من سامية الرزوقي
الرباط (رويترز) - قال محام ومسؤول قضائي إن محتجا كان في غيبوبة بعد إصابته في احتجاجات هزت شمال المغرب توفي في المستشفى يوم الثلاثاء.
وعماد العتابي (22 عاما) الذي ينتمي لمدينة الحسيمة بشمال المغرب هو أول محتج يلقى حتفه منذ خروج الناس للشوارع في منطقة الريف في أكتوبر تشرين الأول احتجاجا على الفساد وانعدام العدالة والافتقار للتنمية.
ومن المحتمل أن تزيد وفاته من حدة الاحتجاجات التي انتشرت إلى مناطق أخرى من البلاد وهي الأكبر في المغرب منذ الربيع العربي في العام 2011.
وأصيب العتابي بجروح بالغة في الرأس خلال احتجاجات يوم 20 يوليو تموز عندما اندلعت اشتباكات بسبب إطلاق الشرطة قنابل غاز لتفريق المحتشدين.
وتتضارب الروايات بشأن ملابسات إصابته. وقالت السلطات إن العتابي أصيب بالحجارة في رأسه لكنها عادت وقالت في وقت لاحق إنها ستحقق في الحادث.
وقال عبد الصادق البوشتاوي المحامي الذي عمل عن قرب مع أسرة العتابي وأكد وفاته إنه أصيب على الأرجح بقنبلة غاز.
وأضاف لرويترز "لم تسمح (السلطات) لأسرته بالاطلاع على وثائقه الطبية التي تتحدث عن سبب إصابته وحالته".
وفي بيان نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء أكد النائب العام في الحسيمة وفاة العتابي في مستشفى عسكري في العاصمة الرباط.
وقال يوسف الريسوني عضو اتحاد حقوق الإنسان المغربي "نعتبر الدولة مسؤولة مباشرة عن وفاته ونطالب بتحقيق حقيقي له مصداقية في ملابسات وفاته وبتطبيق العدالة".
وتفجرت حركة الاحتجاجات التي أطلق عليها اسم حراك الريف بعد سحق بائع السمك محسن فكري حتى الموت في شاحنة لضغط النفايات بالحسيمة عندما حاول استعادة كمية من السمك صادرتها الشرطة المحلية.
وأصبحت وفاة فكري رمزا "للحكرة" وهو مصطلح دارج يدل على الحرمان من الكرامة بسبب إساءة استخدام السلطة وانعدام العدالة.
وساعد على الاحتجاجات أيضا الإحباط من نقص التنمية ومن المشكلات الاقتصادية في الريف الذي ظل لفترة طويلة مركزا للمعارضة والاضطرابات بين الأمازيغ.
ووجه المتظاهرون غضبهم إلى الحكومة كما طالب نشطاء عاهل البلاد الملك محمد السادس بالتدخل. ويملك عاهل البلاد السلطة المطلقة في المغرب.
وألقى الملك محمد السادس في 30 يوليو تموز أول خطاب علني منذ بداية الاحتجاجات وقرر العفو عن نحو 60 من أعضاء الحراك واتهم المسؤولين المحليين بتأجيج الغضب العام بالتقاعس عن التنفيذ السريع لمشروعات التنمية.
وفي وقت سابق يوم الثلاثاء أعلن إلياس العماري رئيس حزب الأصالة والمعاصرة المؤيد للقصر ورئيس منطقة طنجة وتطوان والحسيمة الشمالية أنه سيستقيل من موقعه في الحزب في خطوة ربطتها وسائل إعلام مغربية بالفشل في احتواء الاحتجاجات.
وقال العمري للصفيين "أقر بأنه كان يشار إلي في خطاب الملك. أنا إنسان وأقع في أخطاء وعلي تصحيح أخطائي".
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)