من علي صوافطة
رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) - اختارت مجموعة من الفنانين الفلسطينيين تحويل لوحات للفنان ميسرة بارود، الذي يعيش في قطاع غزة ويعاني أهوال الحرب، إلى جداريات في عرض بعنوان (لا زلت حيا) بمعرض (جاليري زاوية) في رام الله.
وقال الفنان محمد سباعنة صاحب فكرة المعرض وأحد المشاركين في رسم الجداريات "الفكرة كانت إعادة إنتاج لوحات ميسرة بارود إللي موجود في غزة التي أنتجها خلال الحرب وما زال ينتج فيها خلال الحرب".
وأضاف لرويترز أن المعرض "رسالة تضامن مع الفنان ميسرة وفناني غزة، ورسالة تضامن وصرخة في وجه المجزرة الجماعية هناك، ودعوة لإيقاف هذه الحرب".
وعمل الفنانون المشاركون في رسم إحدى عشرة جدارية تمثل مجموعة من لوحات ميسرة باللونين الأبيض والأسود التي تروي شذرات من قصص إنسانية رآها بعينيه في وقت الحرب.
ويعرض كل عمل على الجدران مجموعة من حكايات الناس تحت القصف ورحلات النزوح من مكان إلى آخر بحثا عن الأمن وحماية العائلة.
وكتب بارود عن لوحاته "حرصت منذ بداية الحرب على غزة، على أن أتواصل مع الأصدقاء قدر المستطاع والمتاح لأطمئنهم من خلال يومياتي ورسوماتي التي أنشرها عبر الفضاء الأزرق موثقا بعيني وريشتي الحرب بكل تفاصيلها، وكانت رسوماتي رسالة مني للأصدقاء أخبرهم فيها أنني (لا زلت حيا)".
ويضيف "دونت من خلال يومياتي قصص الدمار والفقد والموت والضعف والنزوح والجوع والألم والصبر والصمود والانكسار".
ويروي بارود لمحات من حكايته وهي مجرد واحدة من حكايات كثيرة لسكان القطاع الذين يكتوون بنار الحرب منذ ما يزيد عن ستة أشهر.
يقول "لقد دمر الاحتلال كل ما هو جميل في مدينتي الصغيرة لتصبح الأشياء عالقة في ذاكرة مشوهة تحت الركام".
ويضيف "أصبحت كغيري نازحا من مدينة غزة إلى أقصى جنوبها للمرة العاشرة متنقلا بين فضاءات المدينة الضيقة في محاولة للنجاة بعد أن فقدت كل ما أملك، مكتبي، وبيتي، ومرسمي، وكل أعمالي وأدواتي، ومقتنياتي".
ووصف بارود المعرض بأنه "تظاهرة فنية تتحدى الموت والحصار وتكسر الحواجز... والحدود".
وقال يوسف حسين مدير (جاليري زاوية) إن المعرض يستمر حتى الثالث والعشرين من يونيو حزيران المقبل "ليكون وقتا تضامنيا مع الفنان ميسرة بارود ومع فناني غزة وكل أهلنا في غزة".
وأضاف لرويترز "نأمل أن يكون هذا المعرض مساهمة منا في نقل أعمال الفنان ميسرة الغنية بالرسائل عن المجزرة في غزة ورسائل القوة والصمود للشعب الفلسطيني".
وشارك إلى جانب سباعنة الفنانون فؤاد اليماني ورهف نتشة وسلسبيلا عنبتاوي ودانيا العمري وآخرون.
وجاء في بيان صادر عن الجاليري "في نهاية المعرض ستُمحى الأعمال كاملة عن الجدران تأكيدا" على فكرة أن المعرض مؤقت مثلما أن "محنة الحرب وكابوس الاحتلال سينتهيان يوما".
(إعداد سامح الخطيب للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)