💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

بروفيسور أمريكي يكتب لبلومبرج: لماذا تتملق “الولايات المتحدة” “مصر” ؟

تم النشر 03/08/2015, 13:09
© Reuters.  بروفيسور أمريكي يكتب لبلومبرج: لماذا تتملق “الولايات المتحدة” “مصر” ؟

كتب نوح فيلدمان البروفيسور الامريكي في جامعة هارفرد العريقة مقالا لوكالة الانباء بلومبيرج يناقش فيه زيارة وزير الخارجية الامريكي جون كيري للقاهرة.

حمل المقال عنوان، لماذا وصل التملق الامريكي الي مصر حيث قال إن كيري سافر إلى مصر لتجديد “الحوار الاستراتيجي” بين البلدين الذي انقطع منذ عام 2009 مشيرا الي أن تجديد هذا الحوار خطأ بالنسبة لمصالح الأمن القومي الأمريكي على المدى الطويل.

وحرص الكاتب في بداية عرضه لوجهة نظره على التاكيد أنها ليس لها علاقة بسجل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى السيئ والآخذ في التدهور في مجال حقوق الإنسان وتلفيق ادانات لقادة جماعة الإخوان المسلمين وأعضائها موضحا أن الخطأ الذى يقصده لا يشير الي الرسالة المأساوية بأن الدعم الأمريكي قصير الأجل من أجل الديمقراطية المصرية مات تماما.
الثورة في مصر

واستطرد فيلدمان قائلا:” ما يثير القلق حقا من تملق الولايات المتحدة للسيسي هو أنه يسلب أي نفوذ قد يكون للطرف الأمريكي في مصر لتحقيق أهداف الأمن الإقليمي، مثل إنشاء ائتلاف سني مستقر لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية”. وأضاف، لماذا يجب أن يفعل السيسي أي شيء تطلبه الولايات المتحدة إذا كانت الولايات المتحدة نفسها مشغولة بادعاء أن العلاقات الثنائية قوية.

وأشار المحلل الامريكي الي المصالح الاستراتيجية العميقة كبداية لتحليل المشهد فبالنسبة لمصر فإن لديها أهدافا واضحة من العلاقة مع الولايات المتحدة مثل المساعدات العسكرية، التي تم تجديدها هذا العام من بين أنياب قانون حظر المساعدات العسكرية الامريكية للبلدان التي تقع في براثن انقلاب عسكري مضيفا أن الجيش المصري الذي بزغ السيسي منه ، ليس فقط أقوى مؤسسة في المجتمع المصري وإنما هو المؤسسة القوية الوحيدة الباقية، بعد هزيمته لجماعة الإخوان المسلمين. وقد تعززت تسهيلات وامتيازات الجيش الخاصة بمليار دولار اضافية من في المعونات العسكرية السنوية الامريكية.

ويقول فيلدمان: “وبخلاف وصول المساعدات لا تريد مصر أن تطلب الولايات المتحدة منها شيئا فقد استمر السلام البارد بين مصر وإسرائيل منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد، عندما كان عمري 8 سنوات ومقابل تجنب القتال ضد اسرائيل لا يوجد اي ضغوط أمريكية أو إغراء لمصر”.

وتابع:” في الواقع فإن السيسي ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لديهما عدو مشترك هو جماعة الإخوان المسلمين وجزء منها حركة حماس” والأمل الأساسي للسيسي هو أن الولايات المتحدة سوف تتوقف عن اعطائه وقتا عصيبا حول أساليبه المستخدمة في قمع الإخوان. فكلما قل الحديث عن حقوق الإنسان كان ذلك هو الأفضل”.

وأكد فيلدمان في مقاله أن ما تريد الولايات المتحدة من مصر من الصعب بعض الشيء الهروب منه بمعنى أكثر وضوحا يعتبر استعادة قدر من الاستقرار في الشرق الأوسط فورا في مصلحة الأمن القومي الامريكي مشيرا إلى أن فترة رئاسة جورج دبليو بوش كانت مخصصة للاخلال الاستقرار الذى كان بمثابة المصلحة الإقليمية الأمريكية التقليدية منذ الحرب الباردة. وترغب الآن الولايات المتحدة بشدة في إعادة العفريت الذى اطلقته إلى القنينة.

