💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

الحرب بين حزب الله وإسرائيل تهدد التوازن الطائفي الهش في لبنان

تم النشر 31/03/2024, 15:39
© Reuters. مسيحيون لبنانيون يشاركون في موكب أحد الشعانين في بلدة القليعة بجنوب لبنان يوم 24 مارس آذار 2024. تصوير: كرم الله ضاهر - رويترز
USD/ILS
-
USD/LBP
-

من مايا الجبيلي وكرم الله ضاهر

بيروت (رويترز) - بينما تحتفل بلدة رميش المسيحية اللبنانية بأول عيد قيامة يحل منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، يقول سكان إن المواجهة التي بدأت بالتزامن مع تلك الحرب بين جماعة حزب الله وإسرائيل تجرهم لصراع لا ناقة لهم فيه ولا جمل.

ومثل كثير من المسيحيين في مناطق أخرى في جنوب لبنان، يتملك السكان الغضب ويشعرون بالخوف من أن تقع منازلهم في مرمى إطلاق النار مما يجبر أسرهم على الفرار من قرى أجدادهم قرب الحدود مع إسرائيل.

وقبل أيام، دخل أحد سكان رميش في مواجهة مع مجموعة من المسلحين حاولت إطلاق صاروخ صوب إسرائيل من داخل البلدة. ويقول رئيس البلدية ميلاد العلم وسكان في رميش إن بعض سكان البلدة دقوا أجراس الكنيسة للتحذير وانتقل المسلحون لإطلاق الصواريخ من حي آخر.

وقال العلم لرويترز إن ما يطالبون به خلال الأشهر الستة الماضية هو أن يظلوا على الحياد فأي رد سيؤدي إلى خسائر فادحة.

وبدأت جماعة حزب الله في إطلاق صواريخ من قمم التلال والقرى في جنوب لبنان صوب إسرائيل في الثامن من أكتوبر تشرين الأول دعما لحليفتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة بعد الهجوم المباغت لحماس على إسرائيل في اليوم السابق.

واستياء سكان القرى يعكس انتقادات وجهها رجال دين مسيحيون وسياسيون معارضون لحزب الله يتهمون الجماعة منذ فترة طويلة بتقويض دور الدولة عبر امتلاكها ترسانة أسلحة مثيرة للجدل تفوق ما يمتلكه الجيش اللبناني وهيمنتها على قرارات الحرب والسلام.

وقال أحد سكان رميش (40 عاما) بعد أن طلب عدم ذكر اسمه لأنه يخشى مغبة انتقاد جماعة حزب الله "لا شأن لنا بهذه الحرب. هل يريد (حزب الله) تشريدنا؟".

ونفت جماعة حزب الله، التي لها نفوذ على أغلب مؤسسات الدولة اللبنانية، أن يكون مقاتلوها قد حاولوا إطلاق صواريخ من رميش.

تتعايش أكثر من اثنتي عشرة طائفة دينية في عملية توازن دقيقة وهشة في لبنان الصغير وتتجلى في نظام محاصصة طائفية يوزع المناصب العليا في الدولة بناء على الانتماء الطائفي.

لكن منصبي الرئيس ومحافظ البنك المركزي، وهما أكبر منصبين مخصصين للمسحيين الموارنة، شاغران منذ أكتوبر تشرين الأول 2022 ويوليو تموز 2023 على الترتيب بسبب انقسامات بشأن اختيار من يشغلهما.

* نزوح

نزح مئات الآلاف من اللبنانيين داخليا وهاجروا إلى دول أجنبية بسبب الصراعات والمصاعب على مدى القرن الماضي، وشهدت الحرب الأهلية التي استمرت 15 عاما عمليات قتل وخطف على الهوية. ونزح حوالي 90 ألف شخص من جنوب لبنان منذ اندلاع الصراع في أكتوبر تشرين الأول.

وقالت النائبة المسيحية غادة أيوب، التي تمثل دائرة انتخابية في الجنوب وتنتمي إلى حزب القوات اللبنانية المناهض لحزب الله، لرويترز إن المسيحيين يتصدون لحزب الله "لأنه يتعدى على وجودهم" وإن الحرب تعمق الخلافات السياسية اللبنانية.

