من ديدي هايون وهيربرت فيلاراجا
سديروت (إسرائيل) (رويترز) - أجرت إسرائيل انتخابات محلية يوم الثلاثاء رغم استمرار حربها على غزة فيما سيتنظر عشرات الألوف من الناخبين الذين أُجلوا من المناطق القريبة من القطاع الفلسطيني والحدود الشمالية مع لبنان حتى وقت لاحق من العام للإدلاء بأصواتهم.
وبينما سيدلي الناخبون بأصواتهم يوم الثلاثاء في 242 بلدية، فإن قرار تأجيل التصويت في 11 من المناطق القريبة من خطوط القتال كان مثالا ملموسا على مدى تأثير الحرب على إسرائيل التي شهدت واحدة من أكبر الكوارث الأمنية في تاريخها منذ 75 عاما.
وعادت الحياة في مدن كبرى مثل تل أبيب إلى طبيعتها إلى حد بعيد بعد الهجوم الذي قادته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول، لكن الحرب المستمرة منذ خمسة أشهر تقريبا في غزة وتبادل إطلاق الصواريخ في الشمال بصورة شبه يومية جعلا الكثير من المناطق الحدودية مهجورة تقريبا.
وقالت يارا ميمون (24 عاما) في سديروت، وهي بلدة جنوبية على مشارف قطاع غزة قُتل فيها العشرات خلال هجوم حماس وتأجلت فيها الانتخابات حتى نوفمبر تشرين الثاني، "ربما يكون قرارا ذكيا تأجيل الانتخابات إلى وقت لاحق، عندما يصبح الناس أقل خوفا من العودة إلى ديارهم".
وأضافت "إذا تجولت في أنحاء المدينة، فإنك لا تزال ترى أماكن مدمرة وضربات صاروخية وأشياء من هذا القبيل، لذلك ربما يكون الناس خائفين من العودة".
وفي الشمال، حيث البلدات والتجمعات السكنية على الحدود خالية إلى حد بعيد، قال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب أهدافا لجماعة حزب الله اللبنانية في جنوب لبنان يوم الثلاثاء بعد إطلاق نحو 35 صاروخا من لبنان باتجاه منطقة جبل ميرون.
وكان التصويت قد تأجل بالفعل إلى ما بعد الموعد المقرر أصلا في 31 أكتوبر تشرين الأول ثم تأجل مرة أخرى في يناير كانون الثاني بسبب القتال. ولكن مع دخول الحرب شهرها السادس الأسبوع المقبل، قررت الحكومة المضي قدما في إجرائها.
وقال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج "في الحرب، في حالة الطوارئ، نرى البلديات والسلطة والمجالس المحلية تواجه العديد من التحديات، وليس هناك ما هو أهم من ذلك، لذلك أدعو مواطني إسرائيل إلى الخروج والتصويت".
وتراجع التأييد لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية بسبب الإخفاقات التي سمحت للهجوم المدمر الذي قادته حماس بإيقاع قوات الأمن على حين غرة. لكن دراسات استقصائية تشير إلى أن الدعم العام للحرب نفسها لا يزال قويا بين الإسرائيليين الذين يخشون أن تكرر الحركة الإسلامية الهجوم إذا لم يتسن القضاء عليها.
وأدى الهجوم وفقا للإحصاءات الإسرائيلية إلى مقتل نحو 1200 إسرائيلي وأجنبي وخطف 250 آخرين، مما دفع إسرائيل للرد بقصف وغزو بري متواصل أدى حتى الآن وفقا للسلطات الصحية الفلسطينية إلى مقتل زهاء 30 ألف فلسطيني.
وأجلت إسرائيل نحو 200 ألف شخص من مناطقها الحدودية مع بدء هجماتها لكن بعد الإقامة في فنادق وغيرها من أماكن الإقامة المؤقتة على مدى شهور يزداد شعور هؤلاء السكان بالإنهاك ويضغطون من أجل العودة إلى حياتهم الطبيعية.
وتتأهب القوات الإسرائيلية لشن هجوم على رفح بجنوب قطاع غزة حيث يلوذ ما يربو على مليون فلسطيني نزحوا عن ديارهم.
وتجددت الآمال بوقف القتال يوم الثلاثاء عندما أشار الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أنه قد يتم التوصل إلى اتفاق الأسبوع المقبل قبل بداية شهر رمضان.
لكن القتال آخذ في التصاعد في شمال إسرائيل، وقال وزير الدفاع يوآف جالانت يوم الأحد إن القوات ستكثف عملياتها هناك إذا تم الاتفاق على وقف مؤقت لإطلاق النار في غزة.
(إعداد محمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)