كيف يمكن لمصر المساهمة في تحقيق هذا الهدف؟ أبسط طريقة، بطبيعة الحال هي تحقيق الاستقرار للنظام نفسه فيما يراهن السيسي على أن الاعتقالات والمحاكمات الصورية وتنفيذ بعض الإعدامات ستحقق هذا الهدف بيد أن هناك سبب للشك في ذلك صحيحا، ولكن في الوقت الراهن نفترض أنه يعلم كيف يدير أعماله (القمعية) . ولكن بيت القصيد هنا أنه لا ينبغي أن تقدم الولايات المتحدة أي تنازلات للسيسي من أجل تشجيعه على جعل مصر مستقرة – لأن الاستقرار هو بالفعل في قلب اهتماماته.

ويري استاذ الجامعة الامريكي أنه من المحتمل أن تاخذ مصر دورا قياديا في المساعدة على تحقيق الاستقرار في جارتها ليبيا، حيث يقدم فراغ السلطة فرصة جذابة للدولة الإسلامية لكن السيسي في هذا الوقت يريد توجيه واضح لادارة المستنقع الليبي، لأنه لا هو ولا أي شخص آخر لديه استعياب واضح لكيفية فرض اللنظام هناك.

وأضاف أنه إذا كانت الولايات المتحدة تريد من مصر أن تتخذ موقفا قد يصل الي إرسال قوات حفظ سلام الي ليبيا فإنها بحاجة للنفوذ للقيام بذلك ورغم ذلك وبعد أن أظهرت الولايات المتحدة أنها تريد تمويل السيسي الآن ، وأنها حريصة على إقامة علاقات أوثق معه فإنها تفقد هذا النفوذ الذى كانت سوف تستخدمه للضغط على مصر بشأن ليبيا.

أبعد من ذلك، فإن الولايات المتحدة لديها مصلحة ملحة لامنها القومي في هزيمة الدولة الإسلامية وسوف يتطلب الامر وجود قوات برية عربية سنية – والسؤال هو من الذي سيقدم لها هذه القوات؟ فالسعوديون لن يرسلوا ابدا قوات من جيشهم لمحاربة الدولة الإسلامية لكنهم قد يدفعوا فاتورة التكلفة إذا أصبحوا مقتنعين بأن جماعة سنية متشددة تشكل تهديدا لشرعيتهم الإسلامية وفي هذه الحالة ستحتاج الرياض إلى جنود من أماكن أخرى للمحاربة نيابة عنها – وهذه القوات من المتصور ان تكون مصرية ولقد شهدت القمة العربية الأخيرة بالقاهرة بالفعل مناقشة تشكيل قوة عسكرية سنية مشتركة.

وبحسب فيلدمان فإنه من المتوقع أن تشارك مصر في القتال ضد الدولة الإسلامية فقط إذا كان لديها دافع خارجي قوي للقيام بذلك والمال في هذه الحالة لن يكون كافيا وقد يكون الدافع الحصول على تقدير الولايات المتحدة ودعمها وإلا فإن هذه المشاركة لن تحدث وخلافا لذلك، فلن يكون واضحا ما الذي سيجنيه السيسي من المخاطرة بالتعرض لانتقام الدولة الإسلامية من مصر.

ولكي نكون منصفين، يمكن أن تقول إدارة باراك أوباما أن التقرب للسيسي سيخلق الثقة المتبادلة ويشجع على التعاون في المستقبل ولكن لا تصدق هذا، فالسيسي يعرف جيدا أن إدارة أوباما كانت ستعمل مع اي حكومة ناجحة من الإخوان المسلمين وأن الأمريكيين مستاءون من انتهاكاته شديدة الوطأة لحقوق الإنسان.

وعلى حد وصف المحلل الامريكي فإن السيسي ليس الرجل الذى ينظر إلى الصداقات العاطفية أو الولاءات حيث جاء الى السلطة كقائد للجيش بعد أن تخلصت جماعة الإخوان المسلمين من سلفه وقد أظهر بالفعل أثناء صعوده أنه يحترم النفوذ وليس الولاء، وعلى الولايات المتحدة أن تكون بخيلة في تقديم الشرعية له على كل حال.

واختتم فيلدمان مقاله قائلا:”بعد فشل المثالية الليبرالية، ليس هناك خلاف على أن الولايات المتحدة ستواصل الآن سياسة واقعية في الشرق الأوسط وهذا النوع من الواقعية يتطلب حوافز ملموسة، وليس بناء العلاقات.

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.