من رانيا الجمل وفلاديمير سولداتكين ودميتري جدانيكوف
موسكو/الدوحة (رويترز) - بالنسبة لوزير النفط الفنزويلي إيولوخيو ديل بينو فإن نظيره السعودي علي النعيمي المسؤول النفطي الأكثر نفوذا في العالم على مدى العقدين الأخيرين لم يعد صوت السلطة السعودية.
ويحاول ديل بينو معرفة إلى من يؤول ذلك الدور الآن.
يقول ديل بينو إنه بعد أن تبددت الآمال يوم الأحد في عقد اتفاق هو الأول من نوعه منذ 15 عاما بين الدول الأعضاء وغير الأعضاء في منظمة أوبك بسبب مطالبات سعودية في اللحظة الأخيرة فقد طالب الوزراء المجتمعون في قطر النعيمي بالتدخل لانقاذ الاتفاق.
وقال ديل بينو للصحفيين في موسكو يوم الاثنين "للأسف لم يكن لدى ممثلي السعودية في الاجتماع أي سلطة على الإطلاق" وذلك بعد يوم من فشل الاتفاق على تثبيت الانتاج الذي كان متوقعا على نطاق واسع نتيجة لمطالبة السعودية بمشاركة غريمتها الإقليمية إيران.
وأضاف "حتى النعيمي لم تكن لديه السلطة لتغيير أي شيء. السعوديون قالوا ‘لدينا أوراق جديدة وإما أن توافقوا عليها أو لن نتفق’.. كان قرارا سياسيا تماما... عمان والعراق والجميع كانوا محبطين حتى أن أحد الوزراء قال لي إنه كان أسوأ اجتماع على الاطلاق."
وشهدت فنزويلا عضو أوبك وأحد أكبر المتضررين من انهيار أسعار النفط علاقات متوترة لعقود مع الرياض المحرك الحقيقي للمنظمة.
لكن مبعث استياء ديل بينو يتردد أيضا داخل وخارج أوبك منذ أصبح ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان هو المسؤول الأول عن قطاع النفط في المملكة العام الماضي.
ويرى بعض مراقبي أوبك والسعودية أن الأمير محمد الذي يبلغ من العمر 31 عاما قد أصبح مسؤولا بشكل كامل عن السياسة النفطية في أكبر مصدر للنفط في العالم في الوقت الذي يعتبر فيه مسؤولا أيضا عن الدفاع والإصلاح الاقتصادي.
ويقول المراقبون إن تعدد الأصوات بات مربكا بعد أن كان النعيمي صاحب الخبرة الفنية هو الشخص الوحيد الموثوق به لتوضيح السياسة النفطية السعودية للعالم الخارجي على مدار عقود.
وتضم هذه الأصوات إلى جانب الأمير محمد صاحب الترتيب الثاني على سلم ولاية العرش كلا من الأمير عبد العزيز الأخ غير الشقيق لولي ولي العهد ونائب النعيمي بالإضافة إلى خالد الفالح رئيس شركة النفط الوطنية العملاقة أرامكو السعودية.
يضاف إلى ذلك الحضور المستمر للنعيمي ذاته الذي يبلغ من العمر 81 عاما على الرغم من شائعات بأنه سيسمح له بالتقاعد قريبا.
الدوران إلى الخلف
يقول مراقبو الشأن السعودي إن قراءة سياسيات المملكة لم يكن سهلا قط لكن صعوبة التنبؤ بدأت تزداد بشكل حاد في الأشهر الأخيرة. ولا يلقى ذلك ترحيبا بشكل خاص في ظل العلاقات السيئة بين الرياض وطهران اللتين تخوضان حروبا بالوكالة في سوريا واليمن.
وقالت مصادر خليجية في أوبك إنه رغم اصطفاف حلفاء السعودية الخليجيين خلف النعيمي خلال الاجتماع فإن قراره جاء مفاجئا لهم. فالمملكة عادة ما تتشاور مع الكويت والإمارات العربية المتحدة وقطر.
ويعتقد مصدر على دراية بالمناقشات أن النعيمي ذاته لم يكن على علم بالتغيير الذي طرأ على الخطة السعودية خلال الاجتماع.
وأضاف المصدر "أعتقد أنه كان قرارا في اللحظات الأخيرة وإلا لم يكن النعيمي ليحضر أصلا.. جاء النعيمي إلى الدوحة بنية اتمام الاتفاق لكن عندما وصل جاءته تعليمات بألا يفعل."
وقالت مصادر قريبة من المناقشات إن الأمير عبد العزيز كان يطمئن الجميع حتى يوم السبت على اتمام الاتفاق.
وأضافت المصادر أن المسؤولين القطريين كانوا يقولون للمشاركين إن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد انتزع موافقة الأمير محمد على الاتفاق بغض النظر عن مشاركة إيران من عدمها.
وقالت مصادر روسية إن التغيير في الموقف السعودي كان مفاجأة كبيرة بالنسبة لروسيا التي كانت مهتمة بالانضمام إلى اتفاق تثبيت الانتاج العالمي إذ كان الكرملين يعتقد أنه توصل إلى اتفاق مع كل الأطراف المعنية داخل السعودية.
وكان وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك واثقا بشكل كبير من نجاح اتفاق يوم الأحد إلى حد جعله آخر الواصلين إلى الدوحة.
وقال مصدر قريب من نوفاك حضر اجتماعات الدوحة "في نهاية الأمر لم يكن مهما مع من نتحدث سواء النعيمي أو الأمير محمد. السعوديون كانوا قد بدلوا سياستهم فعلا."
وأضاف "بالطبع سنستمر في الحديث مع السعوديين. لكنه أمر صعب جدا."
(تحرير أحمد إلهامي)