موسكو/واشنطن (رويترز) - قال محققون روس إنهم كشفوا عن دليل يثبت وجود صلة بين منفذي هجوم قاعة الحفلات بالقرب من موسكو الذي أسفر عن مقتل أكثر من 140 شخصا الأسبوع الماضي وبين "قوميين أوكرانيين"، وهو تأكيد سرعان ما رفضته الولايات المتحدة ووصفته بأنه دعاية بلا أساس.
وذكرت روسيا منذ البداية أنها تعتقد أن أوكرانيا على صلة بالهجوم رغم نفي كييف وإعلان تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه.
وذكرت لجنة التحقيقات الروسية في بيان أنها كشفت لأول مرة أدلة على وجود صلة لأوكرانيا. ووصفت طبيعة الأدلة المزعومة لكنها لم تنشرها.
وورد في البيان "نتيجة للعمل مع إرهابيين محتجزين ودراسة أجهزة تقنية صودرت منهم وتحليل معلومات عن معاملات مالية، عُثر على أدلة على وجود صلة لهم بقوميين أوكرانيين".
وأضاف البيان أن ثمة "بيانات مؤكدة" عن تلقي المهاجمين مبالغ ضخمة من المال وعملات مشفرة من أوكرانيا. وذكرت اللجنة أن السلطات ألقت القبض على مشتبه فيه آخر بتهمة التورط في "مخطط تمويل الإرهابيين" .
ووصف جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض المزاعم الروسية بأنها "هراء ودعاية" وقال إن تنظيم الدولة الإسلامية هو المسؤول الوحيد عن الهجوم.
وأضاف كيربي "في الواقع، حاولت الولايات المتحدة المساعدة في منع هذا الهجوم الإرهابي ويعلم الكرملين هذا".
كانت الولايات المتحدة قد حذرت علنا في وقت سابق من مارس آذار من أنها تلقت معلومات مخابراتية عن احتمال شن متطرفين هجوما في روسيا. وقال كيربي إن واشنطن قدمت أيضا تحذيرا مكتوبا لأجهزة الأمن الروسية في السابع من مارس آذار في الساعة 11:15 صباحا.
وبدا أن هدف الإفصاح عن التوقيت المحدد للتحذير هو تحييد مزاعم روسيا ضد أوكرانيا. وقبل ثلاثة أيام من الهجوم، رفض بوتين تحذيرات الغرب من هجوم محتمل لمتطرفين ووصفها بأنها "ابتزاز".
ويقول مسؤولون أمريكيون إنهم يعتقدون أن تنظيم الدولة الإسلامية - ولاية خراسان، وهو فرع تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان، هو المسؤول عن الهجوم.
وذكر كيربي "نتعامل بجدية مع واجبنا بالتحذير. لا نريد أبدا أن نشهد فقد أرواح بريئة في هجمات إرهابية"، مضيفا أن واشنطن قدمت "تحذيرات كثيرة" إلى موسكو "عن تهديدات متعددة" منذ سبتمبر أيلول.
وتقول روسيا إن تمكن الولايات المتحدة من تحديد الجاني المزعوم بتلك السرعة أمر مثير للشكوك.
وذكر رئيس جهاز الأمن الاتحادي الروسي في وقت سابق من هذا الأسبوع، من دون تقديم أدلة، أنه يعتقد أن أوكرانيا والولايات المتحدة وبريطانيا متورطة جميعا في الهجوم.
ويقول محللون أمنيون غربيون إن الهجوم يثير أسئلة عن موارد أجهزة المخابرات الروسية وأولوياتها، وتكثف أجهزة المخابرات الروسية تركيزها على الحرب في أوكرانيا وعلى ضرورة إقصاء معارضي الحرب داخل روسيا.
واعتُقل 11 شخصا في أول 24 ساعة بعد هجوم يوم الجمعة الماضي ووُضع ثمانية منهم، بما في ذلك الأربعة الذين يُشتبه في أنهم المهاجمون، رهن الاحتجاز بانتظار المحاكمة. وسبعة من المتهمين من طاجيكستان الواقعة بآسيا الوسطى، والباقون من قرغيزستان.
(إعداد محمد أيسم للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم ومعاذ عبدالعزيز)