💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

برلمان تونس يناقش قانونا للمصالحة مع رجال أعمال من النظام السابق

تم النشر 26/04/2017, 15:58
© Reuters. برلمان تونس يناقش قانونا للمصالحة مع رجال أعمال من النظام السابق

من طارق عمارة

تونس (رويترز) - بدأ البرلمان التونسي يوم الأربعاء مناقشة مشروع قانون مصالحة اقتصادية مثير للجدل لإعفاء مسؤولين ورجال أعمال من نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي متهمين في قضايا فساد مالي وسط موجة رفض قوي من أحزاب ومنظمات تعهدت بالتظاهر للتصدي للمشروع.

وقالت سناء المرسني النائبة بالبرلمان لرويترز إن لجنة التشريع العام "ستبدأ أخيرا مناقشة قانون المصالحة الاقتصادية المقترح من رئاسة الجمهورية فصلا فصلا في اللجنة بعد تأخير دام عامين."

كان المشروع أحيل في 2015 للبرلمان لكن موجة الرفض الشعبي أجلت مناقشته عدة مرات.

يتيح مشروع القانون لرجال الأعمال رد الأموال المنهوبة بفائدة لا تتجاوز الخمسة بالمئة مع عفو ضريبى بنسبة 30 بالمئة على أن تجري تبرئتهم إذا أعادوا ما نهبوه من أموال إلى خزينة الدولة.

ورغم التوافق السياسي الواسع الذي حظى بإشادة دولية وساهم في انتقال ديمقراطي سلس في تونس مهد انتفاضات الربيع العربي فإن مشروع القانون هذا ما زال يثير الانقسام بين التونسيين الذين يرى بعضهم طي صفحة الماضي في حين يرفض آخرون مسامحة رموز فساد نظام بن علي.

ويقول المسؤولون إنهم يأملون من خلال القانون في إنعاش الاقتصاد بمليارات الدولارات وإعطاء إشارات إيجابية للمستثمرين في الداخل والخارج لضخ أموالهم. وتعاني تونس من عجز مالي كبير في ظل انحسار مواردها وتباطؤ النمو الاقتصادي إلى حوالي 1.1 بالمئة في 2016.

لكن المعارضة ومنظمات كثيرة تقول إن المشروع بمنزلة تطبيع مع الفساد وتشجيع على إعادة إنتاج الانتهاكات.

وتعهدت حملة "مانيش مسامح" (لن أسامح) بالخروج للشوارع حتى إسقاط القانون. ودعت الى احتجاجات يوم السبت المقبل في أول تحرك لها من نوعه. واستبدل مئات من الشبان صورهم على شبكات التواصل الاجتماعي بصور مكتوب عليها "لن يمر".

وقال المحامي شرف الدين قليل عضو الحملة لرويترز "المشروع خطير ويكرس عدم المساواة بين التونسيين وهو مكافأة ورد للجميل من رئيس الجمهورية لمن دعموه من رجال الأعمال خلال الحملة الانتخابية في 2014.

"النظام السابق الذي ثار ضده الشعب يريد أن يستغل وجوده في السلطة لتمرير مشروع تبييض الفساد ومحاباة رجال الأعمال الفاسدين ولكن الفيصل بيننا سيكون الشارع ولن يمروا".

كانت أحزاب معارضة من بينها التيار الديمقراطي والجبهة الشعبية تعهدت باسقاط القانون ووصفته بأنه يتعارض مع مسار العدالة الانتقالية ويهدد التحول الديمقراطي في تونس.

وأظهرت وثيقة مسربة نسبتها مواقع انترنت إلى رئاسة الجمهورية خطة اتصال للترويج لمشروع المصالحة تتضمن لقاءات مع إعلاميين محليين وسياسيين في المعارضة في مسعى للترويج لقانون المصالحة أمام جبهة الرفض وتفادي أي احتجاجات متوقعة.

وقدم سليم العزابي مدير ديوان الرئيس تقريرا أمام البرلمان وقال إن الرئاسة منفتحة على تعديل مشروع القانون.

وطالبت منظمة الشفافية الدولية البرلمان التونسي بعدم المصادقة على مشروع قانون المصالحة الذي اقترحه الرئيس التونسي وحذرت من أن إقراره سيشجع على الفساد واختلاس المال العام. وعبرت منظمة هيومن رايتس ووتش عن رفضها للقانون.

ودعا اتحاد الشغل ذو النفوذ القوي الرئاسة إلى التريث مضيفا أن البلاد في غنى عن مزيد من الاحتقان خصوصا أن مناطق عديدة تشهد احتجاجات اجتماعية بالفعل.

وقالت المرسني "نعي جيدا أننا نناقش المشروع تحت ضغط قوي لأنه يثير جدلا ورفضا ولكن أي جدل يجب أن يكون في البرلمان الذي ستكون له الكلمة الفصل.. تلك هي الديمقراطية".

ومن المتوقع أن تعقد الشهر المقبل جلسة عامة للمصادقة على المشروع بعد الانتهاء من مناقشته ضمن لجنة التشريع العام.

ويعول الرئيس الباجي قائد السبسي على دعم شريكه في الحكم حزب النهضة الإسلامي للتصديق على القانون.

وقال محسن حسن القيادي بحزب نداء تونس الحاكم إن هناك توافقا بين أغلب مكونات الائتلاف الحاكم الذي يضم حزب النهضة على إقرار القانون مضيفا أن الوضع الذي تعيشه البلاد يقتضي المصالحة. وكشف أن المشروع سيشمل حوالي 400 رجل أعمال مما سيساعد على تشجيع الاستثمار.

كان السبسي قال الشهر الماضي إن مئات الموظفين الذين نفذوا تعليمات دون أن يحققوا مكاسب شخصية سيشملهم مشروع المصالحة. وقال إن الإدارة التونسية مكبلة بسبب الخوف من اتخاذ أي قرار وإن أوان المصالحة قد آن بهدف انعاش الاقتصاد الذي يحتاج إلى استثمارات.

© Reuters. برلمان تونس يناقش قانونا للمصالحة مع رجال أعمال من النظام السابق

لكن أستاذ القانون الدستوري جوهر بن مبارك حذر من أن الموافقة على هذا القانون ستسقط كل قضايا وملفات الفساد وتوقف كل الأحكام القضائية في هذا الشأن.

(تحرير أحمد إلهامي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.