من إد كروبلي وجورج نجانجا
نيروبي (رويترز) - تجاهل الكينيون بشكل كبير دعوة من المعارضة للإضراب يوم الاثنين وأعادوا فتح المتاجر وعادوا إلى أعمالهم في تعبير عن رفضهم لمطالب بالتظاهر ضد إعادة انتخاب الرئيس أوهورو كينياتا وضد قتل محتجين.
وعادت السيارات والحافلات والدراجات النارية إلى شوارع العاصمة نيروبي وبلدة كيسومو في غرب البلاد بعد توقف النشاط لعدة أيام بسبب مخاوف من وقوع أعمال عنف بعد الانتخابات التي جرت يوم الثلاثاء وفاز فيها كينياتا على منافسه رايلا أودينجا بحصوله على أكثر من 54 بالمئة من أصوات الناخبين بحسب ما أظهرت النتائج الرسمية.
وقالت جماعة كينية للدفاع عن حقوق الإنسان إن الشرطة قتلت بالرصاص 24 شخصا منذ يوم الانتخابات. وقدرت الحكومة عدد الذين قتلوا بعشرة أشخاص وقالت إنهم قتلوا "خلال السيطرة على أعمال شغب وتجمع غير قانوني". وأضافت أنه سيتم التحقيق في جميع حالات الوفاة.
وأثارت مزاعم أودينجا بحدوث تزوير للانتخابات على نطاق واسع توترات في كينيا التي قتل فيها نحو 1200 شخص وشرد 600 ألف آخرين جراء أعمال عنف عرقية واسعة عقب خسارته انتخابات 2007 أمام مواي كيباكي.
وساهم الارتياح بشأن هدوء الاحتجاجات نسبيا وإعادة انتخاب زعيم ينظر إليه باعتباره داعما لقطاع الأعمال والنمو في ارتفاع البورصة بنسبة 2.5 بالمئة يوم الاثنين. وقفزت الأسهم الآن نحو سبعة بالمئة منذ ليلة الانتخابات في الثامن من أغسطس آب.
وفي كيبيرا أكبر الأحياء العشوائية في نيروبي حيث تحظى المعارضة بتأييد قوي التزم سكان كثيرون على ما يبدو بالإضراب ولكن الحافلات الصغيرة وسيارات الأجرة شقت طريقها في الشوارع كالمعتاد وفتحت بعض متاجر الأغذية ومكاتب الاتصالات أبوابها.
وقال كين نابويري أحد السكان إنه ليس أمامه خيار سوى العودة لعمله بعد أيام من الانقطاع عنه رغم أنه يؤيد التحالف الوطني العظيم الذي دعا للإضراب.
وقال لرويترز "كان يفترض أن أدلي بصوتي ثم أترك الباقي للساسة لأنني إذا انقطعت عن العمل اليوم فإن هؤلاء لن يدفعوا لي فواتيري".
وأضاف "أنصح الآخرين بالذهاب إلى عملهم ما لم يأخذوا إذنا من المدير".
وكينيا، البالغ عدد سكانها 45 مليونا، هي المحرك الاقتصادي لشرق أفريقيا ويقول مراقبون دوليون إن الانتخابات كانت نزيهة بشكل كبير وأيد هذه النتائج إحصاء مواز قام به مراقبون محليون وأظهر فوز كينياتا بفارق 1.4 مليون صوت.
لكن احتجاجات اندلعت في مناطق تدعم المعارضة في نيروبي وكيسومو حيث يحظى كينياتا بتأييد كبير. وقال الصليب الأحمر الكيني يوم الاثنين إنه عالج 177 شخصا بينهم 108 أصيبوا بجروح خطيرة منذ إجراء الانتخابات.
وأكد كينياتا دعوة للمعارضة إلى نبذ العنف والتقدم بأي شكوى إلى القضاء .
وقال "أعتقد أنه ليس هناك أي كيني في أي مكان يريد رؤية عنف، ونهب، ومظاهرات تفضي إلى تدمير الممتلكات".
كما حث الشرطة على ضبط النفس.
وهنأت الصين يوم الاثنين كينياتا بالفوز. وضغط دبلوماسيون على أودينجا من أجل الرضوخ للأمر الواقع أو اللجوء للقضاء .
واستبعدت المعارضة الخيار الثاني وتقول إنها ستعلن إستراتيجيتها يوم الثلاثاء.
ويقول بعض مؤيدي المعارضة إنهم مازالوا مصممين على إلغاء نتيجة الانتخابات لكن الأولوية بالنسبة لكثيرين كانت لكسب بعض المال بعد أيام من توقف النشاط.
وقال إريك وانجيرو قائد إحدى الدراجات النارية وهو يبحث عمن ينقلهم بدراجته "لا عمل.. لا طعام. العمل معطل لكن لا يزال يتعين علي الخروج (اليوم) لمحاولة كسب رزقي".
(إعداد سامح الخطيب للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)