من ليلى بسام وجيمس ماكنزي
بيروت/القدس (رويترز) - قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف 40 هدفا تابعا لجماعة حزب الله في جنوب لبنان يوم الأربعاء بطائرات حربية وبالمدفعية، كما أطلقت الجماعة عشرات الصواريخ على قرية حدودية إسرائيلية مع احتدام القتال بين الجانبين في الأيام القليلة الماضية.
وتدور أسوأ أعمال قتالية بين إسرائيل وجماعة حزب الله المتحالفة مع إيران فيما يقرب من عقدين منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر تشرين الأول الماضي، مما أثار المخاوف من خطر نشوب صراع أوسع نطاقا وأكثر تدميرا بين الخصمين المدججين بالسلاح.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن الغارات على بلدة عيتا الشعب اللبنانية على بعد نحو ثلاثة كيلومترات داخل الحدود اللبنانية استهدفت مستودعات لتخزين الوسائل القتالية وبنى تحتية وغيرها من الأهداف التي قال إن جماعة حزب الله تستخدمها بكثافة في المنطقة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت في بيان بعد اجتماع في القيادة الشمالية للجيش بشأن العمليات "قوات الدفاع الإسرائيلية مستمرة في الهجوم على جنوب لبنان بالكامل وعلى مناطق أخرى من لبنان. نتائج العمليات مذهلة للغاية".
وذكر أن القوات الإسرائيلية قتلت نصف قادة جماعة حزب الله في جنوب لبنان.
ونفى مسؤول في الجماعة اللبنانية التعليقات الإسرائيلية ووصفها بأنها "بلا قيمة على الإطلاق" وبأن الهدف منها هو رفع الروح المعنوية للإسرائيليين. وقال إن الجماعة تنشر بانتظام صورا لمقاتليها الذين لقوا حتفهم في القتال وتفاصيل عن سيرتهم الذاتية.
وأقامت جماعة حزب الله يوم الأربعاء جنازة للقيادي الكبير حسين عزقول الذي قتلته إسرائيل في مطلع الأسبوع.
وقال حسن فضل الله السياسي الكبير في جماعة حزب الله في كلمته بالجنازة إن عزقول لعب دورا في تطوير قدرات الجماعة على استخدام الطائرات المسيرة والصواريخ لينقل المعركة مع إسرائيل إلى "مرحلة جديدة".
وجاءت الغارات الإسرائيلية بعد يوم من شن جماعة حزب الله هجوما بطائرات مسيرة على قواعد عسكرية إسرائيلية شمال مدينة عكا الساحلية الإسرائيلية في أعمق هجوم لها داخل الأراضي الإسرائيلية حتى الآن خلال الأعمال القتالية التي اندلعت بينهما بالتوازي مع حرب غزة.
ويبدو أن الهجوم هو أحد أكثر الهجمات تعقيدا التي أعلنت عنها جماعة حزب الله خلال الأشهر الستة الماضية إذ استخدمت طائرات مسيرة مصممة لإبقاء الدفاعات الجوية الإسرائيلية مشغولة بينما أطلقت طائرات أخرى محملة بمتفجرات على أهداف إسرائيلية.
وذكرت الجماعة يوم الأربعاء أن هجومها بصواريخ كاتيوشا على بلدة شوميرا الحدودية الإسرائيلية كان ردا على الغارات الإسرائيلية على القرى اللبنانية، ومن ضمنها غارة استهدفت حنين في اليوم السابق وأسفرت عن مقتل شخصين على الأقل من بينهما فتاة تبلغ من العمر 11 عاما.
ورغم أن الأعمال القتالية الأحدث هي الأسوأ منذ سنوات، اقتصر العنف إلى حد كبير على المناطق الواقعة على الحدود الإسرائيلية اللبنانية أو تلك القريبة منها إذ تضرب إسرائيل أحيانا في عمق وادي البقاع إلى الشرق من لبنان.
وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل نحو 250 من مقاتلي جماعة حزب الله في لبنان منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول، بالإضافة إلى مقتل 30 آخرين في غارات إسرائيلية على سوريا المجاورة. ويتجاوز هذا العدد بشكل عام خسائر جماعة حزب الله البشرية في حرب عام 2006 مع إسرائيل.
وقُتل أكثر من 70 مدنيا في لبنان.
كما قُتل 18 شخصا، ما بين جنود ومدنيين، في إسرائيل.
(إعداد نهى زكريا للنشرة العربية - تحرير سامح الخطيب)