من آصف شاه زاد ودرازن جورجيتش
إسلام آباد (رويترز) - انتخب البرلمان الباكستاني يوم الثلاثاء وزير البترول السابق شاهد خاقان عباسي رئيسا للوزراء ليحل محل نواز شريف الذي تقرر عدم أهليته للبقاء في المنصب وسعى رئيس الوزراء الجديد الذي كان حليفا لشريف لأن يصور نفسه بوصفه مصدرا للاستقرار.
ودق مشرعون من حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية- جناح نواز شريف على المناضد وهتفوا "الأسد الأسد نواز شريف" بعد التصويت في تحد لقرار المحكمة العليا عدم أهلية شريف لإكمال فترة ولايته الثالثة.
وقد يهدئ الانتقال السريع من المخاوف من أن البلد المسلح نوويا قد تجتاحه مرة أخرى موجة من الاضطرابات السياسية مما قد يقوض مكاسبه الاقتصادية والأمنية التي تحققت منذ الانتخابات الأخيرة في 2013.
واستقال شريف يوم الجمعة بعدما قضت المحكمة العليا بعدم أهليته للبقاء في منصبه لعدم إفصاحه عن أحد مصادر دخل يقول شريف إنه لم يتلقاه. ورشح شريف حليفه عباسي لتولي رئاسة الوزراء بشكل مؤقت حتى يصبح أخوه شهباز مؤهلا لتولي المنصب.
ونال عباسي أصوات 221 مشرعا في البرلمان المؤلف من 342 مشرعا فيما استخدم حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز شريف أغلبيته البرلمانية للمصادقة على توليه المنصب. وعانق مسؤولون في الحزب بعضهم البعض وهنأوا عباسي حتى قبل الإعلان عن النتيجة.
وقال عباسي للمشرعين بعد التصويت "خلال أربعة أيام ستعود العملية الديمقراطية إلى مسارها. وفوق كل شيء أنا شاكر لمحمد نواز شريف رئيس وزراء الشعب".
وذكر مسؤولون بالحزب في أحاديث خاصة أن هناك خططا لكي يكون لشريف نفوذ هائل داخل الحزب من وراء الكواليس.
وقالت رنا محمد أفضل خان وهي مشرعة من الحزب "الهدف الأساسي هو إرساء الاستقرار في باكستان. ولأننا حزب مسؤول فعلينا أن ندفع باكستان للأمام".
لكن خطة الدفع بشهباز إلى سدة الحكم في نهاية المطاف أثارت غضبا بين أنصار زعيم المعارضة عمران خان الذي انتقد دخول البلاد في مرحلة أخرى من حكم الأسر وهي نزعة لها تاريخ طويل في باكستان ودول أخرى في جنوب آسيا.
ووصف خان، الذي أجج احتجاجات الشوارع حتى نظرت المحكمة العليا قضية الفساد ضد شريف، أسرة رئيس الوزراء بأنها "ملكية" واتهمها بمحاولة تحويل البلاد إلى ضيعة شخصية.
ويتولى شهباز حاليا رئاسة وزراء إقليم البنجاب بشرق البلاد وهو بحاجة للفوز في انتخابات برلمانية فرعية حتى يتسنى لبقية النواب انتخابه رئيسا للوزراء.
ويقول مساعدون إن من المرجح أن يفضل شهباز أسلوبا جديدا في الحكم مع مواصلة نهج أخيه في التركيز على مشاريع البنية التحتية والسياسات الصديقة لقطاع الأعمال.
*زعيم مؤقت
أمضى عباسي، الذي تلقى تعليمه في الغرب وبدأ مشواره المهني رجلا للأعمال، معظم حياته السياسية بجانب شريف. وسجن بعد انقلاب الجيش في عام 1999 والذي أطاح بحكومة شريف خلال فترة ولاية سابقة.
وبصفته وزيرا للبترول والموارد الطبيعية في حكومة شريف الأخيرة كان يدعم التوجه لتأسيس بنية تحتية للغاز الطبيعي المسال وتخفيف النقص في الطاقة.
واجتذبت هذه المساعي شركات أجنبية ترى باكستان الآن واحدة من أسرع الأسواق نموا في العالم. وقال عباسي لرويترز الشهر الماضي إن النمو سيزيد بواقع خمسة أمثاله.
واتهمت المعارضة عباسي بالفساد بشأن مناقصة على صفقة للغاز الطبيعي المسال في جنوب كراتشي مستشهدة بتحقيق لمكتب المحاسبة الوطني فتح في عام 2015 بشأن مخالفات في عملية الشراء.
ولم تحقق هذه القضية تقدما يذكر ونفى عباسي ارتكاب أي مخالفة فيما قال حلفاؤه في الحزب الحاكم إن المعارضة تريد تقويض نجاح المساعي في مجال الغاز الطبيعي المسال.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير دينا عادل)