من جيمس ماكنزي
القدس (رويترز) - ناشد الحلفاء الأوروبيون إسرائيل يوم الاثنين بضبط النفس إزاء الهجوم الذي شنته إيران بصواريخ وطائرات مسيرة في مطلع الأسبوع، ودعوا القادة الإسرائيليين إلى الابتعاد عن "حافة الهاوية" في التصعيد بالشرق الأوسط.
وقال مصدر حكومي إن مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي، المخول باتخاذ قرار بشأن رد إسرائيل على الهجوم الإيراني، من المقرر أن يجتمع بعد ظهر يوم الاثنين.
وذكر مسؤولون إسرائيليون أن حكومة الحرب برئاسة بنيامين نتنياهو، التي اجتمعت أيضا يوم الأحد، تؤيد الرد على هجوم إيران لكنها منقسمة بشأن توقيت الرد وحجمه.
وصرح مسؤولون أمريكيون بأن مع خطر اندلاع حرب مفتوحة بين إسرائيل وإيران، وفي ظل التوتر الشديد بسبب حرب غزة، أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن نتنياهو بأن الولايات المتحدة لن تشارك في أي هجوم إسرائيلي على إيران.
وانضمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا ومسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى الولايات المتحدة والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في الدعوة إلى ضبط النفس.
وقال بوريل لإذاعة أوندا سيرو الإسبانية "نحن على حافة الهاوية وعلينا الابتعاد عنها".
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إسرائيل إلى التركيز على عزل إيران بدلا من تصعيد الوضع.
وحذر المستشار الألماني أولاف شولتس إيران من شن هجمات أخرى وقال إن إسرائيل يجب أن تساهم أيضا في وقف التصعيد.
وامتنعت روسيا عن انتقاد حليفتها إيران علانية بسبب الهجوم، لكنها عبرت يوم الاثنين عن قلقها من خطر التصعيد ودعت أيضا إلى ضبط النفس.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "زيادة التصعيد ليست من مصلحة أحد".
وشنت إيران الهجوم ردا على ضربة جوية يشتبه بأنها إسرائيلية على مجمع سفارتها في سوريا في أول أبريل نيسان، مما أسفر عن مقتل سبعة ضباط من الحرس الثوري الإيراني بينهم اثنان من كبار القادة.
وجاء ذلك بعد شهور من المواجهات بين إسرائيل وحلفاء إيران في المنطقة والتي اندلعت بسبب حرب غزة وامتدت إلى جبهات مع جماعات متحالفة مع إيران في لبنان وسوريا واليمن والعراق.
ولم يسبب هجوم إيران بأكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة سوى أضرار متواضعة في إسرائيل لأن نظام القبة الحديدية الدفاعي الإسرائيلي أسقط معظمها بمساعدة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأردن.
والإصابة الخطيرة الوحيدة التي أعلن عنها داخل إسرائيل هي لطفلة تبلغ من العمر سبع سنوات أصيبت بشظايا.
* "الكثير من الضبابية"
هبطت الأسهم الأسيوية وارتفعت أسعار الذهب يوم الاثنين مع تراجع شهية المخاطرة، كما انخفضت أسعار النفط بينما ارتفع الشيقل الإسرائيلي مقابل الدولار.
وقال وارن باترسون رئيس استراتيجية السلع الأولية في آي.إن.جي "استوعبت الأسواق إلى حد كبير احتمال وقوع هجوم في الأيام السابقة له. وإضافة إلى ذلك فإن الضرر المحدود وعدم وقوع خسائر في الأرواح تعني أن الرد الإسرائيلي ربما يكون أكثر توازنا".
وأضاف "لكن من الواضح أن ما زال هناك الكثير من الضبابية، وكل هذا يتوقف على كيفية رد إسرائيل الآن".
وتسبب الهجوم الإيراني أيضا في اضطرابات في حركة السفر إذ ألغت نحو اثنتي عشرة شركة طيران رحلات أو أعادت توجيهها. كما نصحت وكالة سلامة الطيران الأوروبية شركات الطيران بتوخي الحذر في المجال الجوي الإسرائيلي والإيراني.
وأشار وزيران إسرائيليان بارزان إلى أن الرد ليس وشيكا وأن إسرائيل لن تتحرك بمفردها.
وقال بيني جانتس، الوزير المنتمي لتيار الوسط، "سنبني تحالفا إقليميا وستدفع إيران الثمن بالطريقة الملائمة وفي التوقيت المناسب لنا".
وقال وزير الدفاع يوآف جالانت إن إسرائيل لديها فرصة لتشكيل تحالف استراتيجي "ضد هذا التهديد الخطير الذي تشكله إيران".
ولا تزال إسرائيل في حالة تأهب قصوى، لكن السلطات ألغت بعض إجراءات الطوارئ ومنها حظر بعض الأنشطة المدرسية والقيود على التجمعات الكبيرة.
وحذر رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية الميجر جنرال محمد باقري إسرائيل من الرد، وحذر واشنطن من أن أي دعم للرد الإسرائيلي سيؤدي إلى استهداف القواعد الأمريكية في المنطقة.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إن طهران أبلغت الولايات المتحدة أن الهجوم على إسرائيل سيكون محدودا وفي إطار الدفاع عن النفس، كما أخطرت دولا مجاورة بالهجوم قبل 72 ساعة.
ومع ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إنه لم يجر الاتفاق مسبقا مع أي دولة بشأن كيفية رد طهران العسكري على إسرائيل. وقال مسؤولون أمريكيون إن طهران لم تحذر واشنطن.
(شارك في التغطية معيان لوبيل من القدس وباريسا حافظي من دبي وجيف ميسون ودافني بساليداكيس من واشنطن وسليمان الخالدي من عمان ونضال المغربي وآدم مكاري من القاهرة - إعداد نهى زكريا وعبد الحميد مكاوي للنشرة العربية - تحرير سها جادو)