من ستيف كيتينج
ميامي (رويترز) - أفسدت باولا بادوسا عودة سيمونا هاليب من الإيقاف بسبب المنشطات إذ قاتلت لتحقق فوزا صعبا 1-6 و6-4 و6-3 يوم الثلاثاء لتبلغ الدور الثاني في بطولة ميامي المفتوحة للتنس وتضرب موعدا مع أرينا سبالينكا في مباراة من المتوقع أن تكون حافلة بالندية والإثارة.
وتركزت كل الأضواء على هاليب في ميامي بعد مشاركتها ببطاقة دعوة عقب قرار محكمة التحكيم الرياضية تقليص عقوبة إيقافها من أربع سنوات إلى تسعة أشهر.
لكن التركيز تحول بسرعة إلى المصنفة الثانية عالميا سبالينكا بعد وفاة صديقها منذ فترة طويلة لاعب هوكي الجليد السابق كونستانتين كولتسوف وهو من روسيا البيضاء جراء ما وصفته الشرطة يوم الثلاثاء بأنه "حادث انتحار" على ما يبدو.
وبينما كانت هاليب تستعد لمواجهة بادوسا، أظهرت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي سبالينكا التي أعفتها القرعة من خوض الدور الأول وهي تتدرب في ملعب هارد روك في أجواء مشمسة.
ومن المقرر أن تظهر لاعبة روسيا البيضاء في الملعب الرئيسي غدا الخميس أو الجمعة.
وإذا كانت بادوسا قد واجهت صعوبة في التعامل مع هاليب، فلن يكون هذا شيئا مقارنة بالتحدي الذهني الذي ستواجهه في مباراتها المقبلة أمام سبالينكا، التي تصفها بصديقتها المفضلة.
وقالت بادوسا إنها تحدثت عدة مرات إلى سبالينكا خلال 24 ساعة الماضية المروعة وتأمل أن تستمد صديقتها القوة والتماسك عندما تنزل أرض الملعب.
وقالت بادوسا "لن يكون تحديا سهلا. سأواجه تحديا ذهنيا.
"إنها واحدة من أفضل صديقاتي. بالطبع، أعرف ما تمر به.
"لقد تحدثت معها كثيرا أمس وهذا الصباح أيضا وأعرف ما الذي تمر به. أعرف الوضع برمته، وما يحدث.
"بالنسبة لي، كان الأمر صادما بعض الشيء أيضا أن أواجه ذلك لأنها في النهاية أفضل صديقة لي ولا أريدها أن تعاني".
*لحظة خاصة لهاليب
وفي أول مباراة لها منذ خسارتها في الدور الأول لبطولة أمريكا المفتوحة 2022، أظهرت هاليب بعض علامات التأثر بهذا الغياب الطويل أمام اللاعبة الإسبانية المصنفة 80 في المجموعة الافتتاحية التي شابها التوتر وشهدت كسر إرسال بادوسا ثلاث مرات بينما هتف عدد قليل من الجماهير باسم هاليب.
ورغم فوز هاليب بالكثير من البطولات، بما في ذلك لقبان في البطولات الأربع الكبرى، فإنها أكدت أن العودة يوم الثلاثاء كانت لحظة خاصة في مسيرتها.
وقالت هاليب "كان شعورا لا يصدق.
"انتابتني مشاعر رائعة عندما رأيت الجمهور يدعمني وكان لطيفا جدا ومنحني الكثير من الطاقة وكان الأداء جيدا جدا وغير متوقع على ما أعتقد بالنسبة لمعظم الناس. كانت مناسبة خاصة بالنسبة لي.
"سيبقى هذا اليوم مميزا جدا في مسيرتي.
"بالطبع، لقد حققت الكثير من البطولات في الماضي لكن هنا كان الأمر أكبر من التنس. كانت لحظة خاصة".
وأظهرت اللاعبة الرومانية (32 عاما) أنها لا تزال قادرة على تنفيذ كل أنواع التسديدات جيدا والركض وراء كل كرة.
لكن الابتعاد عن المنافسة لمدة 18 شهرا يترك أثره بالطبع على الأداء.
وفي المجموعة الثانية أخذت بادوسا زمام المبادرة وبدأت هاليب تظهر أولى علامات الإرهاق واحتاجت لتدليك كتفها بينما حافظت اللاعبة الإسبانية على ثباتها لتعادل نتيجة المباراة.
وتحولت المجموعة الثالثة إلى معركة شرسة إذ حصلت بادوسا مرة أخرى على كسر مبكر للإرسال لتتقدم 2-1 قبل أن تكسر هاليب المقاتلة إرسال منافستها على الفور.
لكن بادوسا واصلت الضغط وكسرت إرسال منافستها الفائزة ببطولتي ويمبلدون وفرنسا المفتوحة للمرة الثانية. وترك هذا المجهود الكبير اللاعبة الرومانية المنهكة تنهار على الخط الخلفي.
وسرعان ما انهارت مقاومة هاليب لتجهز عليها بادوسا وتنهي المباراة لصالحها بكسر آخر للإرسال.
وقالت بادوسا عن مواجهة هاليب في الدور الأول "بصراحة لم أكن أرغب في هذا الأمر على الإطلاق.
"حتى ولو غابت سيمونا عن المنافسات لمدة 10 سنوات، فهي لا تزال سيمونا.
"إنها لاعبة كبيرة. لقد فازت بالكثير من الألقاب.
"أعتقد أنها ستعود إلى القمة قريبا جدا".
*دعم كبير لسبالينكا
وأكدت الشرطة يوم الثلاثاء أنها استجابت لمكالمة من أحد منتجعات ميامي بشأن تقارير عن رجل قفز من شرفة.
وقالت الشرطة "في حوالي الساعة 12:39 صباحا هرعت الشرطة ورجال الإسعاف إلى منتجع سانت ريجيس بال هاربور بعد بلاغ عن رجل قفز من شرفة.
"تحقق الشرطة في حادث انتحار على ما يبدو للسيد كونستانتين كولتسوف".
ولعب كولتسوف (42 عاما) سابقا مع منتخب روسيا البيضاء في أولمبياد 2002 و2010 وقضى فترة مع فريق بتسبرج بنجوينز المنافس في دوري هوكي الجليد بأمريكا الشمالية بين 2003 و2006.
وارتبطت سبالينكا بكولتسوف لأول مرة في يونيو حزيران 2021 وفقا لمجلة بيبول، وكثيرا ما نشرت اللاعبة صورا لهما معا على حسابها على إنستجرام.
ورغم أن سبالينكا لم تتحدث بعد عن الحادث فإن زميلاتها أبدين مشاعر الدعم والمساندة.
وقالت كارولين فوزنياكي المصنفة الأولى على العالم سابقا بعد فوزها على الفرنسية كلارا بوريل 6-1 و6-4 "لا أستطيع حتى أن أتخيل ما تمر به الآن.
"قلبي ينفطر من أجلها.
"لقد تواصلت معها وأخبرتها أنني هنا إذا احتاجت إلى أي شيء.
"نحن جميعا هنا من أجلها".
(إعداد أشرف حامد للنشرة العربية)