من آندرو جراي جابرييلا باتشينسكا
بروكسل (رويترز) - حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي زعماء الاتحاد الأوروبي، الذين يعقدون يوم الخميس قمة تستمر لمدة يومين في بروكسل، على استخدام مليارات اليورو من أرباح الأصول المالية الروسية المجمدة لشراء أسلحة لأوكرانيا.
واقترحت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، هذا الأسبوع تحويل 90 بالمئة من أرباح الأصول الروسية المجمدة إلى صندوق يديره الاتحاد الأوروبي ويستخدم لتمويل شراء الأسلحة لكييف.
وقدرت المفوضية الأرباح المحققة من أوراق مالية ونقدية متنوعة مملوكة للبنك المركزي الروسي بما يتراوح بين 2.5 مليار يورو (2.73 مليار دولار) إلى ثلاثة مليارات يورو سنويا.
وقال زيلينسكي لزعماء الاتحاد الأوروبي عبر رابط فيديو "يجب على روسيا أن تشعر بالتكلفة الحقيقية للحرب والحاجة إلى سلام عادل"، مؤيدا اقتراحا وصفه بأنه "منصف".
وأضاف زيلينسكي أنه "من المهين لأوروبا" أن أوكرانيا ليس لديها ما يكفي من طلقات المدفعية في معركتها ضد روسيا. وحث الاتحاد الأوروبي على استخدام ليس فقط أرباح الأصول المجمدة ولكن أيضا الأصول نفسها. وهو أمر لا يفكر فيه الاتحاد الأوروبي.
ويقول دبلوماسيون إن فكرة استخدام أرباح الأصول الروسية المجمدة لصالح أوكرانيا تحظى بدعم واسع بين حكومات الاتحاد الأوروبي. لكن استخدامها لشراء الأسلحة يمثل مشكلة أكبر بالنسبة لبعض البلدان.
وأيّد رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو والمستشار الألماني أولاف شولتس، من بين آخرين، اقتراح المفوضية عند وصولهم إلى مقر القمة.
وقال شولتس "هذه (العائدات) يجب أولا أن تستخدم لشراء الأسلحة والذخيرة التي تحتاجها أوكرانيا للدفاع عن نفسها"، معبرا عن تفاؤله بشأن اتفاق الزعماء حول الاقتراح.
ولكن الاقتراح يثير تساؤلات لدى البعض الآخر، خاصة الدول المحايدة عسكريا مثل مالطا والنمسا وأيرلندا.
ومن غير المتوقع اتخاذ قرار نهائي بشأن الأصول خلال القمة. لكن الزعماء سوف يدرسون كيفية تطوير هذا الاقتراح.
وقال رئيس وزراء لوكسمبورج لوك فريدن "يجب أن نتأكد من أن هذا الأمر، من وجهة نظر قانونية، مدروس جيدا للغاية".
وقالت مصادر في القطاع المصرفي إن بعض البنوك الغربية تمارس ضغوطا ضد الاقتراح خوفا من أن يؤدي إلى دعاوى قضائية مكلفة.
وسيناقش زعماء دول التكتل وعددها 27 أيضا كيف يمكن لأوروبا بذل مزيد من الجهد للدفاع عن نفسها وتعزيز صناعة الأسلحة، ما يعكس المخاوف من أن روسيا قد لا تتوقف عند أوكرانيا وأن الولايات المتحدة قد لا تكون حاميا قويا لأوروبا في المستقبل.
وكتب شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي في رسالة الدعوة لحضور القمة "الآن ونحن نواجه أكبر تهديد أمني منذ الحرب العالمية الثانية، حان الوقت لاتخاذ خطوات جذرية وملموسة لنكون جاهزين للدفاع ونجعل اقتصاد الاتحاد الأوروبي على ‘استعداد للحرب‘".
وفي قمة تستمر يومين في بروكسل سيتناول زعماء الاتحاد الأوروبي أيضا موضوعات متنوعة مثل الحرب في غزة واحتمال بدء محادثات العضوية مع البوسنة واحتجاجات المزارعين.
(إعداد شيرين عبد العزيز وعبد الحميد مكاوي للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد ومحمد محمدين)