من كورينا بونس وهيو برونشتاين
كراكاس (رويترز) - أقالت الجمعية التأسيسية الجديدة الموالية للحكومة في فنزويلا يوم السبت لويزا أورتيجا من منصب المدعي العام بالبلاد بعد أقل من 24 ساعة من مباشرة الجمعية التي انتخبت مؤخرا بصلاحيات واسعة النطاق لمهامها لتعزيز قبضة الرئيس نيكولاس مادورو على السلطة. وبعد ذلك بساعات أمرت المحكمة العليا الموالية للرئيس بإحالة أورتيجا للمحاكمة.
ومنذ أن بدأت المعارضة جولة احتجاجات في أبريل نيسان أصبحت أورتيجا المعارض الرئيسي لمادورو من داخل الحركة الاشتراكية الحاكمة. وأدت الاحتجاجات ضد مادورو إلى مقتل أكثر من 120 شخصا حيث استخدمت الشرطة الرصاص المطاطي ومدافع المياه والغاز المسيل للدموع للتصدي للمحتجين الذين كانوا يرشقونها بالحجارة.
واتهمت أورتيجا الرئيس مادورو بانتهاك حقوق الإنسان وبتضخيم نسبة الإقبال في الانتخابات التي جرت مطلع الأسبوع الماضي لاختيار الجمعية التأسيسية الجديدة المؤلفة من 545 عضوا. وقاطعت المعارضة التي تسيطر على الكونجرس بالبلاد عملية التصويت ليكون جميع المرشحين للهيئة الجديدة من حلفاء مادورو.
وأرسلت المحكمة العليا الموالية له رسالة إلى الجمعية تبلغها فيها بتوجيه اتهام لأورتيجا "بارتكاب سلوك خطير" دون أي توضيح لطبيعة الاتهام.
وفي وقت سابق يوم السبت حاصرت قوات مسلحة من الحرس الوطني مكتب أورتيجا ومنعتها من دخول المبنى. وقالت أورتيجا للصحفيين إنها تعرضت للضرب المبرح لدى محاولتها دخول مكتبها وادعت أن أحد الضباط ضربها بالدرع الواقي الذي يحمله. وغادرت أورتيجا المكان على متن دراجة نارية وسط حالة من الفوضى.
وعلق التجمع التجاري لدول أمريكا الجنوبية (ميركوسور) عضوية فنزويلا لأجل غير مسمى يوم السبت في تكثيف للضغط الدولي على الرئيس نيكولاس مادورو لإلغاء الجمعية التأسيسية التي شكلت حديثا واستعادة الديمقراطية.
واختارت الجمعية التأسيسية طارق صعب المسؤول عن ملف حقوق الإنسان والحليف للحكومة ليحل محل أورتيجا. وتقول المعارضة إن صعب تغاضى عن انتهاكات ارتكبتها الدولة.
ولا توجد قيود على صلاحيات الجمعية التأسيسية الجديدة ويقول المنتقدون إن قرار إقالة أورتيجا ينذر بتحول مادورو إلى نظام دكتاتوري شامل.
ويقول المنتقدون إن سياسات مادورو دفعت فنزويلا إلى هوة أزمة اقتصادية تمثلت في زيادة معدل التضخم ونقص حاد في الأغذية والدواء.
ويقول الرئيس الفنزويلي إن "الإمبراطورية" الأمريكية تشن حربا اقتصادية على فنزويلا ويرفض السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى البلاد. ويقول إن الجمعية التأسيسية الجديدة هي السبيل الوحيد لتوحيد فنزويلا في دولة اشتراكية مزدهرة وسلمية.
وستعمل الجمعية التأسيسية لما يصل إلى عامين طبقا لقرار أقرته يوم السبت.
ويتمثل الهدف الرئيسي المعلن للجمعية في الحفاظ على سياسات الرئيس الراحل هوجو تشافيز الذي وضع فنزويلا على طريقها الاشتراكي عندما انتخب للمرة الأولى قبل نحو 20 عاما.
وستعقد الجمعية جلساتها بذات المجمع التشريعي الواقع بوسط كراكاس مثل الكونجرس الذي تهيمن عليه المعارضة والذي قد يتم حله. وحتى الآن تعقد كل من الجمعية التأسيسية والكونجرس جلساتهما بشكل متواز ولا يفصل بينهما سوى فناء صغير.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية يوم السبت إن الولايات المتحدة تشعر "بقلق بالغ" من نبأ إقالة أورتيجا من منصبها ومنعها من مغادرة البلاد.
وأضاف المسؤول "تدعو الولايات المتحدة إلى إعادة ترسيخ الديمقراطية في فنزويلا واستعادة الرخاء الذي سعى مواطنو فنزويلا جاهدين لتحقيقه".
(إعداد حسن عمار للنشرة العربية-تحرير أحمد حسن)