من آندرو جراي وجون أيريش
بروكسل (رويترز) - اتفق أعضاء حلف شمال الأطلسي يوم الخميس على أهمية توفير المزيد من أنظمة الدفاع الجوي لحماية أوكرانيا من هجمات الصواريخ الباليستية الروسية، تزامنا مع احتفالهم بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسه.
واجتمع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا مع نظرائه في الحلف وناشدهم توفير أنظمة دفاع جوي إضافية جديدة، وخصوصا منظومة الصواريخ باتريوت أمريكية الصنع. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج بعد الاجتماع "الحلفاء يتفهمون مدى إلحاح الأمر".
وأضاف خلال مؤتمر صحفي "سيعود الحلفاء الآن (إلى بلدانهم)... للبحث عن سبل يمكنهم من خلالها توفير المزيد من الأنظمة، وخصوصا الصواريخ باتريوت، مع التأكد قطعا من توافر الذخيرة وقطع الغيار لتلك الأنظمة".
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن تقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا مهم بشكل خاص لأن دولا مثل الصين وكوريا الشمالية وإيران تدعم جهود روسيا لبناء قاعدتها الصناعية الدفاعية.
وقال بلينكن في مؤتمر صحفي "أعتقد بناء على ما سمعته اليوم أن الجميع، بما في ذلك الولايات المتحدة، سيضاعفون جهودهم... وإذا لزم الأمر سيوفرون الموارد التي لا تزال أوكرانيا بحاجة إليها"، في إشارة إلى احتياجاتها من الدفاعات الجوية والمدفعية والذخائر.
لكن لم يكشف ستولتنبرج أو بلينكن عن أي تعهد أو هدف محدد للمساعدات.
وفي وقت سابق يوم الخميس أحيا وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الحلف، وذكّر الأمين العام للحلف الولايات المتحدة بأنها بحاجة إلى حلفائها أكثر من أي وقت مضى مع دخول الحرب الأوكرانية عامها الثالث.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن هجوما بطائرات مسيرة روسية أصاب يوم الخميس مباني سكنية ومنشأة للطاقة في مدينة خاركيف الأوكرانية، مما أسفر عن مقتل عدة أشخاص وانقطاع الكهرباء عن 350 ألفا من السكان.
وقال وزير الخارجية الليتواني جابريليوس لاندسبيرجيس للصحفيين "أكبر المعارك التي سيخوضها حلف شمال الأطلسي ستكون في المستقبل وعلينا أن نكون مستعدين لها".
وقال مسؤول في حلف شمال الأطلسي إن روسيا تجند على الأرجح نحو 30 ألف جندي إضافي شهريا ويمكنها استيعاب الخسائر في ساحة المعركة ومواصلة الهجمات. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر هويته أن روسيا لا تزال تفتقر إلى الذخائر ووحدات المناورة اللازمة لشن هجوم كبير ناجح.
واتفقت الدول الأعضاء في الحلف المؤلف من 32 دولة يوم الأربعاء على البدء في التخطيط للقيام بدور أكبر في تنسيق المساعدات العسكرية لأوكرانيا لمساعدتها في قتال روسيا.
وقال بلينكن "هذه مناقشة مستمرة سنجريها في الأسابيع المقبلة، وأتصور أنكم سترون شيئا ما خلال القمة عندما نجتمع معا في واشنطن في يوليو".
ووفقا لدبلوماسيين اقترح ستولتنبرج إنشاء صندوق بقيمة 100 مليار يورو (حوالي 108 مليارات دولار) لدعم الجيش الأوكراني على مدى خمس سنوات.
* رسالة لواشنطن
يشعر القادة الأوروبيون، الذين يشكلون الجزء الأكبر من أعضاء حلف شمال الأطلسي، بالقلق ليس فقط بشأن مستقبل الحلف إذا فاز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على الرئيس الحالي جو بايدن في نوفمبر تشرين الثاني، ولكن أيضا بشأن التعطل المستمر لحزمة المساعدات الأوكرانية في الكونجرس إذ يطالب الجمهوريون بإجراءات تأمين للحدود مقابل تمرير مشروع القانون.
وقال ستولتنبرج في حفل بمقر الحلف في بروكسل "أوروبا تحتاج أمريكا الشمالية من أجل أمنها".
وأضاف "في الوقت نفسه، تحتاج أمريكا الشمالية أيضا إلى أوروبا. فالحلفاء الأوروبيون لديهم جيوش من الطراز العالمي، وشبكات استخباراتية واسعة ونفوذ دبلوماسي فريد، مما يضاعف قوة أمريكا".
وانطلق الحلف باثني عشر عضوا من أمريكا الشمالية وأوروبا، وقد تأسس في وقت شهد مخاوف متزايدة من التهديد العسكري الذي شكله الاتحاد السوفيتي على الديمقراطيات الأوروبية.
وبعد مرور 75 عاما، أصبح عدد أعضاء الحلف 32 وأصبح له دور مركزي في الشؤون العالمية، بعدما دفعت الحرب الروسية في أوكرانيا الحكومات الأوروبية مرة أخرى للنظر إلى موسكو باعتبارها تهديدا أمنيا كبيرا.
وجاء انضمام أحدث عضوين وهما فنلندا والسويد كنتيجة مباشرة للغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022.
(الدولار = 0.9229 يورو)
(إعداد مروة غريب وشيرين عبد العزيز ومحمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم ومحمود رضا مراد)