من ألكسندر كورنويل ومها الدهان
دبي (رويترز) - قالت ثلاثة مصادر إن الإمارات تواصلت مع دول أوروبية منها بريطانيا لتقييم مدى اهتمام تلك الدول باستثمار الإمارات في البنى التحتية للطاقة النووية بها.
وأضافت المصادر أن الإمارات في إطار تواصلها بحثت فكرة أن تصبح مؤسسة الإمارات للطاقة النووية مستثمرا صغيرا في أصول الطاقة النووية الأوروبية.
وطلبت المصادر عدم نشر أسمائها لأن المحادثات سرية.
وقالت المصادر لرويترز إن مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تطمح لأن تصبح شركة دولية للطاقة النووية تمتلك حصة أقلية في البُنى التحتية للطاقة النووية في دول أخرى، من دون أن تديرها أو تشغلها.
وأضافت المصادر التي أُطلعت على المحادثات أن مؤسسة الإمارات للطاقة النووية المملوكة للقابضة (إيه.دي.كيو) تجري محادثات للاستثمار في بريطانيا، من دون الخوض في تفاصيل.
وتسعى الإمارات والسعودية إلى تنويع اقتصادهما بعيدا عن الوقود الأحفوري. وتتطلع بريطانيا إلى استثمارات إضافية من القطاع الخاص في المشروع النووي الضخم (سايزويل سي) الذي تبنيه شركة كهرباء فرنسا (إي.دي.إف)، عملاق الطاقة الفرنسي، في جنوب شرق إنجلترا بعد أن اشترت حصة أحد داعمي الصين.
ووقعت الإمارات وبريطانيا في ديسمبر كانون الأول في قمة الأمم المتحدة للمناخ في دبي ما سمى بمذكرة تفاهم حول التعاون النووي المدني، ووافقت أكثر من 20 دولة في القمة على التعهد بزيادة قدرتها النووية ثلاثة أمثال بحلول 2050.
وقال متحدث باسم وزارة أمن الطاقة وصفر انبعاثات في بريطانيا لرويترز "سايزويل سي جزء حيوي في قائمة أولويات بريطانيا للطاقة النووية الجديدة التي تمثل محور خططنا لبلوغ شبكة كهرباء منخفضة الكلفة ونظيفة وآمنة".
وأضاف "الهيكل التجاري للمشروع يخضع لتطوير قائم ومحادثات شديدة التأثر بالتجارة". وامتنع عن الإسهاب في مزيد من التفاصيل.
وقالت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية في بيان لرويترز إنه كجزء من "خطط النمو والاستثمار الدولية، تعمل مؤسسة الإمارات للطاقة النووية مع عدد من الشركاء لاستكشاف فرص التعاون في كل من المشروعات النووية المدنية الجديدة والتقنيات النووية المدنية وتقنيات الطاقة النظيفة ذات الصلة مثل الهيدروجين النظيف".
ورفضت شركة كهرباء فرنسا التعليق.
وقال وزير دولة بوزارة أمن الطاقة البريطانية لصحيفة فاينانشال تايمز في يناير كانون الثاني إن بريطانيا وكهرباء فرنسا ‘في طريقهما‘ لجمع 20 مليون جنيه إسترليني (25.2 مليار دولار) لسايزويل سي بحلول نهاية العام، من دون أن يذكر المستثمرين.
وذكرت صحيفة تايمز أوف لندن العام الماضي أن وزراء بريطانيين يدعمون إشراك مستثمرين من أبوظبي في سايزويل سي.
وقالت المصادر لرويترز إن من بين المقترحات، قد تشارك مؤسسة الإمارات للطاقة النووية أيضا في تطوير البُنى التحتية الجديدة للطاقة النووية في دول أوروبية نظرا لخبرتها الحديثة نسبيا في بناء منشآت نووية.
وأشرفت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية على إقامة محطة الطاقة النووية الوحيدة في الإمارات التي أنشأتها شركة كوريا للطاقة الكهربائية وبدأ تشغيلها التجاري في 2021.
وتضغط بضع دول أوروبية من أجل التوسع في الطاقة النووية، وهي مصدر للطاقة منخفض الكربون، في مسعى لتحقيق أهداف المناخ الطموح وتطوير بدائل لإمدادات الطاقة الروسية.
لكن دول الاتحاد الأوروبي بينها شقاق على استخدام الطاقة النووية التي خسرت تأييد استخدامها بسبب مخاوف السلامة عقب كارثة مفاعل فوكوشيما النووي الياباني في 2011.
والمشروعات الحديثة تحاصرها أيضا مشكلات نقص الاستثمارات وزيادة الكلفة والتأخير.
وقد يسهم دعم إحدى دول الخليج لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية في التغلب على تحديات الاستثمار. لكن المؤسسة قد تواجه أيضا معارضة سياسية لضخها استثمارات في هذا المجال الحساس.
وأثارت استثمارات دولة الإمارات في الآونة الأخيرة مخاوف في بريطانيا التي أوقفت عملية استحواذ مرتبطة بالدولة على صحيفة ذي تليجراف البارزة المنتمية إلى تيار المحافظين.
وأصرت حكومة بريطانيا أيضا على أن استثمارا في الآونة الأخيرة من شركة الاتصالات (إي اند) المرتبطة بدولة الإمارات يمثل مخاوف أمنية وطنية لكنها وافقت على الصفقة.
(الدولار = 0.7925 جنيه إسترليني)
(إعداد محمد أيسم للنشرة العربية - تحرير محمود سلامة ومحمد حرفوش)