واشنطن (رويترز) - واجه الرئيس الأمريكي جو بايدن دعوات متزايدة من رفاقه في الحزب الديمقراطي يوم الأربعاء للضغط على إسرائيل من أجل تخفيف حدة الأزمة الإنسانية الطاحنة في غزة، وقال بعضهم إنهم قد يحاولون وقف المساعدات العسكرية إذا لم تتحسن الأوضاع بالنسبة للمدنيين.
وقال السناتور الديمقراطي كريس فان هولن العضو بلجنة الشؤون الخارجية للصحفيين "علينا استغلال كل نفوذنا. لم تستخدم الإدارة النفوذ الذي تملكه حتى اللحظة. لا أعلم كم عدد الأطفال الآخرين الذين يجب أن يتضوروا جوعا قبل أن نستخدم كل نفوذنا هنا، لكنهم يحتاجون حقا لأن نفعل المزيد (من أجلهم)".
ويدعو فان هولن ومشرعون آخرون الإدارة إلى وقف المساعدات العسكرية لإسرائيل إذا لم تتخذ حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطوات مثل فتح المعابر المؤدية إلى قطاع غزة أمام شحنات المساعدات.
ولم يرد البيت الأبيض بعد على طلب للتعليق. وأحجمت الإدارة حتى الآن عن وضع شروط على المساعدات المقدمة إلى إسرائيل.
وذكر السناتور الديمقراطي بيت ويلش في خطاب بمجلس الشيوخ يوم الثلاثاء "كم منزلا ومتجرا ومدرسة ومركز رعاية أطفال ومستشفى آخر لا بد من تدميره قبل أن نقول لرئيس الوزراء نتنياهو: كفى؟".
وتأتي التعليقات في الوقت الذي يستعد فيه بايدن لإلقاء خطاب حالة الاتحاد السنوي أمام الكونجرس، حيث يعرض في الخطاب أولويات السياسات أمام أكبر عدد من المتفرجين عبر التلفزيون خلال العام.
وأدى الهجوم الإسرائيلي في غزة إلى نزوح أغلب سكان القطاع، وعددهم 2.3 مليون نسمة، وإلى نقص حاد في الغذاء والماء والدواء.
ويرد بعض الناخبين، وبخاصة المسلمون الأمريكيون، بالإدلاء بأصوات احتجاجية في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي مع ترشح بايدن للانتخابات الرئاسية مجددا في نوفمبر تشرين الثاني، وذلك باختيار "غير ملتزم" في بطاقات الاقتراع.
وأشار فان هولن إلى أن القانون الأمريكي يحظر بيع الأسلحة إلى دول تعرقل المساعدات الإنسانية وقال إنه ومشرعين آخرين ربما يحاولون منع بيع أسلحة جديدة إلى إسرائيل إذا لم تحل حكومتها الأزمة.
ويمنح قانون مراقبة تصدير الأسلحة الأمريكية الكونجرس الحق في وقف بيع الأسلحة الرئيسية بالخارج من خلال إقرار قانون بالرفض. وعلى الرغم من عدم تحقق أمرين ضروريين في أي قرار مماثل وهما موافقة الكونجرس مع عدم استخدام الرئيس لحق النقض (الفيتو)، فإن أي جدال يشوبه الغضب حول المسألة ربما يتسبب في إحراج للبيت الأبيض.
وأخطرت واشنطن إسرائيل أيضا بمذكرة أمن قومي جديدة تذكِّر الدول التي تتلقى الأسلحة الأمريكية بالالتزام بالقانون الدولي.
وأرسل العشرات من المشرعين الديمقراطيين في مجلس النواب خطابا إلى بايدن يوم الأربعاء يعبرون فيه عن "شعورنا العميق بالضرورة الملحة والقلق" إزاء الصعاب التي يواجهها المدنيون في غزة.
ويقول مسؤولون صحيون فلسطينيون إنه منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول قُتل ما يربو على 30700 فلسطيني في الحملة العسكرية الإسرائيلية على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تدير قطاع غزة.
وأطلقت إسرائيل حملتها ردا على هجوم حماس عبر الحدود على إسرائيل التي تقول إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص.
(إعداد محمد أيسم للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)