قالت مجلة الإيكونوميست البريطانية أنه بعد 50 سنة من التراجع عاد معدّل الخصوبة في مصر للارتفاع مجددا، ليصل الى 3.5 ولادة لكل امرأة.
وأضافت أن هذا المعدل أقل من العراق واليمن حيث ترتفع هناك معدّلا الخصوبة لتصل إلى أكثر من 4 ولادات، لكنه يفوق المملكة العربية السعودية وإيران.
وصرّح أحد الباحثين في القاهرة أن هذا الإرتفاع من شأنه أن يكون ” كارثة “، فبحلول عام 2050 تتوقع الأمم المتحدة أن يرتفع عدد السكان إلى 140 مليون شخص، يعيشون على 5%، قرب النيل وساحل البحر الأبيض المتوسط، والباقي صحراء خاوية, الأمر الذي سيكون له تداعياته، فعندما وصل تعداد السكان الى 55 مليون صنفت البلاد على أنها ” فقيرة المياه “، حيث يبلغ نصيب كل فرد على أقل من 1000 متر مكعب في السنة، وفقا لعاطف الشيتاني، رئيس تنظيم الأسرة في وزارة الصحة.
وأكدّ جايمي نادال رويج، الذي يرأس فرع مصر لصندوق السكان التابع للأمم المتحدة على أن تلبية مطالب السكان تتطلب النمو الاقتصادي المستدام , وسياسات إعادة توزيع عادلة.
وقاد حسني مبارك الذي حكم مصر لمدة 30 عاما منذ عام 1981، حملة لخفض معدل الخصوبة إلى 2.1 وهو المستوى الذي يفيد باستقرار تعداد السكان تقريبا. و بحلول عام 2005 انخفض المعدل إلى النصف تقريبا ، ولكن بعد ذلك انطلق مرة أخرى بفضل انجراف السياسة السكانية نحو الفوضى فى الفترة التى تلت ثورة 25 يناير، إلا أنه مع تكوين أول وزارة للسكان وعلى رأسها هالة يوسف، تسعى الحكومة إلى تقليل نسبة المواليد إلى 2.4 مولود لكل أسرة بحلول العام 2030.
وصرّحت الحكومة أنها سوف تعمل على تحسين خدمات تنظيم الأسرة، وتشجع الفتيات على البقاء في المدرسة لفترة أطول، وستمنح الأسر الفقيرة تحويلات نقدية حتى لا يعتمدوا على أطفالهم في الدخل.
وانخفض استخدام وسائل منع الحمل بشكل طفيف خلال الفترة التي ارتفعت فيها معدلات الخصوبة، ولكن ليس بسبب الجهل حيث تظهر استطلاعات الرأي أن 99٪ من النساء المصريات على دراية بوسائل منع الحمل, ولكن المصريون يريدون فقط تكوين الأسر الكبيرة.
وقالت داليا عبد الحميد, لدى المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، وهي منظمة غير حكومية في القاهرة. إن الفقراء في المناطق الريفية لا يزال لديهم معظم الأطفال، على الرغم من تقبّلهم فى الماضى خفض الأعدد، وقادوا عملية التراجع . وعلى النقيض تتمسك الطبقة الوسطى الحضرية دائما بنموذج الاطفال الثلاثة.
وفي إيران انخفض معدّل الخصوبة من 6.5 في 1980 إلى 1.9 فى الوقت الراهن ، بسبب ارتفاع مستويات الدخل والدفعة الكبيرة من الحكومة لتحديد النسل. ولكنها تكافح حاليا من أجل إقناع النساء لإنجاب المزيد من الأطفال.