💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

مشاعر صدمة وسخط بين المصريين بعد قفزة جديدة في أسعار الوقود

تم النشر 29/06/2017, 16:10
© Reuters. مشاعر صدمة وسخط بين المصريين بعد قفزة جديدة في أسعار الوقود
CL
-

من إيهاب فاروق

القاهرة (رويترز) - "حسبي الله ونعم الوكيل في الحكومة كلها!".. "احنا كده بنموت بالبطيء".. "نعيش إزاي؟" .. "أنا بقيت ماشية باكلم نفسي حتى الأكل مش هنعرف نشتريه عشان كل حاجة هتغلى".

كانت هذه تعليقات بعض المصريين وسط مشاعر صدمة وسخط عارم بعدما رفعت الحكومة يوم الخميس أسعار الوقود للمرة الثانية خلال ثمانية أشهر فقط بنسب تصل إلى 100 بالمئة.

وجاء قرار الحكومة يوم الخميس برفع أسعار الوقود بعد أيام قليلة من إعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زيادة دعم الفرد في البطاقة التموينية بنحو 140 بالمئة وبعد حوالي شهر من إقرار حكومة شريف إسماعيل حزمة ضمان اجتماعي بقيمة 43 مليار جنيه (2.4 مليار دولار).

وقال خالد عبد الرحيم مدير إحدى محطات الوقود في الفيوم لرويترز "توقيت إصدار القرار سيثير موجة من الغضب بين المواطنين في الفيوم خاصة أنهم كانوا في حالة من الفرح بعد تطبيق علاوة الغلاء وزيادة الدعم التمويني.. لكن ارتفاع أسعار الوقود سيحول حالة الفرحة إلي حزن".

وقال وزير البترول طارق الملا لرويترز يوم الخميس إن الحكومة رفعت سعر البنزين 92 أوكتين إلى 5 جنيهات للتر من 3.5 جنيه بزيادة نحو 43 بالمئة كما رفعت سعر البنزين 80 أوكتين إلى 3.65 جنيه من 2.35 جنيه بزيادة نحو 55 بالمئة.

ورفعت مصر سعر السولار نحو 55 بالمئة ليصل إلى 3.65 جنيه للتر من 2.35 جنيه.

وبنبرة غضب قال مواطن لرويترز في محطة الوقود بشرق القاهرة "حسبي الله ونعم الوكيل! حاجة تخلي الواحد يطفش (يهاجر) من البلد!"

وزاد سعر غاز السيارات 25 بالمئة إلى جنيهين للمتر المكعب من 1.60 جنيه.

وقال أحد أصحاب السيارات لرويترز في محطة وقود بالقاهرة "فوجئت بالزيادة النهاردة.. كنت عارف إن فيه زيادة بس جت (جاءت) كبيرة.. حاجة مفاجئة جدا ومش متوقعة".

وعادة ما تشهد شوارع مصر مشادات بين السائقين والركاب بعد كل زيادة في أسعار الوقود.

وقال محمد عبد الله سائق سيارة أجرة من الاسكندرية لرويترز "كل ما نحس (نشعر) بالأمل أن الأحوال ممكن تتعدل (تتحسن) يطلع (يصدر) قرار يجيب لنا (يصيبنا) إحباط.

"الشغل وقف حاله علشان ناس كتير بطلوا يركبوا التاكسي بعد ارتفاع الأسعار في كل حاجة. أنا مكسوف (محرج) أني أزود الأجرة على الناس والله بس مضطر وياريت أعرف اشتغل".

ورغم تأكيد رئيس الوزراء شريف إسماعيل أن الزيادة في أجرة الرحلات الداخلية والخارجية بين المحافظات لن تتجاوز عشرة بالمئة، وردت تقارير عن قفزات كبيرة في أسعار وسائل النقل.

في محافظة كفر الشيخ بشمال مصر نشبت مشادات كلامية بين بعض المواطنين والسائقين الذين رفعوا أسعارهم بين 25 و50 بالمئة عقب إعلان زيادة أسعار الوقود مباشرة.

ورفع سائقو الميكروباص، وهو وسيلة المواصلات الرئيسية لمتوسطي ومحدودي الدخل، سعر التذكرة إلى 1.5 جنيه من جنيه واحد كما رفع سائقو سيارات الأجرة (التاكسي) السعر نحو 25 بالمئة.

وقال وليد عوض سائق ميكروباص "الناس بتتخانق معانا رغم إن مالناش ذنب ومش عاوزين الحاجة تزيد... احنا أصحاب بيوت ودخلنا معروف وفيه ناس عليها أقساط... احنا أضعف ناس في الحلقة دي".

وفي أحد مواقف الميكروباص في محافظة القليوبية شمالي القاهرة اشتعلت الخلافات بين الركاب والسائق حول الأجرة. وانتهت المشادات بانصياع الركاب بدفع زيادة في الأجرة، ولكن ليس كما طلبها السائق.

وكانت أكبر زيادة في سعر اسطوانة غاز الطهي (البوتاجاز) الذي قفز 100 بالمئة إلى 30 جنيها من 15 جنيها.

كما رفعت الحكومة سعر اسطوانة غاز الطهي التجارية 100 بالمئة إلى 60 جنيها من 30 جنيها.

وتساءل هاني شعلان الموظف بمكتب لتوزيع الصحف في دمياط "هنعمل ايه؟ مفيش حد من أصحاب العمل هيوافق علي زيادة الأجور لنا. نعمل ايه؟ منهم لله!"

وشملت حزمة الضمان الإجتماعي التي تم إقرارها في مايو أيار زيادة معاشات التقاعد والدعم النقدي الموجه للأسر الفقيرة تحت مسمى "تكافل وكرامة" بجانب زيادة الحد الأدنى للإعفاء الضريبي ومنح خصم ضريبي لمحدودي ومتوسطي الدخل.