وأضافت "السؤال الآن هو: هل فيه بعد نقاط مشتركة نكمل فيهن، نبني دولة مع بعض؟".

والمنطقة الأكثر تضررا من القصف هي الشريط الحدودي الذي يضم حوالي اثنتي عشرة بلدة مسيحية من بينها رميش. وتقع هذه البلدات على تلال مليئة ببساتين الزيتون وأشجار الصنوبر وحقول التبغ، والتي أصبحت الآن محفوفة بالمخاطر بحيث لا يمكن زراعتها أو حصادها بسبب القصف.

وقال جوزيف سلامة وهو مسؤول محلي في بلدة القليعة الواقعة على بعد نحو أربعة كيلومترات من الحدود الجنوبية للبنان "الحمد لله إن إحنا بقلب الضيعة ما صار شيء، لكن حواليها كتير اتأذينا، عم يجي (قصف) على بعد 500 أو 600 متر، طالت أرزاقنا وانتلفت بالكامل".

ويعاني لبنان بشدة بالفعل بسبب الانهيار المالي الذي بدأ في عام 2019. ومع ابتعاد السياح بسبب القصف، وإغلاق المتاجر وإغلاق المدارس أبوابها أو إيوائها الآلاف من النازحين بسبب القتال، ازدادت معاناة البلدات في الجنوب الذي تسكنه أغلبية شيعية، مما أثار مخاوف بين السكان المحليين من نزوح المسيحيين.

وقال سلامة "المسيحيون بشكل عام للأسف بيتركوا البلاد بدون حرب، بدون ضرب، بدون وضع اقتصادي سيء، هلأ زادت قصة الحرب، عم تشجع ولادنا على السفر، وما عم يحبوا يقعدوا بهالبلد... المسيحي يمكن معدش يحمل أكتر من غيره لأن مشاكل هالبلد كتير صارت".

ودق كبار رجال الدين المسيحي في لبنان ناقوس الخطر في عظاتهم الأسبوعية. ودعا البطريرك الماروني بطرس الراعي في وقت مبكر من حرب غزة إلى عدم تدخل لبنان وقال مؤخرا إن الحرب "فُرضت" على المسيحيين.

* تصاعد الغضب

تساءل رئيس مطرانية بيروت للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة في وقت سابق من هذا الشهر "هل يجوز لفئة من اللبنانيين أن تقرر عن الجميع وتتفرد باتخاذ قرارات لم يتوافق عليها جميع اللبنانيين ولا تناسب مصلحتهم؟".

ومع تصاعد الغضب كثف التيار الوطني الحر، الحليف المسيحي الرئيسي لجماعة حزب الله، انتقاداته قائلا إن تحالفه مع حزب الله، المستمر منذ قرابة عقدين من الزمن، "اهتز".

وقال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إن "المشكلة الأساسية التي طرأت هي تخطي حدود الدفاع عن لبنان، والانخراط في صراع لا نملك القرار فيه".

زود هذا التحالف حزب الله بمؤيدين من طائفة دينية خارج قاعدته التقليدية، لكن الحليفين انقسما حول عدة قضايا في العامين الماضيين، من بينها من يجب أن يكون رئيس لبنان القادم.

© Reuters. مسيحيون لبنانيون يشاركون في موكب أحد الشعانين في بلدة القليعة بجنوب لبنان يوم 24 مارس آذار 2024. تصوير: كرم الله ضاهر - رويترز

وقال مايكل يونج من مركز كارنيجي للشرق الأوسط إن تعليقات باسيل كانت محاولة لكسب بعض النفوذ على حزب الله من خلال الإشارة إلى وجود صدع، ولكنها تعكس أيضا عدم ارتياح المسيحيين من الوضع الراهن.

وقال لرويترز "المزاج السائد بين الطائفة المسيحية هو تقريبا انفصال نفسي عن النظام. فهم لا يشعرون أن لهم كلمة مسموعة في النظام، وهذا صحيح إلى حد ما - حزب الله يسيطر على جزء كبير من النظام".

(إعداد سلمى نجم وسامح الخطيب وأميرة زهران للنشرة العربية - تحرير سها جادو)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.