من إيدن لويس ونضال المغربي
(رويترز) - قال مسؤول بمنظمة الصحة العالمية يوم الخميس إن وكالات الإغاثة تأمل في إجلاء نحو 140 مريضا عالقين في مستشفى ناصر بغزة، في حين ذكرت السلطات الفلسطينية أن القوات الإسرائيلية انسحبت لبعض الوقت من الموقع.
وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن الفرق الطبية دفنت في حرم المستشفى 13 مريضا توفوا بسبب انقطاع الكهرباء أو الأكسجين في المنشأة الطبية.
تقول المنظمة إن المستشفى الموجود في خان يونس، وهو ثاني أكبر مستشفيات غزة وله أهمية كبيرة في ظل حالة من الشلل تصيب الخدمات الصحية في القطاع، توقف عن العمل الأسبوع الماضي بعد حصار إسرائيلي أعقبته مداهمة.
وقال أياديل ساباربيكوف من منظمة الصحة العالمية في إيجاز صحفي يوم الخميس إن المنظمة وشركاءها نفذوا حتى الآن ثلاث عمليات إجلاء من المستشفى الكائن في خان يونس، كان آخرها يوم الأربعاء، ونقل خلالها 51 مريضا في المجمل إلى جنوب غزة.
وأضاف ساباربيكوف "ستواصل منظمة الصحة العالمية محاولة إجلاء المرضى المصابين بأمراض وإصابات خطيرة من مستشفى ناصر إلى مستشفيات أخرى في الجنوب، بما في ذلك المستشفيات الميدانية التي أقيمت في رفح".
وتابع "لكنها مهمة صعبة للغاية وعالية المخاطر".
وقالت وزارة الصحة في غزة إن القوات الإسرائيلية تمركزت حول مجمع المستشفى ومنعت الحركة منه وإليه. ولم يصدر تعليق بعد من إسرائيل.
وأوضح ساباربيكوف أن أعداد المرضى المتبقين في مستشفى ناصر تتغير على مدار الساعة إذ غادر بعضهم هربا من القتال بينما توفي البعض متأثرين بجراحهم.
وقالت وزارة الصحة في غزة يوم الأربعاء إن 110 مرضى ينتظرون إجلائهم. وأضافت أن ثمانية مرضى في مستشفى ناصر لقوا حتفهم قبل أربعة أيام بسبب نقص الكهرباء والأكسجين محذرة من أن جثثهم بدأت تتحلل مما يشكل خطرا على المرضى الآخرين.
وقال ساباربيكوف إنه عندما نفذت منظمة الصحة العالمية عملية الإجلاء، لاحظت تواجد أربعة أطباء وممرضين في مستشفى ناصر ونحو 12 من المتطوعين يساعدون الطاقم الطبي في إنقاذ المرضى.
ولم يتسن للطاقم حتى الآن إعادة توصيل المولد الرئيسي.
وأشارت وزارة الصحة في غزة إلى وجود نقص في الغذاء ومياه الشرب والإمدادات الطبية في المجمع وقالت إن الطوابق الأرضية غمرتها مياه الصرف الصحي.
ولا يعمل سوى 13 مستشفى من أصل 34 في القطاع الفلسطيني بصورة جزئية أو بالحد الأدنى من الإمكانات، وذلك بعد أربعة أشهر ونصف الشهر من بداية العملية العسكرية الإسرائيلية في القطاع ردا على هجوم كبير شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
ويواجه سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون جوعا حادا وانتشار أمراض في أزمة إنسانية يصفها مسؤولو إغاثة بأنها غير مسبوقة.
ونزح معظم سكان غزة إلى جنوب القطاع حيث يتكدسون حول رفح بالقرب من الحدود مع مصر.
وتقول إسرائيل إن حماس، التي تدير قطاع غزة منذ 2007، تحتمي بالمستشفيات. وتنفي حماس الاتهامات قائلة إن إسرائيل تستخدمها ذريعة لتدمير منظومة الرعاية الصحية.
(إعداد عبد الحميد مكاوي ورحاب علاء للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)