من سيف حميد
بغداد (رويترز) - أطلقت الأمم المتحدة يوم الأحد نداء لتوفير 861 مليون دولار لمساعدة العراق في سد عجز في تمويل تدابير التصدي لأزمة إنسانية نجمت عن قتال تنظيم الدولة الإسلامية.
وكان العراق -الذي تراجعت إيراداته بسبب تدني أسعار النفط العالمية- قال في وقت سابق إنه سيتمكن من توفير أقل من نصف مبلغ 1.56 مليار دولار وهي تكاليف خطة لمساعدة نحو عشرة ملايين شخص.
وقال جاسم محمد الجاف وزير الهجرة والمهجرين العراقي في بيان إنه مع تزايد الاحتياجات لن تكفي المخصصات المحددة في الميزانية الاتحادية مضيفا أن العراق يتوقع أن تسهم خطة الأمم المتحدة في تدبير جزء من التمويل اللازم لسد العجز في الاحتياجات الإنسانية.
وقالت ليز جراند منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إنها تتوقع أن "تتسع" الأزمة في العراق "وتزداد سوءا" خلال الشهور المقبلة.
وتتوقع الأمم المتحدة فرار أعداد كبيرة من المدنيين من الموصل عندما تشن القوات العراقية هجوما لاستعادة المدينة الشمالية من تنظيم الدولة الإسلامية وهو ما تعهدت السلطات أن تفعله هذا العام.
وقالت جراند لرويترز بعد أن أطلقت النداء في بغداد "عدد الناس المحتاجين للمساعدة في تزايد وحجم الموارد في تناقص ولهذا هناك عجز كبير بحق. ما نحاول أن نقوم به بوضوح هو تحديد الأولويات."
وقالت الأمم المتحدة إنه من بين عشرة ملايين عراقي يحتاجون لمساعدة عاجلة هناك أكثر من 3.3 مليون شخص نزحوا جراء الصراع مع تنظيم الدولة الإسلامية منذ عام 2014 وربع مليون شخص من سوريا المجاورة الذين فروا من بلادهم جراء الحرب الأهلية المندلعة منذ خمسة أعوام. والأطفال يمثلون نصف النازحين.
وقال تقرير حكومي إن الحكومة العراقية خصصت نحو 850 مليون دولار العام الماضي لجهود إيواء مثل هذه العائلات ومساعدتهم على العودة إلى المناطق التي تمت استعادتها لكنها في نهاية الأمر مولت أقل من 60 بالمئة من هذه الجهود.
وتنص خطة الأمم المتحدة على أنها تطلب فقط جزءا من مبلغ 4.5 مليار دولار تعتبره ضروريا لتلبية الاحتياجات الإنسانية في اعتراف بالقيود الأمنية والتمويلية على عملياتها.
وقالت الخطة "المبلغ المطلوب لا يتناسب مع إجمالي الاحتياجات الإنسانية في العراق... (ولكنه) يعكس بدقة الحد الأدني اللازم لمساعدة العراقيين على النجاة من الأزمة."
واستولى تنظيم الدولة الإسلامية على نحو ثلث أراضي العراق في الشمال والغرب عام 2014 لكن القوات العراقية ومقاتلين شيعة مدعومين من إيران ومقاتلي البشمركة الكردية تمكنوا بدعم من غارات جوية يشنها تحالف تقوده الولايات المتحدة من دفعه ببطء للتقهقر.
وأغلب النازحين الذين يقيمون في مخيمات مؤقتة ومبان مهجورة في بغداد والمنطقة الكردية في شمال البلاد وغيرها من المناطق من الأقلية السنية في البلاد.
وقال الجاف إنه يتوقع أن تتمكن 200 ألف عائلة من العودة لديارها هذا العام.