من توم ألارد
تنجولون (إندونيسيا) (رويترز) - انقضت 15 عاما على الفترة التي كان فيها علي فوزي وسومارنو من أعضاء جماعة إسلامية متطرفة قتلت 202 شخص في هجوم بجزيرة بالي السياحية في إندونيسيا.. وأصبح الاثنان يعملان الآن على صنع السلام بدلا من القنابل.
ويتولى العضوان السابقان بالجماعة الإسلامية حاليا تقديم النصح للمتشددين السابقين وتعليم أطفالهم بل ويستعين كل منهما بزوجته في العمل كمعلمة وذلك في إطار مبادرة (دائرة السلام) التي أطلقها فوزي هذا العام لمكافحة التطرف.
وفي مدرسة لينكار بردامايان بقرية تنجولون في جاوة الشرقية احتفل الاثنان يوم الخميس بعيد استقلال إندونيسيا في احتفال جرى فيه رفع العلم الوطني. وكان من بين الحاضرين 50 من المتشددين السابقين الذين حاربوا من قبل في صفوف الإسلاميين.
وأمام قائد الشرطة المحلية والقائد العسكري المحلي اصطف الطلبة والمتشددون السابقون في تشكيل يسمح لهم بمشاهدة ما يجري، رفع ثلاثة من المتطرفين السابقين يرتدون ملابس بيضاء العلم على أنغام النشيد الوطني.
وقال فوزي "هذا نابع من أعماق قلوبنا. ويظهر أننا نريد أن نصبح مواطنين صالحين".
وسلم فوزي بأن بعض المتشددين السابقين رفضوا الوقوف وتحية العلم الذي يمثل رمزا مكروها بالنسبة لهم إذ يريدون أن تتخلى إندونيسيا عن دستورها العلماني وتصبح دولة خلافة إسلامية.
وأضاف "هذه عملية. التحول إلى التطرف يحتاج إلى عملية وكذلك التخلص من الأفكار المتطرفة... أدرك أن بعضهم لم يكن يريد انكشاف أمره وما زال يشعر بالخجل والقلق بشأن مجتمعاتهم السابقة".
وبينما كان هذا الاحتفال يجري في تنجولون جرى احتفال مماثل في سجن قريب رفع فيه المتشدد عمر باتيك المحكوم عليه لدوره في تفجيرات بالي العلم الإندونيسي.
وفوزي هو شقيق زعيمي التنظيم في تفجيرات بالي عام 2002 أمروزي ومخلص اللذين تم إعدامهما. ويقضي شقيق آخر هو علي إمرون حكما بالسجن مدى الحياة لدوره في التفجيرات التي وقعت بعد عام على هجمات 11 سبتمبر إيلول في الولايات المتحدة.
تعلم فوزي على يدي حنبلي زعيم تنظيم القاعدة في إندونيسيا المسجون في خليج جوانتانامو حيث علم أمروزي وسومارنو و80 فردا آخرين في جاوة الشرقية صنع القنابل.
وقد قاد سومارنو سيارة ميني فان محملة بالمتفجرات من جاوة الشرقية إلى بالي. وفيما بعد أوقفت السيارة خارج نادي ساري ثم تم تفجيرها.
وسجن سومارنو لدوره. وهو يقول إنه كان يعتقد أن مكونات القنبلة كانت ستستخدم في صراع بين مسلمين ومسيحيين في جزيرة نائية بأقصى شرق البلاد.
ودخل فوزي بعد ذلك السجن في الفلبين في اتهامات بالإرهاب لا تتعلق بهجوم بالي.
وقال إن تخليه عن الأفكار المتشددة بدأ في السجن لدى عودته إلى إندونيسيا عام 2007 وكان الفضل يرجع جزئيا فيه إلى ضابط شرطة دفع تكاليف علاج طبي.
ويقول أيضا إن الفضل يرجع إلى مقابلاته مع ضحايا الهجمات في إقناعه باختيار طريق مختلف.
(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير سها جادو)