بيروت (رويترز) - تأجل يوم الثلاثاء نقل آلاف المتشددين واللاجئين السوريين من منطقة حدودية لبنانية إلى منطقة يسيطر عليها مقاتلو معارضة في سوريا لليوم الثاني.
وقالت قناة الميادين التلفزيونية اللبنانية إن متشددي جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) يطالبون بالإفراج عن سجين خامس تحتجزه بيروت واتهم بقتل جنود لبنانيين. وذكرت القناة نقلا عن مصادر أن بيروت وجماعة حزب الله رفضتا.
وأبلغ اللواء عباس إبراهيم قائد الأمن العام اللبناني الصحفيين في شمال شرق لبنان يوم الثلاثاء بأن المفاوضات بين حزب الله وجبهة النصرة مستمرة ومعقدة.
ووصلت قوافل حافلات من سوريا يومي الاثنين والثلاثاء لنقل آلاف المقاتلين وأقاربهم ولاجئين من شمال شرق لبنان لكنها لم تبدأ التحرك مع حلول الليل.
وقال وحدة إعلامية تابعة لحزب الله يوم الأحد إن من المتوقع نقل قرابة تسعة آلاف شخص.
وفي الأسبوع الماضي سيطر حزب الله على معظم منطقة جرود عرسال الجبلية في هجوم مشترك مع الجيش السوري لطرد متشددي جبهة النصرة من المنطقة التي تقع على الحدود بين سوريا ولبنان.
وتم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار مع المتشددين يوم الخميس يتضمن الإفراج عن أسرى حزب الله لدى جبهة النصرة في سوريا.
وأبلغ زعيم جبهة النصرة في منطقة القلمون الجبلية السورية صحيفة الرأي الكويتية يوم الثلاثاء بأن الاتفاق يتضمن أيضا الإفراج عن خمسة من أعضائها السوريين الذين يحتجزهم حزب الله وخمسة آخرين في السجون اللبنانية.
وقال أبو مالك التلي للصحيفة إن تطبيق الاتفاق تأجل بسبب خلافات بين حزب الله والحكومة اللبنانية.
وكانت جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا إلى أن قطعت العلاقات معه العام الماضي. وتقود الآن تحالف تحرير الشام الإسلامي في الصراع السوري.
ولم يلعب الجيش اللبناني، الذي يتلقى مساعدات عسكرية أمريكية وبريطانيا كبيرة، دورا فعالا في عملية جرود عرسال واكتفى بإقامة المواقع الدفاعية حول عرسال.
ويستضيف لبنان قرابة مليون ونصف المليون لاجئ أي نحو ربع عدد سكانه. ويعيش معظم هؤلاء في فقر مدقع كما يعيش عدة آلاف في مخيمات مؤقتة شرقي بلدة عرسال في منطقة جبلية قاحلة.
وتسبب الصراع السوري متعدد الأطراف في مقتل مئات الآلاف من الأشخاص خلال أكثر من ست سنوات ودفع 11 مليونا على الأقل للنزوح عن ديارهم وهو ما يعادل نحو نصف عدد سكان سوريا قبل الحرب.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)