أورينبورج (روسيا) (رويترز) - كافحت مدينة أورينبورج الروسية لمواجهة ارتفاع منسوب المياه يوم الخميس بعد أن فاضت أنهار كبرى في روسيا وقازاخستان في أسوأ فيضانات تشهدها المنطقة فيما يقرب من قرن.
وأجبر التدفق الضخم للمياه الناتجة عن ذوبان الجليد أكثر من 120 ألفا على إخلاء منازلهم في منطقة جبال الأورال الروسية وسيبيريا وقازاخستان إذ فاضت أنهار كبرى مثل نهر الأورال الذي يمر عبر قازاخستان ويصب في بحر قزوين.
وقال سكان في مدينة أورينبورج إن مياه نهر الأورال ارتفعت بسرعة متجاوزة حد الفيضان مما أجبرهم على الفرار بأطفالهم وحيواناتهم الأليفة والقليل فحسب من متاعهم.
وقالت تيسيا (71 عاما) لرويترز في أورينبورج التي يبلغ عدد سكانها 550 ألف نسمة وتقع على بعد 1200 كيلومتر شرقي موسكو إن المياه "جاءت بسرعة كبيرة ليلا... وبعد أن استعددت، لم أستطع الخروج".
وغمرت المياه مناطق كاملة من أورينبورج وارتفع منسوب نهر الأورال ليصل إلى 10.87 متر إلى مستوى أعلى بكثير مما تعتبره السلطات المحلية آمنا.
وقال دينس باسلر حاكم أورينبورج للرئيس فلاديمير بوتين إن الوضع بلغ ذروته على الرغم من أن منسوب المياه يواصل الارتفاع. وأضاف أن 11972 منزلا غمرتها المياه، وإذا ارتفعت المياه أكثر سيصبح 19412 شخصا في خطر.
والأورال الروسية وشمال قازاخستان هما الأكثر تضررا بالفيضانات لكن المياه ترتفع أيضا في مناطق جنوب سيبيريا الغربية وفي بعض المناطق قرب الفولجا أكبر أنهار أوروبا.
كما ارتفع منسوب المياه في منطقة تيومين في سيبيريا حيث أجلي 7291 شخصا، وفي كورجان حيث أجلي 6151 شخصا. ومن المقرر أن يبلغ فيضان نهر إيشيم في منطقة تيومين الروسية ذروته بين يومي 23 و25 أبريل نيسان.
وبعد أن فاض الأورال عن سد في أورسك يوم الجمعة عبر سكان عن غضبهم من كيفية تعامل المسؤولين المحليين مع الموقف وطالبوا بتعويضات ومساعدات أكبر من بوتين.
وعقد بوتين اجتماعا عن بعد مع وزير الطوارئ ألكسندر كورينكوف وحكام أورينبورج وكورجان وتيومين، وهي المناطق الأكثر تضررا.
وعبر بعض السكان في أورينبورج عن خيبة أملهم لأن المسؤولين المحليين لم يبذلوا جهودا كافية للاستعداد لذوبان الثلوج السنوي. وفي أول تعليق علني يتعلق بالفيضانات، طلب بوتين من المسؤولين التركيز على مساعدة الناس.
وقال بوتين "في بعض الأماكن لم تصل المياه بعد، وفي أماكن أخرى لم تنصرف بعيدا، لكن يتعين علينا التفكير الآن في كيفية إعادة بناء المساكن".
* ذوبان الثلوج
فيضانات الربيع جزء اعتيادي من الحياة في أنحاء روسيا لأن ثلوج الشتاء الكثيفة تذوب وترفع منسوب المياه في الأنهار في روسيا وآسيا الوسطى. ومساحة روسيا تعادل مساحة الولايات المتحدة وأستراليا معا.
وقالت سلطات الطوارئ إن مجموعة من العوامل تسببت هذا العام في حدوث فيضانات استثنائية.
وأضافت أن التربة كانت مشبعة بالمياه قبل الشتاء ثم تجمدت مع التساقط الكثيف للثلوج التي ذابت بسرعة كبيرة مع ارتفاع درجات الحرارة في الربيع والأمطار الغزيرة.
ولطالما حذر الباحثون في مجال المناخ من أن ارتفاع درجات الحرارة قد يزيد من الظواهر الجوية المتطرفة، وقالوا إن روسيا بغاباتها الكثيفة تلعب دورا مهما جدا في معادلة المناخ العالمي.
وفي منطقة كورجان التي تمتد مع نهر توبول يرتفع منسوب المياه. وقال فاديم شومكوف حاكم المنطقة،إن نحو 14 ألف عامل يعكفون على العمل على مدار الساعة لتعلية سدود كورجان التي يبلغ طولها 30 كيلومترا. وقال شومكوف إن منسوب المياه في مدينة كورجان يقل قليلا عن أربعة أمتار.
وتضررت قازاخستان بشدة أيضا. وقالت وزارة الطوارئ هناك يوم الخميس إن عدد من تم إجلاؤهم زاد على 98 ألفا وإن حالة الطوارئ ما زالت سارية في ثماني مناطق في البلاد.
وقالت الوزارة إن عمال الطوارئ تخلصوا من 8.8 مليون متر مكعب من المياه من مناطق غمرتها الفيضانات. وقالت حكومة قازاخستان إن الحركة محدودة في طرق تمتد لمئات الكيلومترات في مناطق أكتوبي وأكمولا وأتيراو وقوستاناي ومانجيستاو وشمال قازاخستان.
(إعداد سلمى نجم ومحمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير رحاب علاء)