تأرجحت الأسهم الأمريكية بالتزامن مع ضرب جرس بداية جلسة التداولات الأمريكية، حيث ما زال الشك يسيطر على نفوس المستثمرين حول اتفاق زعماء الاتحاد الأوروبي على مساعدة اليونان في أزمتها الحالية والمتعلقة لاديون اليونانية، حيث رأى المستثمرون خطة إنقاذ اليونان بأنها غامضة وتفتقر إلى التفاصيل الكافية حول كيفية مساعدة الاتحاد الأوروبي لليونان في العجز الضخم التي تواجهه في موازنتها.
ولذلك سيطرت مشاعر من الشك والتشاؤم على مشاعر المستثمرين على الرغم من صدور مؤشر طلبات الإعانة الأمريكي عن قطاع العمالة والذي يعد مفتاح الحل في الاقتصاد الأمريكي والذي أظهر انخفاض وتيرة تقديم تلك الطلبات بأفضل من التوقعات، لينتاب المستثمرون مشاعراً مختلطة حول أداء قطاع العمالة، نظراً لارتفاع المؤشر في آخر قراءاته وبأسوأ من التوقعات.
ولا بد لنا من الإشارة عزيزي القارئ إلى أن الأسهم ارتفعت حول العالم في وقت سابق من الأسبوع الحالي، حيث توقع المستثمرون أن حزمة انقاذ اليونان سوف يكون لها عميق الأثر على الأسواق، ولكن ما شاهدناه مع بداية جلسة تداولات اليوم كان العكس تماماً، نظراً لافتقار الخطة المقدمة من الاتحاد الأوروبي للتفاصيل، حيث تعهد الاتحاد الأوروبي سابقاً بمساعدة اليونان في أزمتها الحالية، علماً بأن اليونان، اسبانيا، إلى جانب البرتغال مطالبين بخفض ديونهم وفقاً لقوانين الاتحاد الأوروبي والتي تبلغ 3.0% من الناتج المحلي الإجمالي.
وكان بن برنانكي رئيس البنك الفدرالي الأمريكي قد أشار إلى الأدوات التي من الممكن استخدامها في سحب اليولة المالية من الأسواق، والتي قوبلت بمشاعر مختلطة من قبل المستثمرين، ولكن المشاعر المسيطرة كانت مشاعر التشاؤم لتهبط أسعار الأسهم في جلسة تداولات الأمس وتواصل هبوطها مع افتتاح جلسة تداولات اليوم، مما أدى إلى وصول مؤشر الداول جونز الصناعي إلى مستويات 10,000 نقطة مرة أخرى، حيث من الممكن أن يهبط المؤشر إلى ما دون ذلك بحلول جرس الإغلاق.
وقد صرح برنانكي بأن أولى الأدوات التي من الممكن أن يتم تنفيذها هي تشديد شروط الائتمان، مما قد يتضمن رفع أسعار الفائدة المدفوعة على الأموال المودعة لدى البنك الفدرالي الأمريكي من قبل البنوك الأخرى، إلى جانب عكس اتفاقيات الشراء مما يؤدي إلى استنزاف السيولة المالية من النظام المصرفي، وقد أوضح برنانكي بأن التسلسل واحد لا ثاني له، والذي يقضي بسحب الأموال أولاً وبتوقيت محدد ومن ثم سحب الخطة والتي من المفترض أن تستنزف المزيد من الأرصدة الاحتياطية مما يوفر سيطرة أشد من خلال الفوائد قصيرة الأجل.
أما المستثمرون فقد أداروا ظهورهم للأسهم والأصول ذات العوائد المرتفعة لينصب جام اهتمامهم على الدولار الأمريكي ولاذي يواصل ارتفاعه لليوم الثاني على التوالي مقابل العملات الرئيسية وبالتالي فقد ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي والذي يقيس أداء الدولار مقابل ست عملات رئيسية بما فيها اليورو والين الياباني والجنيه الإسترليني بشكل كبير خلال جلسة تداولات اليوم حيث افتتح تداولاته عند 79.749 محققاً أعلى مستوياته حتى الآن عند 80.352 وأدناها عند 79.709 ليصل إلى مستويات 80.237 .
أما العلاقة العكسية التي يرتبط الدولار الأمريكي مع السلع الأساسية فلم تؤثر على أسعار السلع الأساسية، حيث يرى المستثمرون بأن الأصول ذات العوائد المنخفضة إلى جانب الذهب هما آخر الاستثمارات الآمنة، ولكن أسعار النفط انخفضت، مع الاشارة إلى أن الذهب يتداول حالياً عند مستويات 1079.85 دولار أمريكي للأونصة أما النفط الخام فيتداول حالياً عند مستويات 73.82 دولار أمريكي للبرميل.
وقد كانت أكثر القطاعات من حيث إضافة للنقاط لمؤشر الداو جونز الصناعي هي قطاعات الصناعة، القطاع المالي، إلى جانب قطاع السلع الاستهلاكية، في حين كانت قطاعات المنافع والخدمات، الرعاية الصحية، وقطاع الاتصالات هي القطاعات الأكثر حذفاً للنقاط لمؤشر S&P 500 ، بينما كانت قطاعات الاتصالات، السلع الاستهلاكية، والقطاع الصناعي هي الأكثر حذفاً للنقاط من مؤشر الناسداك المجمع.
مؤشر الداو جونز الصناعي وصل إلى مستويات 10044.88 نقطة بارتفاع بلغ 6.50 نقطة أي 0.06% في تمام الساعة 10.29 بتوقيت نيويورك، في حين وصل مؤشر S&P 500 إلى مستويات 1067.81 في نفس الوقت بانخفاض بلغ 0.32 نقطة أي 0.03% ، وأخيراً انخفض مؤشر الناسداك المجمع 0.22 نقطة أي 0.10% ليصل إلى مستويات 2147.65 نقطة.