداء للغاية بها".
وأضاف ميدا أن شركة (آلات)، التي تهدف إلى تطوير أجهزة مثل أشباه الموصلات بدلا من البرمجيات، ستضمن امتثال الشركة الصينية للوائح.
وتابع ميدا الذي تولى منصبه هذا الشهر "عليكم أن تفهموا أن العقلية السعودية ترتكز على أن تكون تصرفاتنا قابلة للتنبؤ بها، ونريد أن نكون جديرين بالثقة. هذا هو الجوهر".
كما أعلنت شركة (آلات) عن شراكة بقيمة 150 مليون دولار مع مجموعة (سوفت بنك) اليابانية لتصنيع روبوتات متقدمة في المملكة. وستدخل (آلات) في شراكة أيضا مع شركة (كاريير) الأمريكية والشركة السعودية للتحكم التقني والأمني الشامل (تحكم).
ورفعت الرياض مستوى تعاونها مع بكين في مجالي الأمن والتكنولوجيا الحساسة في ظل متانة العلاقات السياسية بين البلدين، مما أثار قلق واشنطن.
وقررت شركة (جي42) الإماراتية التي تعمل على تطوير الذكاء الاصطناعي سحب استثماراتها من الصين وسط مخاوف أمريكية حيال علاقتها مع الشركات الصينية.
وأنشأت السعودية شركة (آلات) ضمن استراتيجية طموح تهدف لتحويل المملكة إلى مركز صناعي متقدم في ظل سعي أكبر دول منتجة للنفط في العالم إلى تنويع اقتصادها بعيدا عن مبيعات النفط.
وقالت شركة )آلات( في بيان إنها تهدف إلى استثمار 100 مليار دولار في المملكة بحلول 2030. كما تسعى الشركة للمساهمة بنحو 9.3 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي وأن توفر 39 ألف فرصة عمل مباشرة بحلول 2030 فضلا عن تصدير المعدات التي تصنعها في النهاية.
وقال وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف خلال الفعالية ذاتها "لن تشتري السعودية تكنولوجيا بعد الآن، بل ستصنعها".
(تغطية صحفية أليكس كورنويل وبيشا ماجد - إعداد الشيماء سعد وعبد الحميد مكاوي ومحمد عطية للنشرة العربية - تحرير مروة غريب وأيمن سعد مسلم)