وبداخل محطة وقود في مدينة الفيوم وقف إبراهيم جمعة سائق سيارة نقل جماعي ليزود سيارته بالسولار وهو في حالة من الغضب وصاح قائلا "كله علي الزبون وهو اللي هيتحمل الزيادة. الأجرة كانت 15 جنيها من الفيوم للقاهرة وبعد الزيادة هاخلي الأجرة 20 جنيها وغيري ممكن يخليها 25 جنيها".

وقال رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي يوم الخميس "وجهنا المحافظين بمتابعة أسعار الأسواق ومواقف النقل. لن نسمح بأي جشع لاستغلال المواطنين".

وتؤثر زيادة أسعار الوقود بشكل فوري على جميع أسعار السلع والمنتجات داخل البلاد.

وقالت ريهام الدسوقي محللة الاقتصاد المصري في أرقام كابيتال لرويترز إن زيادة أسعار الوقود "ستؤثر بشكل مباشر على الطبقات الوسطى والأقل دخلا. سنشهد موجة ثانية من ارتفاع التضخم وقد نصل إلى مستوى 35 بالمئة في الصيف بسبب تزامن الزيادات في الأسعار مع بعضها البعض".

وأعقبت الزيادة السابقة في أسعار الوقود في نوفمبر تشرين الثاني الماضي وتعويم الجنيه سلسلة قفزات حادة في التضخم الذي وصل إلى مستويات فوق 30 بالمئة.

وقال عبد الله رضوان من كبار منتجي العنب والخضروات بالفيوم لرويترز "تكلفة النقل ستزيد بشكل كبير. قد تصل لضعف الأسعار الحالية وهو ما سيؤدي لارتفاع أسعار الفاكهة والخضروات من المزرعة أو الأرض الزراعية وسيتبعها ارتفاع آخر عند تجار التجزئة".

ويشكو المصريون من عدم وجود أجهزة رقابية قوية تستطيع حمايتهم من أي استغلال من جانب التجار.

في المنيا قالت مريم كامل وهي موظفة تعول ثلاثة أبناء "لن يكفينا مع الزيادة الجديدة للوقود 60 جنيها يوميا أجرة المواصلات غير زيادة أسعار السلع".

وتساءلت "هل علاوة الغلاء التي لم تتجاوز 70 جنيها مبرر لزيادة الأعباء علي الأسرة المصرية بهذا الشكل القاسي؟"

وشملت حزمة الضمان الاجتماعي التي تم إقرارها في مايو أيار علاوات غلاء لموظفي الحكومة البالغ عددهم نحو ستة ملايين موظف.

تقول نادية السيد (55 سنة) أرملة وأم لأربع 4 بنات ثلاث منهن متزوجات والرابعة مخطوبة وتواجه صعوبة في تجهيزها "احنا كده بنموت بالبطيء.. الأيام دي صعبة قوى.. حتى التموين لما زودوا الفرد لخمسين جنيه رفعوا أسعار الزيت والسكر. نعيش إزاي؟

"أنا بقيت ماشية باكلم نفسي حتى الأكل مش هنعرف نشتريه عشان كل حاجة هتغلى".

ويضرب عادل إسماعيل موظف حكومي بالمعاش (61 سنة) كفا بكف وهو يقول "احنا لسه مقبضناش زيادة المعاشات يقوموا يرفعوا الأسعار بالطريقة دي! كل حاجة هتغلى بسبب النقل ومفيش حد بقدر يحكم عشوائية السوق في مصر".

وشهدت مصر التي تعتمد على الاستيراد في توفير أغلب احتياجاتها ارتفاعات كبيرة في أسعار السلع والخدمات خلال العامين الماضيين بسبب شح العملة الصعبة ونشاط السوق السوداء.

ومع قرارات نوفمبر تشرين الثاني الماضي التي شملت تحرير سعر الصرف ورفع أسعار الفائدة وزيادة أسعار الطاقة ومن قبلها تطبيق قانون ضريبة القيمة المضافة تضاعفت أسعار السلع والخدمات من جديد مما أثار سخط المواطنين وخاصة محدودي الدخل.

وقال هاني برزي الرئيس التنفيذي لشركة إيديتا الغذائية لرويترز "الناس منزعجون. نريد إصلاح الأمور لكن ليس بهذه الطريقة. شيئا فشيئا. الناس لا يمكنهم التحمل فالأسعار باهظة جدا عليهم.

"نحن بحاجة للاستقرار...القرارات التي تتخذها الحكومة قاسية جدا في وقت لم يتجاوز فيه الناس بعد الزيادة الأخيرة في نوفمبر.التضخم كبير جدا".

ووعد السيسي المصريين في ديسمبر كانون الأول الماضي بتحسن الظروف الاقتصادية الصعبة خلال ستة أشهر ودعا رجال الأعمال والمستثمرين إلى مساعدة الحكومة على كبح جماح الأسعار. الشهور الستة مرت ولكن الأسعار ارتفعت أكثر ولم تنخفض.

وفي دمياط قال أحمد عنتر موظف بإحدى الشركات الخاصة لرويترز ساخطا "حسبي الله ونعم الوكيل في الحكومة كلها".

© Reuters. مشاعر صدمة وسخط بين المصريين بعد قفزة جديدة في أسعار الوقود

(الدولار = 18.17 جنيه مصري)

(شارك في التغطية من القاهرة أمينة إسماعيل وعمر فهمي وعبد الرحمن عادل ومن الإسكندرية هيثم فتحي - شارك في الإعداد إسلام يحيى - تحرير نادية الجويلي - هاتف 0020223948031)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.