من مايكل هولدن
لندن (رويترز) - قالت كيت ميدلتون أميرة ويلز البريطانية يوم الجمعة إنها تخضع لعلاج كيميائي وقائي بعد أن كشفت تحاليل بعد جراحة كبيرة في البطن في يناير كانون الثاني عن إصابتها بالسرطان.
ووصفت كيت (42 عاما)، زوجة ولي العهد الأمير وليام، اكتشاف السرطان بأنه "صدمة كبيرة". وتأتي هذه الأخبار كضربة صحية جديدة للعائلة المالكة البريطانية لأن الملك تشارلز يخضع أيضا للعلاج من السرطان.
وأمضت كيت أسبوعين في المستشفى في يناير كانون الثاني بعد أن خضعت لما قال مكتبها حينذاك إنها جراحة ناجحة لحالة غير سرطانية، ولكن غير محددة.
وقالت كيت في رسالة مسجلة إن الفحوص اللاحقة كشفت إصابتها بالسرطان، لكنها قالت إنها بصحة جيدة وتزداد قوة.
وأضافت كيت "نصحني فريقي الطبي بضرورة الخضوع لبرنامج علاج كيميائي وقائي وأنا حاليا في المراحل الأولى من هذا العلاج".
وبدا الشحوب والإرهاق على وجه كيت في تسجيل الفيديو الذي تم تصويره يوم الأربعاء.
وقالت "كان هذا بالطبع بمثابة صدمة كبيرة، وأنا ووليام بذلنا كل ما في وسعنا للتعامل مع هذا الأمر بخصوصية من أجل عائلتنا الصغيرة".
وبعد العملية الجراحية قال القصر إن الأميرة لن تعود إلى مهامها الرسمية إلا بعد عيد القيامة، لكن غيابها عن الحياة العامة أثار تكهنات شديدة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وخضع الملك تشارلز (75 عاما) لإجراء طبي لتضخم البروستاتا في نفس المستشفى التي كانت فيها كيت في يناير كانون الثاني. ثم كشف قصر بكنجهام في فبراير شباط الماضي عن أنه سيخضع للعلاج من السرطان، مما يعني اضطراره لتأجيل واجباته الملكية العامة.
وقال متحدث باسم قصر بكنجهام "جلالة الملك فخور جدا بكاثرين لشجاعتها في التحدث كما فعلت". وأضاف أن تشارلز كان على اتصال وثيق مع كيت منذ أن كانا في مستشفى لندن كلينك الخاصة في يناير كانون الثاني.
ومضى المتحدث يقول "سيواصل الملك والملكة تقديم حبهما ودعمهما للعائلة بأكملها في هذا الوقت العصيب".
وتدفقت أيضا رسائل الدعم من القادة السياسيين البريطانيين، ومن مكتب الرئيس الأمريكي جو بايدن، للأميرة المعروفة باسمها قبل الزواج كيت ميدلتون.
وقال مكتب الأميرة كيت بقصر كينزنجتون إنه لن يقدم المزيد من التفاصيل حول نوع السرطان الذي أصيبت به. وأضاف أن الأميرة في طريق التعافي وأن العلاج الكيميائي الوقائي بدأ في فبراير شباط.
* الخصوصية
أراد كيت ووليام بعض الخصوصية حتى يبدأ أطفالهما، الأمير جورج (10 سنوات) والأميرة شارلوت (ثماني سنوات) والأمير لويس (خمس سنوات)، عطلتهم المدرسية يوم الجمعة.
وقالت كيت "استغرقت بعض الوقت للتعافي من عملية جراحية كبيرة من أجل بدء علاجي. ولكن الأهم من ذلك، استغرق الأمر وقتا لشرح كل شيء لجورج وشارلوت ولويس بطريقة مناسبة لهم، ولطمأنتهم أنني سأكون بخير".
وتابعت "وكما قلت لهم، أنا بخير وأزداد قوة كل يوم من خلال التركيز على الأشياء التي ستساعدني على الشفاء، في ذهني وجسدي وعزيمتي".
لم تظهر كيت في أي مناسبة عامة منذ أن حضرت قداس عيد الميلاد إلى جانب آخرين من العائلة المالكة.
لكن مقطعا مصورا التقطه يوم السبت الماضي أحد العامة ونشرته صحيفة ذا صن، أظهر كيت تبدو بصحة جيدة وتمشي وهي تحمل حقائب تسوق إلى جانب زوجها في وندسور، بالقرب من منزلهما.
وقالت كيت "نأمل أن تفهموا أننا كعائلة نحتاج الآن إلى بعض الوقت والمساحة والخصوصية حتى أستكمل علاجي".
وأضافت "عملي جعلني أشعر دائما بسعادة عميقة وأتطلع إلى العودة حين أكون قادرة على ذلك، لكن الآن يتعين أن أركز على بلوغ التعافي الكامل".
وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن كيت تحظى بحب ودعم البلاد بأكملها.
وأضاف في بيان أن كيت "أظهرت شجاعة هائلة في بيانها اليوم... في الأسابيع القليلة الماضية، تعرضت لتدقيق مكثف وعوملت بغير إنصاف من قطاعات معينة من وسائل الإعلام حول العالم وعلى وسائل التواصل الاجتماعي".
وقال خبراء طبيون إنه من الصعب تحديد المدة التي ستحتاجها كيت لاستكمال العلاج بدون توفر معلومات أخرى مثل نوع السرطان الذي تم اكتشافه.
وقال آندرو بيجز، استشاري جراحة القولون والمستقيم بجامعة برمنجهام "يتم تقديم العلاج الكيميائي الوقائي بعد الجراحة لتقليل خطر عودة السرطان في المستقبل، فيما يشبه إلى حد ما مسح الأرضية بمادة تبييض بعد انسكاب شيء ما عليها، حيث يقتل العلاج الكيميائي أي خلايا شاردة".
وقال قصر كينزنجتون في لندن إن وليام سيواصل واجباته ويدعم زوجته في الوقت نفسه، كما فعل منذ الجراحة التي أجريت لها. وكانت والدة وليام ،الأميرة ديانا، قد لقيت حتفها في حادث سيارة حين كان عمرها 36 عاما فقط. وقال مصدر إن كيت كانت في حالة معنوية جيدة وتركز على شفائها.
لكن لن يحضر وليام وكيت التجمع التقليدي لأفراد العائلة المالكة في قداس عيد القيامة في وندسور.
وكانت كيت أول امرأة من عامة الشعب تتزوج أميرا قريبا من اعتلاء العرش منذ أكثر من 350 عاما عندما تزوجت من وليام في عام 2011 وأصبحت منذئذ واحدة من أكثر أفراد العائلة المالكة شعبية.
وقالت كيت "في هذا الوقت، أفكر أيضا في كل الذين تأثرت حياتهم بالسرطان. (وأقول) لكل من يواجه هذا المرض، في أي صورة، من فضلكم لا تفقدوا الإيمان أو الأمل. أنتم لستم وحدكم".
(إعداد عبد الحميد مكاوي ومحمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير سها جادو)