توقعت كل من شركتى “هيونداى موتور” و”كيا موتورز” التابعة لها أن يواجها عاماً صعباً فى عام 2016 بعد أن أخفقتا فى تحقيق المبيعات المستهدفة خلال العام الماضى للمرة الأولى منذ الأزمة المالية العالمية 2008.
وعانت شركتا صناعة السيارات الكورية الجنوبية – اللتان تحتلان معاً المرتبة الخامسة كأكبر مجموعة لصناعة السيارات فى العالم من حيث المبيعات – فى السنوات الأخيرة بسبب أسعار الصرف غير المواتية وتباطؤ الطلب فى الأسواق الناشئة، ويمثل ذلك تحولاً حاداً فى حظوظ الشركتين، اللتين بذلتا جهوداً لمواكبة الطلب المتزايد، حيث كانتا الأسرع نمواً فى عالم صناعة السيارات فى أعقاب الأزمة المالية العالمية.
وقالت صحيفة “فاينانشيال تايمز” إن شركتى “هيونداى” و”كيا” توقعتا أن ترتفع مبيعاتهما العالمية بنسبة 1.5% لتصل إلى 8.13 مليون وحدة العام الجارى، بعدما جاءت مبيعات عام 2015 والبالغة 8.01 مليون وحدة دون مستوى المبيعات المستهدفة والمقدرة بـ 8.2 مليون مركبة، وقالت “هيونداى” إن معدل النمو فى 2016 سيكون الأبطأ منذ عام 2004.
وارتفعت مبيعات سيارات هيونداى حوالى 30% بين عامى 2009 و2011، متجاوزة بذلك معدل نمو القطاع فى ذلك الوقت عند 21%، وفقاً لشركة “دايوا للأوراق المالية”.
وقال تشونج مونج كو، رئيس شركة هيونداى، فى خطابه بمناسبة العام الجديد للموظفين أمس الاثنين: “يشير التباطؤ فى الاقتصاد الصينى، وانخفاض أسعار الوقود وحالة عدم اليقين فى الأسواق الناشئة بسبب ارتفاع أسعار الفائدة فى الولايات المتحدة إلى أن النمو سيستمر فى التباطؤ”.
وأضافت الصحيفة أن مبيعات “هيونداى” فى الصين انخفضت العام الماضى، رغم أنه من المتوقع العام الجارى أن تشهد انتعاشاً متواضعاً بعدما قلصت بكين ضريبة الاستهلاك على السيارات الصغيرة إلى النصف فى اكتوبر الماضى.
ويعد انتعاش الطلب الصينى أمرا حاسما لشركات صناعة السيارات الكورية الجنوبية التى تتجه لتوسيع طاقتها الإنتاجية فى أكبر سوق للسيارات فى العالم، وتملك هيونداى مصنعا جديدا فى الصين، وسيبدأ إنتاجه فى الربع الرابع من العام الجارى، وتقوم أيضاً ببناء مصنع خامس فى مدينة تشونج تشينج الصينية، وسيعزز هذان المصنعان معاً انتاج شركة هيونداى فى الصين بنسبة 57% بحلول عام 2018.
أدى ضعف العملات فى الأسواق الناشئة مثل البرازيل وروسيا، وهى أسواق رئيسية لـ”هيونداى”، إلى تآكل الأرباح بشركات صناعة السيارات الكورية الجنوبية، بينما سيفيد ضعف الين مقابل الوون الكورى المنافسين اليابانيين فى الولايات المتحدة.
وتخطط “كيا” لبدء إنتاج سيارات فورد المدمجة لتصديرها إلى الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية فى مايو المقبل، وتعهدت شركات صناعة السيارات الكورية الجنوبية بمضاعفة الإنفاق على البحث والتطوير لمواجهة تراجع الطلب فى الأسواق الناشئة ولكسب موطئ قدم فى سوق السيارات الفاخرة.
ومع ذلك، ما زال لدى المحللين شكوك حول طموحات شركات صناعة السيارات، ويقول المحلل تشونج سونج-يوب فى “دايوا للأوراق المالية”: “ليس هناك زخم قوى لشركات صناعة السيارات الكورية العام الجارى، وربما ينتعش السوق الصينى بفضل خفض الضرائب، ولكن من غير المرجح أن يكون انتعاشاً قوياً.
وأضاف أنه يتوقع أن تبذل هيونداى جهوداً من أجل توسيع حصتها فى سوق السيارات الفاخرة نظرا لعدم وجود نماذج لها ومنافذ بيع مستقلة.
يحيى الشعراوى