من جون ايريش وليلى عبود
باريس (رويترز) - قدمت إسرائيل احتجاجا إلى فرنسا يوم الخميس بعد أن قال رئيس شركة الاتصالات الفرنسية العملاقة أورانج التي تملك الدولة حصة فيها إن شركته تنوي إنهاء اتفاق لترخيص علامتها التجارية مع شركة إسرائيلية وهو ما أثار اتهامات بالخضوع لحركة مقاطعة مؤيدة للفلسطينيين.
وقالت الشركة الفرنسية في باريس في معرض تعليقها على تصريحات أدلى بها رئيسها التنفيذي ستيفان ريتشارد يوم الأربعاء في القاهرة إن فسخ الاتفاق مع شركة بارتنر كوميونيكشنز الإسرائيلية هو قرار تجاري وليس سياسي.
ونقلت تقارير إعلامية عن ريتشارد قوله في مؤتمر صحفي بالعاصمة المصرية إنه يريد سحب علامة أورانج التجارية من إسرائيل "صباح الغد" لكن التحرك بسرعة أكبر من اللازم يعرض شركته لمخاطر قانونية وعقوبات مالية محتملة.
ونقل عن ريتشارد قوله "أعلم أنها مسألة حساسة هنا في مصر ولكن ليس في مصر وحدها ... نريد أن نكون أحد الشركاء الذين يحظون بثقة جميع الدول العربية."
وأثارت تصريحات ريتشارد قلقا في إسرائيل التي تخشى العزلة الدبلوماسية والاقتصادية بسبب جمود المحادثات المتعلقة بإقامة دولة فلسطينية في أراض احتلتها عام 1967 وبناء المستوطنات في تلك المناطق.
وقالت إسرائيل إن سفارتها في باريس شكت إلى الحكومة الفرنسية ووسائل الإعلام من "خطورة" تصريحات ريتشارد وإنها تتوقع تقديم "إيضاحات فورية".
وتملك الحكومة الفرنسية حصة نسبتها 25 بالمئة في أورانج.
وقالت الشركة الفرنسية في بيان في باريس بعد يوم من تصريحات ريتشارد إنه تمشيا مع سياستها المتعلقة بالتراخيص فإنها لا تريد الإبقاء على وجود علامتها التجارية في دول لا تجري فيها عمليات.
وقال البيان "في هذا الإطار ومع الاحترام التام للاتفاقات القائمة تود أورانج إنهاء هذا الترخيص لعلامتها التجارية."
وعبرت نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي تسيبي حوتوفلي في رسالة بعثت إلى وسائل الإعلام عن قلقها البالغ من "احتمال سحب علامة أورانج التجارية من إسرائيل مستقبلا".
وحثت حوتوفلي الرئيس التنفيذي لأورانج على الإحجام عن "المشاركة في صناعة الأكاذيب التي تستهدف إسرائيل بغير وجه حق."
وأحجمت وزارة الخارجية الفرنسية عن التعقيب وخصوصا على تصريحات ريتشارد.
غير أن الوزارة أكدت أن فرنسا تعارض أي مقاطعة لإسرائيل ولكنها تعتبر المستوطنات التي أقامتها على الأراضي المحتلة غير قانونية. وتعمل بارتنر وغيرها من شركات الهاتف المحمول الإسرائيلية في تلك الأراضي.
وسارعت بارتنر إلى إصدار بيان للحيلولة دون إثارة ردود فعل غاضبة في إسرائيل من قرار أورانج قائلة إن "الصلة الوحيدة التي تربط بيننا وبين فرانس تليكوم (أورانج) هي العلامة التجارية" التي تستخدمها الشركة منذ عام 1998.
وسرعان ما لجأ المسؤولون الإسرائيليون إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتأكيد على أن أورانج لا تملك أي حصة في بارتنر المملوكة لمجموعة سابان كابيتال.
وقام بعض موظفي بارتنر بوضع علم إسرائيلي على شعار أورانج الموجود على واجهة مقر الشركة.