انخفضت الأسهم الأمريكية بالتزامن مع افتتاح جلسة تداولات اليوم، لتلحق بنظيراتها حول العالم، عقب انتشار المخاوف في أوساط المستثمرين بسبب قيام البنك الفدرالي الأمريكي بعد إغلاق السوق يوم أمس برفع سعر فائدة الخصم والذي يتقاضاه الفدرالي الأمريكي من البنوك عن القروض الطارئة بربع نقطة ليصل إلى 0.75% مما أثار حفيظة المستثمرين وقلقهم حول قيام الفدرالي الأمريكي بتشديد سياساته النقدية بأقرب من المتوقع.
وتأتي هذه الخطوة بحسب الفدرالي الأمريكي بهدف سحب السيولة المالية من الأسواق عقب التحسن الأخير الذي شهده الاقتصاد الأمريكي، ليؤكد الفدرالي الأمريكي مرة أخرى على أنه لن يقوم برفع معدلات الفائدة الرئيسية لفترة قادمة من الوقت، وفي نفس الوقت فقد أشار البنك الفدرالي الأمريكي إلى أن قراره هذا لا يعد من قبيل تشديد سياياته النقدية أو التأثير على سعر الفائدة التي تخضع لها القروض السكنية أو قروض الشركات.
وقد جاء تأثير الخطوة التي قام بها البنك الفدرالي الأمريكي وبشكل ملحوظ على الدولار الأمريكي ليرتفع مقابل العملات الرئيسية، على الرغم من ارتفاع السلع الأساسية إلى جانب ارتفاع الذهب ليصل إلى 1113.80 دولار أمريكي للأونصة، في حين وصل سعر النفط إلى 79.00 دولار أمريكي للبرميل، حيث يتم تداول الذهب والفضة ضمن مستويات تفوق مستويات الافتتاح لهذا اليوم.
وعلى صعيد آخر فقد انخفضت أسهم القطاع المالي بسبب قرار رفع فائدة الخصم، جيث شهدنا هبوط أسهم كل من Citigroup Inc و Bank of America Corp ، في حين انخفض سهم شركة Dell بنسبة 6.2% حيث أتت أرباح الشركة والمعلن عنها اليوم بأدنى من توقعات السوق. بينما أعلنت Nestle عن أرباحها السنوية والتي وصلت إلى 10.4 مليار فرنك سويسري أي ما يعادل 9.55 مليار دولار أمريكي، وبأدنى من أرقام العام الماضي والتي بلغت 18.0 مليار فرنك سويسري، حيث استطاعت الشركة تحقيق أرباح قوية بسبب بيع أقسام معينة من الشركة وشراء حصة في شركة Alcon Inc .
ومن جهة أخرى فمن المتوقع أن بقوم مجلس الشيوخ الأمريكي بالتصويت في الأسبوع المقبل على مشروع الخطة المالية والتي تهدف إلى تشديد السياسة المالية الأمريكية، وقال رئيس اللجنة المصرفية في مجلس الشيوخ كريستوفر دود للصحفيين "بأن أعضاء مجلس الشيوخ يعكفون على مناقشة التشريع الجديد".
أما التضخم في الولايات المتحدة الامريكي فلا يزال يقبع بشكل واضح تحت السيطرة بالرغم من التحسن الاقتصادي في الولايات المتحدة الامريكية بالاضافة الى ارتفاع اسعار الوقود، عقب ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة الأمريكية عن كانون الثاني ليصل إلى 0.2% مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 0.1% و بأدنى من التوقعات التي بلغت 0.3% ، مما يؤكد على صحة كلام البنك الفدرالي الأمريكي بأن الضغوط التضخمية لا تشكل أي تهديد في الوقت الحالي.
وقد كانت أكثر القطاعات من حيث حذف النقاط لمؤشر الداو جونز الصناعي هي قطاعات التكنولوجيا، الاتصالات، والقطاع المالي، في حين انخفض مؤشر ال S&P 500 وكانت قطاعات التكنولوجيا، النفط والغاز، والرعاية الصحية هي القطاعات الأكثر حذفاً للنقاط لمؤشر S&P 500 ، أما مؤشر الناسداك المجمع فقد كانت أكثر الأسهم حذفاً للنقاط من المؤشر هي أسهم قطاعات النفط والغاز، الخامات الأساسية، وأسهم قطاع الاتصالات.
وقد حقق مؤشر الداو جونز الصناعي انخفاضاً بواقع 17.68 نقطة أي ما نسبته 0.17% ليصل إلى 10375.22 نقطة، أما مؤشر ال S&P 500 فقد هبط 2.02 نقطة أي بنسبة 0.18% ليصل إلى 1104.73 نقطة، في حين انخفض مؤشر الناسداك المجمع بواقع 5.78 نقطة أي 0.26% ليصل إلى 2235.93 نقطة. (البيانات مسجلة في تمام الساعة 10:31 بتوقيت نيويورك).