بعد عام مليء بالمفاجآت، استطاعت معظم بلدان القارة الأوروبية الخروج من مرحلة الركود الاقتصادي الأعمق منذ الحرب العالمية الثانية و التي سببت انحدارا حادا بالأسواق المالية و على رأسها أسواق الأسهم التي تراجعت مع انخفاض مستويات الثقة بعد انهيار أداء جميع القطاعات الاقتصادية نتيجة لتعمق الآثار السلبية للأزمة الائتمانية.
بدأت ملامح التحسن تظهر على الاقتصاديات الأوروبية منذ شهر آذار حيث ارتفع المؤشر بنسبة 60%، بعد ما قدمته الحكومات و البنك المركزية من خطط تحفيز لاقتصادياتها لكي تستطيع تجاوز المنحة بعد أن تعمق الركود الاقتصادي ليسجل أدنى مستويات منذ الكساد العظيم.
أن خطط التحفيز المقدرة 12 تريليون دولار أمريكي التي قدمتها الحكومات حول العالم لإنعاش أسواق الائتمان و دعم مستويات النمو، بالإضافة لتخفيضات أسعار الفائدة في الولايات المتحدة و أوروبا دعمت مستويات الثقة و التفاؤل لدى المستثمرين بقرب التعافي من الأزمة و هذا ما كان له اثر واضح على أسواق الأسهم.
كان للبيانات الاقتصادية أثر ايجابي واضح على أسواق الأسهم، حيث نما الناتج المحلي الإجمالي بمنطقة اليورو خلال الربع الثالث ليسجل 0.4% و نما الناتج المحلي الإجمالي الفرنسي بنسبة 0.3%،أما عن الاقتصاد الأوروبي العملاق فقد نما بنسبة 0.7%، أضاف لذلك نمو أداء قطاع الصناعة و الخدمات بشكل فاق توقعات الأسواق المالية و تحسن مستويات الثقة لأعلى المستويات، وغيرها من البيانات الاقتصادية التي دعمت الأسهم للارتفاع.
أغلق مؤشر DJ EURO 600 تداولات هذا العام مرتفعا بنسبة 21.19% ليسجل مستويات 2966.24 الأعلى منذ أيلول عام 2008، مقارنة بالانخفاض الحاد الذي شهدته مؤشرات الأسهم الأوروبية خلال عام 2008، و بهذا يكون المؤشر سجل أكبر نسبة ارتفاع سنوية منذ عام 1999 عند 28% و هذا بدور يزيد التأكيدات بقرب انتهاء الأزمة المالية الراهنة.
و من الجدير بالذكر إغلاق مؤشر الأسهم السويسري تداولات هذا العام مرتفعا بنسبة 18.27 % عند مستويات 6545.91 نقطة، و أغلق مؤشر الداوجونز 50 تداولات 2009 عند مستويات 2578.92 مرتفعا بنسبة 23.75%، و أغلق مؤشر DAX الألماني تداولات هذا العام عند مستويات 5957.43 مرتفعا بنسبة 23.85%، ومن الجدير بالذكر بأن مؤشر كاك الفرنسي و مؤشر FTSE البريطاني ستنهي تداولات هذا العام بتمام الساعة 08:00 صباحا بتوقيت EST.