احصل على خصم 40%
👀 اكتشف كيف ينتقي وارين بافيت أسهم رابحة تتفوق على إس آند بي 500 بـ 174.3%احصل على 40% خصم

ملايين النازحين السودانيين يدفعون ثمن الحرب الدائرة منذ عام

تم النشر 14/04/2024, 17:07
© Reuters. نازحون سودانيون فروا من العنف في منطقة دارفور يبحثون عن ملجأ مؤقت بالقرب من الحدود بين السودان وتشاد يوم الثامن من مايو أيار 2023. تصوير: زهرة

من يزن كلش وخالد عبد العزيز والطيب صديق

القاهرة/بورتسودان (رويترز) - يقول السوداني محمد إسماعيل بعد فراره من الحرب في السودان إلى مصر إن طموحاته تقتصر على توفير الطعام لأطفاله الخمسة من راتب شهري ضئيل يبلغ حوالي 100 دولار يتقاضاه من العمل في مصنع للورق بالجيزة.

وحتى الآن لا يستطيع أحد أبناء إسماعيل وعمره 7 سنوات النوم إلا مع والده بسبب الصدمة الناجمة عن سماع الانفجارات قبل فرارهم من ضواحي العاصمة السودانية الخرطوم في يناير كانون الثاني.

وتسببت الحرب المحتدمة منذ عام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في نزوح أكثر من 8.5 مليون شخص من منازلهم مما أدى إلى أكبر أزمة نزوح في العالم واضطرار عائلات للنزوح عدة مرات بينما يكافح الناس للهروب إلى الدول المجاورة التي تعاني من مشاكل اقتصادية وأمنية خاصة بها.

وأجبرت التحديات المالية بعض السودانيين على العودة للعاصمة التي عصفت بها الحرب.

وقال إسماعيل (42 عاما) "يعني الواحد فينا بيشوف بأنه الناحية الاقتصادية دي ما قاعدين نحسبها. بنحسب الناحية الأمنية. يعني أنا أولادي لسه عندي ابني صالح لغاية الآن ما بينام إلا معاي أنا، ليه، لأنه الدانات، الصوت بتاع الدوي والانفجارات بقى بيتخوف يعني بيتخلع بالليل، إلا ينام معاي".

واندلعت حرب السودان في 15 أبريل نيسان 2023 بسبب خلاف على انتقال سياسي كان مقررا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي.

واجتاح القتال العاصمة وأطلق موجات من العنف العرقي في دارفور غرب البلاد ثم امتد إلى مناطق أخرى منها ولاية الجزيرة، وهي منطقة زراعية مهمة أصبحت مركزا للمساعدات لجأ إليها كثيرون.

وحين دخلت قوات الدعم السريع مدينة ود مدني الرئيسية بالولاية في ديسمبر كانون الأول ونهبت واحتلت أحياء كما فعلت في العاصمة نزح كثيرون منها للمرة الثانية.

إعلانات طرف ثالث. ليس عرضًا أو ترشيحًا من Investing.com. يمكنك رؤية الإفصاح من هُنا أو إزالة الإعلانات< .

* فقدنا كل شيء

قال أحمد (50 عاما)، الذي فر مع زوجته وأطفاله الأربعة من الخرطوم حين بدأت الحرب، إن قوات الدعم السريع سحبتهم من سيارة في أثناء محاولتهم الفرار من ود مدني للاستيلاء على السيارة.

وتوجهوا شرقا إلى القضارف حيث توفيت والدة زوجته (75 عاما) بعد الرحلة الشاقة التي استمرت ثلاثة أيام. ودفعوا أموالا لمهربين مقابل القدوم إلى مصر التي علقت الدخول بدون تأشيرة للنساء والأطفال والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما مع تدفق السودانيين عبر الحدود العام الماضي.

وقال أحمد، متحدثا عبر الهاتف من القاهرة، إن حياتهم تحطمت تماما بسبب البرهان وحميدتي. وطلب الاكتفاء بنشر اسمه الأول فقط تفاديا للمشكلات مع السلطات المصرية.

وفي داخل السودان كان هناك أكثر من ثلاثة ملايين بلا مأوى بالفعل بسبب صراعات سابقة قبل الحرب الحالية، معظمهم في دارفور، إذ اتُهمت قوات الدعم السريع وحلفاؤها بارتكاب أعمال عنف على نطاق واسع خلال الأشهر الاثني عشر الماضية، وتُلقي قوات الدعم بمسؤولية تلك الأعمال على خصومها.

