من باريسا حافظي
أنقرة (رويترز) - صدق الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي على تولي حسن روحاني رئاسة البلاد لفترة ثانية يوم الخميس بعد أن حقق فوزا سهلا في الانتخابات متعهدا بانفتاح إيران أمام التجارة والاستثمار الخارجيين إلا أنه يواجه مقاومة داخلية شديدة وموقفا معاديا متجددا من الولايات المتحدة.
وفي ظل رئاسة روحاني خرجت إيران من عزلة دولية في 2015 عندما أبرمت اتفاقا مع ست قوى كبرى للحد من برنامجها النووي الذي كان محل نزاع مقابل رفع عقوبات مالية واقتصادية مفروضة عليها منذ عشر سنوات.
ولكن تخوف المستثمرين من عقوبات أمريكية موجودة من قبل وشكوكا بين مساعدين محافظين لخامنئي من أي زيادة في النفوذ الغربي عرقل سعيه لتحويل الوفاق الهش مع الغرب إلى أموال يتم ضخها لإعادة بناء الاقتصاد الإيراني المعتمد على النفط.
وقد تشجع العقوبات الأمريكية الجديدة المنافسين المحافظين لروحاني الذين يقولون إن الاتفاق النووي نوع من الاستسلام.
وقال شخص مطلع تولى مناصب سياسية وعسكرية رفيعة منذ الثورة الإيرانية عام 1979 إن لروحاني توجهات براجماتية على عكس خامنئي وحلفائه وشكك محللون في قدرته على تحقيق توازن بين مطالبه وتوقعات أنصاره وأغلبهم من الشبان الأكثر ليبرالية.
وصدق خامنئي الذي له الرأي الفصل في كل القضايا الرئيسية بالدولة على تولي روحاني رئاسة البلاد رسميا في مراسم بُثت على الهواء في التلفزيون الرسمي يوم الخميس بعد إعادة انتخاب روحاني في 19 مايو أيار.
وفي كلمة أمام زعماء دينيين وعسكريين وسياسيين دعا خامنئي لروحاني بالنجاح.
وسلم خامنئي روحاني تفويض الرئاسة كرمز للتصديق على توليه المنصب. وقبل خامنئي الرئيس على وجنته وقبل روحاني الزعيم الأعلى على كتفه في علامة على الطاعة.
ودعا خامنئي مجددا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وبناء "اقتصاد مقاومة". وكان قد انتقد مرارا بطء وتيرة التعافي الاقتصادي منذ رفع معظم العقوبات الدولية على الجمهورية الإسلامية العام الماضي.
وبعد أداء اليمين يوم السبت سيكون أمام روحاني أسبوعان لتقديم تشكيلة حكومته إلى البرلمان لمنحها الثقة.
*الهدف تحسين صورة إيران في الخارج
قال روحاني في كلمة خلال المراسم "هدف الحكومة هو تحسين صورة إيران في العالم... وحماية حقوق الشعب... وإنهاء الفقر...وحماية الديمقراطية الدينية وأصوات شعبنا".
وقال محللون إن روحاني ربما يواجه صعوبة في تحقيق تأثير كبير في ضوء الانقسامات الحادة في هيكل السلطة الديني-الجمهوري المزدوج وعودة واشنطن إلى سياسة معادية لإيران منذ تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة.
وقال مئير جاودانفر وهو خبير في شؤون إيران في مركز هرتزليا المتعدد التخصصات في إسرائيل إن "المتشددين سيحاولون بشكل حتى أقوى من الفترة الأولى لروحاني لجعله يبدو رئيسا بلا صلاحيات... سيكون من الصعب جدا بالنسبة لروحاني تحقيق ما وعد به بشأن الاقتصاد".
وأبدى أنصار روحاني قلقهم بشأن عجزه عن ضم وزيرات في حكومته الجديدة بسبب ضغوط المحافظين الدينيين.
وقال جاودانفر المولود في إيران إن العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران والتي وقعها ترامب لتصبح قانونا يوم الأربعاء إلى جانب إجراءات ضد روسيا وكوريا الشمالية ستثني على الأرجح المستثمرين الأجانب ومن ثم ستقوض جهود روحاني لتعزيز الاقتصاد.
وتمسك روحاني بنظرة متفائلة للمستقبل خلال كلمته. وقال "الاتفاق النووي علامة على حسن نية إيران على الصعيد الدولي... لن يتم عزل إيران مطلقا".
وكان ترامب قد هاجم خلال حملته الرئاسية في 2016 الاتفاق النووي الذي تم التفاوض عليه خلال رئاسة باراك أوباما بوصفه "أسوأ اتفاق على الإطلاق" ولكنه لم ينفذ تهديدات بانسحاب الولايات المتحدة من هذا الاتفاق.
ولكن نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قال إن العقوبات الجديدة تمثل خرقا لبنود الاتفاق النووي وتوعد برد "ملائم ومتناسب".
ونقل التلفزيون الرسمي عن عراقجي قوله يوم الخميس "فرض أمريكا عقوبات جديدة على إيران خطوة رجعية وغير قانونية وغير منطقية".
(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)