من محمدو حميدو وعبد القادر مازو
نيامي (رويترز) - يعد صيد الطرائد الصغيرة ممارسة تقليدية عبر الفيافي الرملية الشاسعة في منطقة الساحل بغرب أفريقيا، لكن تصاعد العنف المرتبط بالقتال المستمر منذ عشر سنوات مع المتمردين الإسلاميين أدى إلى الحد من المناطق التي يمكن فيها الصيد في النيجر.
وقال عبده كودا (53 عاما) بينما كان يستريح أثناء رحلة صيد في أوائل مارس آذار وكلب الصيد يلهث بجانبه "قبل ذلك... كان الناس بوسعهم الذهاب إلى أي مكان يريدون الصيد فيه، كان كل ما يحتاجون إليه هو تصريح رسمي".
وذكر كودا الذي يعيش مع أطفاله التسعة عشر على مشارف العاصمة نيامي "اليوم، حتى الحصول على موافقة السلطات أمر صعب. وفي ظل انعدام الأمن هذا، لا تريد السلطات أن تجد الصيادين في طريقها".
وكانت مجموعة الصيد التابعة له قد انتشرت في وقت سابق سيرا (TADAWUL:1810) على الأقدام أو على دراجات نارية عبر الأحراش الجافة بالقرب من نيامي وتسابقوا خلف كلابهم على أمل مطاردة أرنب أو اثنين لملء أكياسهم الفارغة.
وقال كودا إنه اعتاد صيد أكثر من عشرة أرانب برية أو طيور بعد قضاء يوم في الخارج مع كلابه، لكنه في هذه الأيام يغادر هو وغيره من الصيادين الأدغال صفر اليدين.
وقال الحاج أبو بكر مي دوكيا، رئيس جمعية الصيادين المحلية إن عدد الفرائس المتاحة، بما في ذلك السناجب الأرضية والأرانب البرية والحبارى والدجاج الحبشي، تضاءل مع تجمع المزيد من الصيادين في مناطق الصيد الأصغر المسموح بها.
وأضاف "نحن نصطاد في أماكن لم يعد بها الكثير من الطرائد، وحيثما يوجد المزيد، تمنعنا السلطات".
وتدهور الوضع الأمني في النيجر في الأشهر القليلة الماضية مع تزايد الهجمات التي تشنها الجماعات الإسلامية منذ أطاح المجلس العسكري بالرئيس في يوليو تموز الماضي.
وتعد محنة الصيادين مجرد واحدة من عدد لا يحصى من الطرق التي ألحق بها الصراع الطويل الضرر بالمجتمعات المحلية في المنطقة.
وأدى العنف إلى تأجيج أزمة إنسانية مع نزوح أكثر من ثلاثة ملايين شخص حتى ديسمبر كانون الأول.
(إعداد شيرين عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير سها جادو)