موسكو (رويترز) - قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين إن الهجوم الذي وقع يوم الجمعة على حفل موسيقي خارج موسكو نفذه متشددون إسلاميون، لكنه أشار إلى أنه يصب في صالح أوكرانيا وأن كييف ربما لعبت دورا.
وجاءت تعليقات بوتين خلال اجتماع في الكرملين مخصص للإجراءات المتخذة ردا على الهجوم، بينما اتفقت فرنسا مع الولايات المتحدة في القول إن معلومات المخابرات تشير إلى مسؤولية تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد عن الهجوم.
وفي أعنف هجوم داخل روسيا منذ عشرين عاما، اقتحم أربعة رجال قاعة مدينة كروكوس مساء الجمعة، وأطلقوا الرصاص خلال حفل موسيقي لفرقة الروك (بيكنيك) التي تعود إلى الحقبة السوفيتية.
وقال ألكسندر باستريكين رئيس لجنة التحقيق الروسية أمام اجتماع الكرملين إن عدد القتلى ارتفع إلى 139 شخصا فضلا عن إصابة 182.
وتحتجز روسيا أربعة رجال من أصول طاجيكية بتهم الإرهاب في محكمة منطقة باسماني في موسكو للاشتباه في تنفيذهم الهجوم. وحُبس ثلاثة آخرون، من أصول طاجيكية أيضا، للاشتباه في تواطؤهم.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد مسؤوليته عن الهجوم ونشر ما قال إنها لقطات من المذبحة.
'من المستفيد؟'
وقال بوتين في تصريحات نشرت على تطبيق تيليجرام: "نعلم أن الجريمة نفذت على يد إسلاميين متطرفين ذوي أيديولوجية حاربها العالم الإسلامي منذ قرون".
ولم يذكر تنظيم الدولة الإسلامية بشكل مباشر، وكرر تأكيده السابق على أن المهاجمين كانوا يحاولون الفرار إلى أوكرانيا قائلا إن هناك "العديد من الأسئلة" التي يتعين دراستها.
وقال "السؤال الذي يطرح نفسه هو من المستفيد من هذا؟... قد تكون هذه الفظائع مجرد حلقة في سلسلة كاملة من المحاولات التي يقوم بها أولئك الذين يخوضون حربا مع بلادنا منذ عام 2014 على أيدي نظام النازيين الجدد في كييف".
وأضاف "نعلم على يد من ارتكبت الجريمة ضد روسيا وشعبها. لكن ما يهمنا هو من أمر بها".
وقال بوتين إن الغرض من الهجوم هو "بث الذعر"، ولكن مع تقدم القوات الروسية في ساحة الحرب في أوكرانيا، فقد يكون الهدف من ذلك أيضا "أن يظهروا لمواطنيهم أن نظام كييف لم يخسر كل شيء".
وسخر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من تعليقات بوتين في خطابه المسائي المصور، وقال إنه بالنسبة لزعيم الكرملين "الجميع إرهابيون، باستثناء نفسه، على الرغم من أنه كان يستفيد من الإرهاب منذ عقدين من الزمن".
وتشير تعليقاته إلى مزاعم بأن بوتين كان وراء العديد من أعمال العنف في روسيا منذ توليه السلطة في عام 2000.
وقال زيلينسكي "عندما يرحل، ستختفي معه الحاجة إلى الإرهاب والعنف".
وأمر بوتين بغزو شامل لأوكرانيا في فبراير شباط 2022 بعد ثماني سنوات من الصراع في شرق أوكرانيا بين القوات الأوكرانية والأوكرانيين الموالين لروسيا.
ونفت أوكرانيا أي دور لها في إطلاق النار الذي وقع يوم الجمعة، واتهم زيلينسكي بوتين بالسعي إلى تحميل المسؤولية لآخرين.
وقالت واشنطن إنها تصدق ادعاءات تنظيم الدولة الإسلامية. وقال مسؤولون أمريكيون إنهم حذروا روسيا هذا الشهر من معلومات مخابرات تتحدث عن هجوم وشيك وأن المعلومات تشير إلى أن فرعا أفغانيا تابعا لتنظيم الدولة الإسلامية يدعى الدولة الإسلامية-ولاية خراسان هو المسؤول عن تنفيذ الهجوم.
وقال جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، للصحفيين في واشنطن، إن الولايات المتحدة "يقظة للغاية" في متابعة أنشطة تنظيم الدولة الإسلامية.
وقال كيربي "بسبب الطريقة العدوانية التي كنا نراقب بها تنظيم الدولة الإسلامية، تمكنا من تحذير الروس بأنهم، في الواقع، يتجهون نحو هجوم إرهابي محتمل في المستقبل القريب للغاية".
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصحفيين إن المعلومات المتوفرة "تشير بالفعل إلى أن كيانا تابعا لتنظيم الدولة الإسلامية هو الذي حرض على هذا الهجوم".
وأضاف "هذه المجموعة حاولت أيضا ارتكاب عدة أعمال على أراضينا".
وقال ماكرون إن فرنسا عرضت المساعدة في العثور على الجناة، مضيفا "أعتقد أنه سيكون أمرا مثيرا للسخرية وسيؤدي إلى نتائج عكسية بالنسبة لروسيا نفسها وأمن مواطنيها أن تستخدم هذا السياق لمحاولة تأليبها ضد أوكرانيا".
وقام مئات الروس بوضع الزهور خارج قاعة مدينة كروكوس تخليدا لذكرى الضحايا.
وأعلنت قاعة أوكتيابرسكي للحفلات الموسيقية بالمدينة أن فرقة بيكنيك، التي كان من المقرر أن تقدم حفلها قي قاعة كروكوس يوم الجمعة، ستقيم حفلا تذكاريا في سان بطرسبرج يوم الأربعاء مع أوركسترا سيمفونية لمساعدة الضحايا.
وقال بوتين إن 11 شخصا اعتقلوا، من بينهم أربعة أشخاص يشتبه في أنهم المسلحون منفذو الهجوم، والذين قال إنهم شقوا طريقهم إلى منطقة بريانسك، على بعد حوالي 340 كيلومترا جنوب غربي موسكو، لمحاولة التسلل إلى أوكرانيا.
(إعداد محمد أيسم للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)