من جاي فولكونبريدج وأندرو أوزبورن
موسكو (رويترز) - قال جهاز الأمن الاتحادي الروسي إن ما لا يقل عن 40 شخصا لقوا حتفهم وأصيب أكثر من 100 آخرين عندما فتح مسلحون يرتدون ملابس مموهة النار من أسلحة آلية على أشخاص خلال حفل موسيقي في قاعة (كروكس سيتي) بالقرب من موسكو يوم الجمعة.
وفي واحدة من أسوأ الهجمات التي تشهدها روسيا منذ سنوات، أظهرت مقاطع مصورة لم يتسن التحقق من صحتها خمسة مسلحين على الأقل وهم يطلقون النار بصورة متكررة على مدنيين داخل قاعة الحفلات الموسيقية بينما كانت فرقة الروك (بيكنيك) التي يعود تاريخ إنشائها إلى الحقبة السوفيتية تستعد لتقديم حفل.
وكانت جميع مقاعد القاعة البالغ عددها 6200 مقعد قد بيعت بالكامل لحضور الحفل. وتقع القاعة في إحدى الضواحي غربي موسكو قرب مركز تسوق يدعى أيضا (كروكس سيتي).
وأظهرت لقطات أخرى مصورة مسلحين يطلقون النار على أفراد أسفل ما بدا وكأنه لافتة للدخول إلى قاعة كروكس سيتي. وشوهد أيضا أشخاص يرقدون بلا حراك وسط برك الدماء خارج القاعة.
وقال أحد الشهود الذي طلب عدم ذكر اسمه لرويترز "فجأة سمعنا دوي انفجارات خلفنا وطلقات رصاص ودوي إطلاق نار. لا أعرف ما هذا".
وأضاف "بدأ الناس في التدافع وركض الجميع في اتجاه المصعد... كان الجميع يصرخون ويركضون".
وأظهرت صور ومقاطع مصورة التقطتها رويترز تصاعد ألسنة اللهب في السماء وأعمدة من الدخان الأسود فوق المكان مع انطلاق سيارات الطوارئ ليلا.
وذكرت وسائل إعلام روسية أن طائرات هليكوبتر حاولت إخماد النيران وإجلاء نحو 100 شخص من الطابق السفلي. وقالت وكالة الإعلام الروسية إن سقف المبنى انهار.
وذكرت وسائل الإعلام الروسية أيضا أن انفجارا ثانيا وقع داخل المبنى، كما أشارت تقارير إلى أن بعض المسلحين تحصنوا داخل المكان.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية على حساب تابع له على تيليجرام مسؤوليته عن الهجوم على قاعة الحفلات الموسيقية.
ووصفت وزارة الخارجية الروسية الحادث بأنه "هجوم إرهابي دموي".
* تحذير من هجوم
كانت السفارة الأمريكية في روسيا قد حذرت قبل أسبوعين من أن "متطرفين" يعتزمون شن هجوم في موسكو قريبا.
وجاء التحذير الأمريكي بعد عدة ساعات من إعلان جهاز الأمن الاتحادي الروسي إحباط هجوم على كنيس يهودي في موسكو كانت ستنفذه خلية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية المتشدد.
وأرسل الرئيس فلاديمير بوتين، الذي أعيد انتخابه يوم الأحد لفترة رئاسية جديدة مدتها ست سنوات، آلاف القوات إلى أوكرانيا في 2022 وحذر في أكثر من مناسبة من أن قوى أخرى، منها دول غربية، تسعى إلى زرع الفوضى داخل روسيا.
وقال الكرملين إن بوتين يتلقى إفادات منتظمة عن الحادث.
وأضاف الكرملين "جرى إبلاغ فلاديمير بوتين ببدء إطلاق النار في الدقائق الأولى لما حدث في قاعة كروكس سيتي".
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "يتلقى الرئيس معلومات باستمرار عن ما يحدث وعن الإجراءات التي تتخذها جميع الأجهزة المعنية. أصدر رئيس الدولة جميع التعليمات اللازمة".
* تشديد الإجراءات الأمنية
شددت روسيا بعد الهجوم إجراءاتها الأمنية في المطارات ومحطات النقل وفي أنحاء العاصمة، وهي منطقة شاسعة يقطنها أكثر من 21 مليون نسمة.
وقال رئيس بلدية موسكو سيرجي سوبيانين "وقعت مأساة مروعة في مركز التسوق كروكس سيتي اليوم... أعبر عن أسفي لأحباء الضحايا".
وقال البيت الأبيض إنه يصعب مشاهدة صور إطلاق النار بينما وصفت وزارة الخارجية الألمانية الصور بأنها "مروعة".
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي "قلوبنا بلا شك مع ضحايا هذا الهجوم المروع".
وقالت وزارة الخارجية الألمانية على منصة إكس "يجب توضيح خلفية (هذا الهجوم) بسرعة. نتقدم بأخلص تعازينا لأسر الضحايا".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا "يتعين على المجتمع الدولي بأسره التنديد بهذه الجريمة الوحشية... كل الجهود تبذل لإنقاذ الناس".
وقال ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني في رسالة مصورة على تيليجرام إن كييف "لا علاقة لها على الإطلاق بهذه الأحداث"، بينما قال كيربي إنه "لا يوجد مؤشر حتى هذه اللحظة على مشاركة أوكرانيا أو الأوكرانيين في إطلاق النار".
وتساءلت زاخاروفا عن كيفية معرفة الولايات المتحدة بأمر الهجوم، وقالت إنه يتعين على واشنطن نقل أي معلومات لديها فورا إلى موسكو أو التوقف عن الإدلاء بمثل هذه التصريحات.
وأضافت "على أي أساس يخلص المسؤولون في واشنطن إلى أي استنتاجات في خضم مأساة تتعلق ببراءة شخص ما؟".
(إعداد محمد عطية للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)