تونس (رويترز) - قال مسؤولون محليون وسكان لرويترز ان سكان مدن الحوض المنجمي الاربعة في جنوب البلاد وهي المنتج الرئيسي للفوسفات في تونس بدأوا يوم الاربعاء اضرابا عاما احتجاجا على تفشي البطالة.
وبدأت مدن أم العرايس والمتلوي والمظيلة والرديف اضرابا عاما منذ الساعة الثامنة من صباح يوم الأربعاء حيث أغلقت المؤسسات العمومية والبنوك والمتاجر هناك.
وتجمع مئات السكان في مسيرات تحتج على اجراءات اتخذها رئيس الوزراء للمنطقة ولم تتضمن توفير فرص عمل لابناء الجهة.
وفي مدينة المتلوي قال شهود لرويترز ان آلاف السكان خرجوا في مسيرة ضخمة تطالب بالتشغيل. ورفع المحتجون الذين يجوبون شوارع المدينة شعارات ضد حكومة رئيس الوزراء الحبيب الصيد وطالبوه بالتشغيل او الرحيل.
ورفعوا لافتات كتب عليها " التشغيل استحقاق" "التشغيل او الرحيل".
وأوقفت شركة فوسفات قفصة انتاج الفوسفات هذا الشهر لاول مرة بعد احتجاجات شبان يطالبون بفرص عمل اعتصموا امام مقرات الشركة واوقفوا نقل الفوسفات عبر سكك القطار والمسالك البرية.
والاضرابات هي أحد أبرز التحديات التي تواجه الحكومة التونسية التي تسعى لانعاش الاقتصاد العليل منذ انتفاضة 2011 بعد ان تمكنت تونس من اكمال انتقال ديمقراطي هادئ.
وبنهاية الاسبوع الماضي أعلن الصيد حزمة اجراءات لمنطقة قفصة من بينها الشروع في مشاريع بنية تحتية من طرق ومستشفيات ومسالك صرف صحي في مسعى لوقف الاحتجاجات التي عطلت انتاج الفوسفات. ولكن القرار لم يتضمن بوضوح مشاريع توفر فرص عمل لابناء المنطقة.
وكانت تونس من بين كبار مصدري الفوسفات في العالم لكنها خسرت موقعها لصالح منافسين مثل المغرب بسبب الإضرابات والاعتصامات المتكررة منذ الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي في 2011.
وفي 2010 بلغ إنتاج تونس من الفوسفات 8.26 مليون طن بينما لم يبلغ إنتاجها منذ 2011 إلى الآن سوى 11.2 مليون طن في أربع سنوات ونصف. وبلغت خسائر تونس من نقص انتاج الفوسفات ملياري دولار في أربع سنوات.
وقال القيادي بالجبهة الشعبية عمار عمروسية وهو نائب في البرلمان عن جهة قفصة ان اجراءات رئيس الوزراء هامة ولكنها ناقصة لانها لم تتضمن اجابة عن مطالب ايجاد فرص العمل.
وتمكنت تونس خلال السنوات الماضية من اكمال انتقالها الديمقراطي بانتخابات حرة ودستور جديد وتوافق بين الخصوم العلمانيين والاسلاميين. لكن كثيرا من التونسيين لا يشعرون بتحسن الأوضاع الاجتماعية بل يقرون بأن أوضاعهم الاجتماعية ازدادت سوءا مع تفاقم البطالة المتفشية.
وارتفعت معدلات البطالة في تونس إلى 15 بالمئة حاليا من حوالي 11 بالمئة في 2010. وكان التهميش ونقص التنمية والبطالة من الدوافع الأساسية للانتفاضة الشعبية التي أنهت 23 عاما من حكم بن علي. ومحافظة قفصة هي الاعلى في معدلات البطالة بنسبة تصل الى حوالي 30 بالمئة.
وقال علي الجديدي وهو نقابي في الرديف ان شباب المنطقة انتفض لان الاجراءات التي أعلنها رئيس الوزراء لم تتضمن تهيئة فرص عمل لشبان المنطقة العاطلين.
واضاف "العاطلون هنا لا يريدون مشاريع بنية تحية ومستشفيات والحال انهم لا مورد رزق لهم وهم عاطلون ويحتاجون شغل بسرعة."