وعلى الرغم من أن أجزاء من البلاد، ثالث أكبر دولة في أفريقيا من حيث المساحة، لم تتضرر نسبيا فإن العديد من النازحين يعتمدون على المساعدات الخيرية إذ تتفاقم الأوضاع ويواجه ما يقرب من خمسة ملايين شخص جوعا شديدا.

والنظام الصحي بالسودان في حالة انهيار مما يسمح بتفشي أمراض منها الحصبة والكوليرا. وتقول وكالات الإغاثة إن الجيش يقيد وصول مواد الإغاثة الإنسانية، كما أن الكميات القليلة التي تدخل تكون عرضة لخطر النهب في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

* "معاناة غير عادية"

ينفى الجانبان عرقلة جهود الإغاثة. ولكن على الأرض، لم تتمكن "غرف طوارئ" يديرها متطوعون ومرتبطة بمجموعات مؤيدة للديمقراطية تشكلت خلال الانتفاضة التي أطاحت بالزعيم السابق عمر البشير في عام 2019، سوى من تقديم الحد الأدنى من المساعدات الغذائية والحفاظ على استمرارية بعض الخدمات الأساسية.

إعلانات طرف ثالث. ليس عرضًا أو ترشيحًا من Investing.com. يمكنك رؤية الإفصاح من هُنا أو إزالة الإعلانات< .

وقال إسماعيل خريف (37 عاما) وهو مزارع يعيش في مخيم للنازحين بالقرب من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور إن الناس هناك معرضون لخطر القتال والتنكيل من الجانبين إذا حاولوا التحرك، بينما تُمنع عنهم الرعاية الصحية والإمدادات الغذائية اليومية وشبكات الهاتف المحمول.

ويسعى عشرات الآلاف للبحث عن مأوى في جميع أنحاد بورتسودان الخاضعة لسيطرة الجيش ولكنهم يتساءلون عما ينتظرهم في المستقبل.

وقالت مشاعر علي (45 عاما)، وهي أم لثلاثة أطفال من العاصمة وتعيش في مركز للنازحين في المدينة المطلة على البحر الأحمر "التجربة بتاعت النزوح تجربة قاسية جدا... ومهما كان... ولا كانت في الخيال انه في يوم من الأيام تكون عايش حياة زي كده".

وتساءلت "هل نحن في واقع؟ حاجة صعبة جدا".

وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي في مقابلة إن الحرب تسببت في "واحدة من أسوأ موجات النزوح والأزمات الإنسانية في العالم، علاوة على كونها واحدة من أكثر الأزمات إهمالا وتجاهلا تقريبا، رغم أن آثارها وتداعياتها ومعاناة الناس غير عادية".

وحذر جراندي من أن المزيد من اللاجئين السودانيين قد يتوجهون إلى أوروبا إذا لم يتلقوا مساعدات.

وتستمر أزمة النزوح بينما يهدد تدخل قوى منها الإمارات وإيران بإطالة أمد الصراع وزعزعة استقرار المنطقة المحيطة بالسودان.

وفر مئات الآلاف إلى مصر وتشاد وجنوب السودان، وأيضا إلى إثيوبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى ولكن بأعداد أقل.

وفي الآونة الأخيرة، توقفت صادرات النفط من جنوب السودان، والتي تمر عبر السودان وتشكل مصدرا مهما للدخل، بسبب الحرب.

وقال عماد محيي الدين، وهو عازف جيتار معروف في السودان باسم عماد بابو ويكافح مثل الآخرين لكسب لقمة العيش في جوبا عاصمة جنوب السودان، إن ذلك أدى إلى ارتفاع الأسعار.

إعلانات طرف ثالث. ليس عرضًا أو ترشيحًا من Investing.com. يمكنك رؤية الإفصاح من هُنا أو إزالة الإعلانات< .

وأضاف لرويترز في مكالمة هاتفية "أنا موسيقي محترف والموسيقي هي كل حياتي ولكن لا مجال للموسيقى في أزمنة الحرب".

وتابع محيي الدين قوله "الآن نبحث عن الأمل في المجهول".

(إعداد محمد محمدين‭ ‬وعبد الحميد مكاوي للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.